ندرة الزيت تؤخر توزيع قفة رمضان

31
ندرة الزيت تؤخر توزيع قفة رمضان
ندرة الزيت تؤخر توزيع قفة رمضان

افريقيا برسالجزائر. ورمضان هذا العام، تصادف مع آثار تركتها جائحة كورونا التي بدأت أكثر من سنة في الجزائر، حيث تدنت المعيشة الاجتماعية للكثير من الجزائريين ودخل بعضهم في بطالة وتعليق للنشاطات التجارية، وارتفعت الأسعار خاصة في المواد الغذائية المستوردة وحتى المحلية، بشكل ملحوظ، وحدث تذبذب في توزيع السلع، وندرة لبعض المستهلكات، فرغم إغراق السوق بمادة الزيت ومداهمة مستودعات احتكارها وتخزينها للمضاربة في أسعارها، إلا أن الزيت لا يزال محل إشكال ومضاربة واحتكار وندرة في الكثير من المناطق، وهو ما اثر سلبا على “قفة رمضان” لهذه السنة.

جمعيات خيرية تشتكي ندرة بعض المواد

جمعية جزائر الخير، واحدة من الجمعيات السباقة إلى توفير أكبر عدد من “قفة رمضان” على المحتاجين، وعبر مرحلتين، مع بداية رمضان ومنتصفه، حيث اشتكى رؤساء مكاتبها الولائية من تأخر توفير بعض المواد الاستهلاكية في هذه القفة، وكانت ندرة الزيت وارتفاع أسعاره، أكثر ما أخّر عمليات توزيع “قفة رمضان” لـ2021.

وقال ممثل جمعية جزائر الخير عبد الحكيم بورنان، إن مكاتب الجمعية في الولايات الشرقية للجزائر، يعانون نقص التبرعات، وغياب مادة الزيت، واضطر بعض المحسنين وممثلي الجمعية، إلى شراء هذه المادة من أسواق الجملة، وخوض رحلة بحث عن الزيت والذي لا يزال مفقودا في الكثير من نقاط البيع.

وأكد أن قائمة المحتاجين إلى قفة رمضان، توسعت مقارنة بالعام الماضية وإن إحصاء القوائم وتحديدها لم يفصل فيه لحد الساعة، بسبب تراجع التبرعات وغياب بعض المواد الاستهلاكية الضرورية، وندرة الزيت.

ووجدت جمعية كافل اليتم الخيرية، هي الأخرى في توزيع قفة رمضان لهذا العام، مشكل مع مادة الزيت حيث تم توكيل مهمة احد أعضائها للتفاوض مع شركة “سيفيتال” للحصول على كمية من زيت المائدة قصد الانتهاء من ملء قف رمضان، والتي تراجعت من 300 قفة العام الماضي إلى 100قفة هذا العام.

وقال سليم ممثل فرع الجمعية بمنطقة الدويرة غرب العاصمة، إن الحجر الصحي الذي بدأ منذ مارس 2020، ترك أثاره على العمل الخيري الذي تراجع هذه السنة مقارنة بما كان عليه في رمضان لسنوات مضت، مشيرا إلى أن بعض المواد الغذائية مثل السكر والزيت رغم وفرته، إلا أنها استثنت من تبرعات المحسنين، وهو نتيجة لتدني القدرة الشرائية وغلاء المعيشة.

وجمعية سنابل الخير، وحسب الناطق باسمها، بلال تواتي، لم تستطع توفير الزيت والسكر في قفة رمضان والتي يحتاجها 450 محتاج تم دراسة ملفاتهم والتأكد من وضعيتهم الحرجة، حيث أصبح الوضع صعبا، حسب المتحدث، لتوفير جميع مكوناتها قبل حلول شهر الصيام.

محسنون يقصدون المصانع وأسواق الجملة

ويرى بلال تواتي، أن الزيت شكل أزمة، حتى بعد إغراق السوق به، وهذا بتفادي التبرع به من طرف بعض المحسنين، مشيرا إلى أن أزمة كورونا لم تظهر في العمل الخير لرمضان 2020، ولكن يبدو أن رمضان هذه السنة، يعرف عزوف بعض فاعلي الخير والمتبرعين لعدة أسباب بينها غلاء أسعار المواد الأساسية.

واضطرت جمعيات خيرية لشراء الزيت والبحث عنه في سوق الجملة لإكمال مكونات قفة رمضان من المواد الأساسية، حيث أكد رئيس جمعية سواعد الخير بالشطية بولاية شلف، مصطفى بوخيار، أن توزيع القفة تأخر، والزيت غاب عن تبرعات المحسنين لهذا العام.

واضطرت الجمعية، حسبه، لشراء الزيت وتوفير بعض المواد الأساسية لتوزيع 100 قفة على المحتاجين أياما قبل حلول شهر الصيام، وحلّ المشكل، موضحا أن التبرعات لرمضان الماضي، كانت مع بداية شعبان، وتسليم القفة كان في منتصف هذا الشهر، ويشمل العمل الخيري للجمعية الأيتام وأمراض السرطان وأمراض الكلى أولا، ثم المحتاجين والفقراء.

وقال رئيس جمعية “الخير المباشر”، عبد الرزاق سيني، إن الزيت لم يعد من ضمن تبرعات المحسنين، وإنه رغم الحديث عن إغراق السوق بهذه المادة الاستهلاكية، فإن الندرة موجودة، وتوزيع 500 قفة لشهر رمضان هذه الجمعة من دون الزيت أمر غير لائق، ما قد يضطر جمعية “الخير المباشر” لشرائه.

وأوضح عبد الرزاق، أن كل محتويات قفة رمضان من المواد الاستهلاكية الأساسية متوفرة لحد الساعة، لكن الزيت غير موجود، وإن الندرة وقفت مشكلا أمام شراء كميات كبيرة من هذه المادة من طرف بعض المتبرعين وحتى من طرف الجمعية.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here