أفريقيا برس – الجزائر. أثار انقطاع الماء الشروب عن ساكنة ولاية سيدي بلعباس للأسبوع الثاني على التوالي، غضبا وسخطا شديدين في أوساط المواطنين، خاصة بعد تصريحات مدير الموارد المائية الخميس الماضي، عندما كشف عن أن العطب الذي أصاب محطة الضخ بسد سيد العبدلي يعود إلى عدم توفير مادة المازوت، ما عطل المحرك الرئيسي، زيادة على إقدام الجزائرية للمياه على تفريغ قنوات الشبكة بصب كميات كبيرة من الماء الشروب في مجرى واد مكرة حتى تتمكن من تصليح عطب أصاب جزءا من شبكتها بحي محمد الخامس بوسط المدينة .
انتقادات لاذعة وجهها المواطن العباسي إلى القائمين على تسيير كل من مديرية الموارد المائية والجزائرية للمياه، اللتين تم اتهامهما بسوء التسيير وعدم توفير الماء الشروب للمواطنين الذين لم تزر المياه حنفياتهم منذ الجمعة الماضي، رغم دعوة الجهات المعنية للتحرك في سبيل إيجاد حل لهذا المشكل المتجدد دوريا، حيث طالبوا بضرورة وضع برنامج يسمح بتوفير هذه المادة الحيوية للسكان بصفة مستمرة، عن طريق خلق مشاريع لسد النقص المسجل الذي تقدره الجهات المعنية بـ120 ألف متر مكعب يوميا، وهذا في ظل شح الأمطار وأزمة الجفاف التي تضرب الولاية في السنتين الأخيرتين، والتي أدت إلى انخفاض منسوب سد سيد العبدلي الذي يمون 17 بلدية من أصل 52 بلدية موزعة عبر التراب الولائي. واستغرب المواطن العباسي من بعض الحجج التي تقدمها الجهات الوصية في سبيل تغطية عجزها عن أداء مهامها، خاصة وأن مشكل انعدام المياه أصبح يتكرر بصفة مستمرة رغم شكاواهم العديدة والمتكررة من أجل ايجاد حل يقضي على هذا المشكل جذريا ونهائيا.
يحدث هذا في الوقت الذي تستهين فيه الجهات المعنية بهذه الأزمة، خاصة عقب إقدام الجزائرية للمياه على فتح الصنبور الأربعاء الماضي المتواجد بحي امتياز عدل 2 في مجرى نهر واد مكرة من أجل تفريغ قنوات الشبكة حتى يتسنى لعمالها إعادة تلحيم أحد الأنابيب المتواجدة بالشبكة على مستوى شارع محمد الخامس، الأمر الذي اعتبره المواطنون غير منطقي في ظل أزمة الماء التي تعرفها المدينة، وصرحوا بشأنه للشروق اليومي، بأنه كان على الجزائرية للمياه ملء تلك المياه في الصهاريج وإعادة توزيعها على الأحياء التي لم تصلها المياه منذ أيام.
بالمقابل أثارت تصريحات مدير الموارد المائية خلال اجتماع المجلس التنفيذي الخميس الماضي استهجان الوالي واستغراب الهيئة التنفيذية، عندما رد المدير المعني على استفسار الوالي حول السبب وراء انقطاع المياه قائلا: “إن عدم توفير مادة المازوت لمحطة الضخ بسد سيد العبدلي أصاب المحرك الرئيسي بعطل وأن المشكل تم حله وسيتم بدء برنامج التوزيع من اليوم”.
وأشارت مصادر من داخل الجزائرية للمياه إلى أن الخلاف حول تسيير محطة الضخ بين المؤسستين حال دون توفير مادة المازوت، متسائلة في الوقت ذاته عن سبب توقف مشروع جلب مساه البحر المحلّاة الذي يجهل لحد الساعة مصيره ومصير الأموال المخصصة له. وكشف ذات المصادر إن المحطة العائمة التي دخلت حيز الاستغلال نهاية الأسبوع الماضي، لا تشكل حلا كونها عبارة عن مشروع حمل محطة صغيرة إلى وسط سد سيد العبدلي من اجل شفط وضخ الماء المتواجد في القاع، مما سينقص من منسوب السد .
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس