فضيحة 600 مليار لتعزيز سد “مجاز البقر” أمام القضاء قريبا

3
فضيحة 600 مليار لتعزيز سد “مجاز البقر” أمام القضاء قريبا
فضيحة 600 مليار لتعزيز سد “مجاز البقر” أمام القضاء قريبا

أفريقيا برس – الجزائر. يشرع قاضي تحقيق الغرفة الثامنة لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي بسيدي أمحمد، خلال هذه الأيام في الاستماع، في الموضوع، إلى الوزير الأسبق للموارد المائية أرزقي براقي والمدير العام الحالي للوكالة الوطنية للسدود “م.م” والمدير العام السابق للوكالة ذاتها “ب. ش. و” ومتهمين آخرين متابعين في ملف فساد ثقيل يتعلق بمشروع تعزيز سد “مجاز البقر” بولاية قالمة، الذي كبّد الخزينة العمومية ما يقارب 600 مليار سنتيم.

حسب مصادر، فإن قاضي الغرفة الثامنة، قام بإبلاغ الخبرة القضائية للمتهمين الموقوفين وغير الموقوفين المتابعين في ملف الحال، أواخر شهر أفريل، وقد ردت هيئة الدفاع عنها الأسبوع المنصرم، قبل أن يتم خلال هذه الأيام الاستماع في الموضوع إلى جميع المتهمين وإحالة الملف على قسم الجدولة للقطب لبرمجة المحاكمة.

ملف الحال، حسب مصادر، حققت فيه المصلحة الإقليمية للتحقيق القضائي بالجزائر، أين توصلت إلى الفساد الذي عشّش في الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات التي كانت غير محصنة من ألاعيب تبديد المال العام في السنوات الماضية، من خلال منح صفقة بطريقة مشبوهة لشركة خاصة لصاحبها “ر.ح” من أجل مشروع تعزيز سد مجاز البقر الموجه للسقي الفلاحي ببلدية عين مخلوف بولاية قالمة، بقيمة مالية تقدر بنحو 130 مليار سنتيم.

لكن تبين فيما بعد، حسبما كشفته تحقيقات الجهة الأمنية ذاتها، إلى أن مبلغ المشروع تضاعف تقريبا بـ4 مرات ليتجاوز سقف 580 مليار سنتيم، بسبب اللجوء إلى إبرام ملحقات تتجاوز القيمة المالية للصفقة الأصلية، وهي الملاحق التي لم يتم الاتفاق عليها بين الوكالة الوطنية للسدود والشركة المستفيدة من المشروع، والمتعلقة بـ3 ملاحق إذ تم تغيير الصفقة من تعزيز السد إلى زيادة في الارتفاع، حيث كلف الملحق الثاني ما يزيد عن 230 مليار سنتيم والملحق الثالث ما يربو عن 75 مليار سنتيم، وغيرها من التجاوزات، مما كبّد الخزينة العمومية أزيد من 580 مليار سنتيم.

وخلال الاستماع إلى المتهمين من طرف قاضي التحقيق بالغرفة الثامنة لدى القطب الاقتصادي والمالي، أمر بإيداع 5 متهمين الحبس المؤقت بينهم الوزير السابق للموارد المائية أرزقي براقي المتواجد رهن الحبس المؤقت والمحكوم عليه نهائيا بـ10 سنوات حبسا نافذا، إلى جانب المديرين العامين للوكالة الوطنية للسدود “ش. و” و”م.م”، وهو الأمر الذي استأنفت فيه هيئة الدفاع عن المتهمين، فيما أمر قاضي التحقيق بوضع 4 متهمين آخرين تحت إجراء الرقابة القضائية.

وقد وجّهت للمتهمين في ملف الحال تهم ثقيلة تراوحت بين جنحة استغلال النفوذ الفعلي والمفترض لدى إدارة أو سلطة عمومية للحصول على منافع غير مستحقة، جنحة إساءة استغلال الوظيفة عمدا من أجل أداء عمل في إطار ممارسة الوظائف على نحو يخرق القوانين والتنظيمات بغرض منح مزايا غير مستحقة للغير، جنحة تبديد أموال عمومية، جنحة منح امتيازات غير مبررة للغير بمناسبة إبرام عقد أو صفقة مع الدولة أو إحدى مؤسساتها بطريقة مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية، وهي الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمواد 26 و29 و32 و33 والمادة 48 من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته.

فيما وجّهت لصاحب الشركة المستفيد من مشروع تعزيز سد “مجاز البقر” بولاية قالمة المتهم “ر.ح” تهم تحريض موظفين عموميين على استغلال نفوذهم الفعلي والمفترض بهدف الحصول على مزية غير مستحقة، جنحة الاستفادة من امتيازات غير مستحقة غير مبررة بمناسبة إبرام عقد أو صفقة مع الدولة أو إحدى المؤسسات التابعة لها، إلى جانب المشاركة في تبديد أموال عمومية، وجنحة تبييض الأموال.

كما أصدر قاضي تحقيق الغرفة الثامنة أوامر بحجز وتجميد العائدات الإجرامية الناتجة عن جرائم الفساد وتبييض الأموال المتابع بها المتهمون وممتلكاتهم العقارية والمنقولة وأرصدة الحسابات البنكية، مع إصدار إنابات قضائية وطنية دولية من أجل تحديد الممتلكات العقارية والمنقولة، وتعريف الحسابات البنكية الخاصة بالمتهمين وزوجاتهم وأصولهم وفروعهم الموجودة بالخارج.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here