أفريقيا برس – الجزائر. استلمت وزارة النقل والمديرية العامة للجوية الجزائرية دراسة حول مخطط تطوير الشركة لمرحلة ما بعد “كوفيد 19” من 10 صفحات، تتضمن حلولا للخروج من الأزمة، في أعقاب الخسائر الكبرى التي تكبّدتها الشركة خلال السنوات الأخيرة، جراء سوء التسيير، وأيضا خلال فترة الحجر الصحي، حيث تحدد هذه الدراسة عيوب التسيير، وخطط النهوض بكافة الفروع، لاسيما قسم الصيانة، عبر إمكانية اللجوء إلى خيار الشراكة، وفتح رأسمال الفرع.
ووفقا لدراسة أودعها عضو معهد النقل المعتمد وجمعية مستشاري الطيران البريطانية، محالي محمود، على طاولة وزير النقل عيسى بكاي، والرئيس المدير العام بالنيابة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، في إطار الخطة الجديدة لإعادة النهوض بشركة الجوية الجزائرية، تم إحصاء نقاط الضعف التي يجب تجاوزها لإعادة بعث شركة الخطوط الجوية الجزائرية، في شق الصيانة، خلال المرحلة المقبلة، على غرار نقص الاعتمادات الدولية، حيث تمتلك الشركة اعتمادا واحدا فقط للتقنيات، حتى وإن شرعت في تعميم المعيار 145 على كامل الأسطول الجديد، فيما يخص جودة الطائرات.
وانتقدت الدراسة أيضا الإنتاجية المنخفضة للشركة وارتفاع تكلفة المواد المقتناة، ضمن مستلزمات الجوية الجزائرية، بسبب عدم تحسين إجراءات الشراء، وارتفاع تكلفة التخزين بسبب الإفراط في إبقاء المستلزمات في المخازن، وضعف التحكم في إجراءات التزويد لدى مسؤولي الشركة، ومحدودية العرض من حيث نوع الأجهزة والمعدات والمحركات، وحسب الدراسة نفسها “هناك نوعان من التهديدات يمكن أن تقلل من نطاق الصيانة لتجهيزات الجوية الجزائرية، وهي منافسة شركات الصيانة القوية على غرار التونسية والمغربية، وأيضا المنافسة من حيث الأسعار، لاسيما لدى المتعاملين الأوروبيين”.
واعتبرت الدراسة نفسها أن الشراكة خيار مفضّل لدى الخطوط الجوية الجزائرية لتجاوز التهديدات والعقبات ولتعزيز قدرتها الاستثمارية بشكل خاص، خاصة في خضم عملية إعادة الهيكلة المعتمدة مؤخرا، حيث يصبح الاستعانة بمصادر خارجية هو الخيار المفضل، مشدّدا على أن تحديد خيارات الشراكة الممكنة يتم على أساس بعدين رئيسيين، وهما إما تطوير النشاط، حيث تصبح الخطوط الجوية الجزائرية مورّد صيانة نيابة عن زبائن خارجيين آخرين، إلا أنه التزاما بضمان مصداقيتها يجب على الخطوط الجوية الجزائرية تحسين مستواها التشغيلي.
أما البعد الثاني، فهو اللجوء إلى شراكة إستراتيجية، من خلال استثمار الشريك ماليا في نشاط صيانة طائرات الخطوط الجوية الجزائرية أو إنشاء شركة مشتركة، أو الدخول في رأس مال الشركة، وعلى المدى الطويل، ينخرط الشريك في تطوير نشاط الصيانة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية كمورد لخدمات الصيانة، وهو المناول الاستراتيجي لشركة الخطوط الجوية الجزائرية في الأنشطة غير المدمجة، حيث يستثمر محليا من حيث الموارد البشرية والمالية والتقنية وربما يشارك في رأس مال شركة مخصصة لهذا النشاط.
وتضيف الدراسة “من غير المحتمل أن تكون الشراكة من هذا النوع قابلة للتحقيق دون التحديث العملياتي لتقليل مستوى مخاطر شركة الخطوط الجوية الجزائرية، ومن الضروري أيضا امتلاك الأدوات والإجراءات اللازمة من أجل مراقبة نشاط الشريك”، كما يمكن اعتماد نمط الشراكة الجزئية، حيث يكون الشريك مورّدا، ولكنه يستثمر ماليا في تطوير مهارات طيران الجوية الجزائرية من أجل تحسين جودة التنسيق، ويكون الشريك استراتيجيا ضروريا.
وتتمثل معايير اختيار الشريك في تفضيل الشركاء الذين يتمتعون بمستوى جيد لتولي مسؤولية تصليح قطع الطائرات التي لا تستطيع الخطوط الجوية الجزائرية الاستثمار فيها بشكل كبير، كما يجب اختيار الشريك ذي السمعة الحسنة، لكسب حصص من الأسواق بشكل أسرع وأيضا التركيز على المهارات، عبر استثمار الخطوط الجوية الجزائرية في عامل الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والموارد المالية.
وأيضا التركيز عند اختيار الشريك، على الحد من تكلفة تبادل قطع الطائرات في إطار اتفاقيات المناولة، ناهيك عن ضرورة البحث عن شريك قادر على جلب الصفقات إلى الخطوط الجوية الجزائرية، حيث يلعب دور الوساطة تجاه الزبون النهائي.