أفريقيا برس – الجزائر. تتضارب الأخبار بين المواطنين هذه الفترة بشأن سد بوكردان، المتواجد ببلدية سيدي أعمر في ولاية تيبازة، ما بين فرضية ردمه لتحويل موقعه إلى نشاط آخر، وما بين مشاريع تخص إمكانية مرور السكة الحديدية، وكثير من الأقاويل التي لم يجد لها المواطن أي توضيحات من طرف المسؤولين، لاسيما وأن منسوب مياهه انخفض بشكل مخيف لا يتعدى 1 بالمائة مقابل انبعاث روائح كريهة منه تصل إلى كيلومترات عديدة بسبب الأسماك النافقة التي أصبحت مصدر إزعاج سكان المنطقة وما جاورها.
سد بوكردان الذي ظل يمول سكان العديد من مناطق ولاية تيبازة وحتى العاصمة بالمياه الصالحة للشرب وهو الذي أنشئ في التسعينيات من القرن الماضي، لم يعرف انخفاضا في منسوب مياهه بالشكل الذي عرفه هذه السنة بعد 3 سنوات متتالية من الجفاف الذي ميز الجزائر بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، ليتحول في الفترة الأخيرة إلى مادة دسمة بالشارع التيبازي بعدما أصبح عاجزا عن تزويد سكان المنطقة بالمياه وإسناد العملية لمحطات التحلية التي تنوب عنه هذه الأيام حيث تفيد إشاعات بإمكانية ردمه وتحويله إلى مشاريع مرافقة للميناء الجديد بالحمدانية أو مسار لمرور السكة الحديدية، في وقت تتوالي الشكاوي بشان الروائح الكريهة المنبعثة منه بسبب تعفن الأسماك النافقة والتي لا تزال كميات منها متواجدة به بسبب شساعة مساحته وكثرة كمياتها.
وفي السياق، أفادت مصادر مطلعة لـ”الشروق”، بأن منسوب مياه السد لم يصل منذ إنجازه في 1996 إلى الوضعية التي عرفها هذه السنة، أين نزل إلى أقل من 1 بالمائة بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة منذ 3 سنوات متتالية مقابل بقاء برنامج التوزيع والاستهلاك نفسه الذي كان في وقت الغيث المتواصل حيث لم تضع الجهات المعنية رزنامة التوزيع لولايتين تماشيا مع حجم المنسوب الذي تقلص بالتدريج بل سارت على نفس المنهاج القديم وهو ما اعتبر من طرف المتتبعين بالخطأ الفادح الذي يتطلب إعادة النظر في طرق وبرامج التوزيع ومسايرتها مع التقلبات الجوية، وقالت مصادر “الشروق في هذا الصدد إن حالة السد اليوم هي فرصة سانحة من أجل تنظيفه لنزع من يمكن نزعه وتهديم ما كان يعيق التنقلات به.
أما عن الروائح الكريهة الصادرة عن السد فأشارت مصادر “الشروق”، أن مصدرها الأسماك النافقة بسبب جفاف مياه السد وهي تتلاشى يوما بعد يوم نظير عملية التنظيف الواسعة والمتواصلة للسد والتي تشارف على نهاية تنقيته من تلك الأسماك التي يتم حاليا دفنها حيث لم يتبق منها سوى 10 بالمائة من التنظيف، وهي العملية التي كان يفترض أن تقوم بها مديرية الصيد لولاية تيبازة باعتبارها من قامت باستزراعها على أن تختفي الروائح الكريهة في غضون أيام فقط.
وبخصوص الشائعات حول ردم السد، فأضافت المصادر نفسها انه باق بنسبة 99 بالمائة ويتهيأ لاستقبال أمطار الشتاء المقبلة كون السلطات المعنية لم تخض في هذا الأمر إطلاقا.