أكثر المتفائلين والمتابعين للدوري الجزائري، بكل أقسامه من محترف إلى هاوي، فقد الأمل في أن يستقيم عوده ويصبح مثل بقية الدوريات، على الأقل على المدى المتوسط، فالمنافسة كانت تجد صعوبة كبيرة في التكيف مع الأوضاع والظروف الصحية الجيدة، فا بالك الآن مع أجواء كورونا.
كانت الجزائر التي سارت على خطى فرنسا في توقيف الدوري واعتماد المعدلات أو المعامل في تحديد أصحاب المراتب من الأول إلى الأخير، كانت الوحيدة في شمال إفريقيا من رفضت استئناف المنافسة بل ولم تسعى إلى ذلك أبدا، بالرغم من أن فرنسا التي سارت على دربها الجزائر، لعبت منافسة الكأس وقدمت فريقين تأهلا إلى الدور النصف النهائي من منافسة رابطة أبطال أوربا القوية، وهي الآن منتهية من جولتين من الموسم الجديد من الدوري الفرنسي الذي يلعب ببعض الجماهير، وأكثر من ذلك باشر منتخبها الوطني الذي هو بطل العالم تربصا تحضيريا لمنافسات قادمة، بينما مازالت الجزائر غير عارفة كيف تبدأ بل وهل تبدأ دوري أعرج حكم عليه الجميع بالفشل من الآن، حيث سيكون اللاعبون قد بقوا من دون منافسة في أحسن الأحوال لو انطلق الدوري في شهر نوفمبر القادم، لمدة ثمانية أشهر وهو عمر طويل في حياة لاعب الكرة، وسيكون أيضا الدوري عبارة عن انتحار حقيقي لو انتهى بمبارياته الـ 38 في الدوري دون احتساب الكأس والمنافسات القارية والإقليمية والمشاركة مع الخضر والفريق الألمبي أو المحلي في ظرف أيضا ثمانية أشهر في أحسن الأحوال، بلعب قرابة خمسين مباراة لبعض اللاعبين.
المنتخب الوطني بعد أن لاحظ سوء التسيير قرّر التربص في فرنسا في شهر أكتوبر القادم وحتى المباراة الودية التي من المفروض أن يجريها أمام منتخب من إفريقيا، ستجري في فرنسا، بمعنى أن سوء التسيير سيكلف الخزينة وبالعملة الصعبة الملايير، عبر تربص في فرنسا ودعوة فريق إفريقي للتباري أيضا في فرنسا، طبعا إن قبلت فرنسا لعب المباراة أصلا.
يعلم الجزائريون بأن نسبة كبيرة جدا من اللاعبين المحليين لم يُدحرجوا كرة ولم يقوموا بأي تحضير خاص منذ مارس الماضي، تاريخ توقف الدوري الجزائري، بل إن الكثير منهم زاد وزنهم وصار شكلهم لا يوحي بأنهم لاعبي كرة، فهم يأىكلون ما يشائون وينامون إل غاية الزوال ومرتباتهم تصلهم في الوقت المحدد، ومنهم من يتعاطى الشيشة ويدخن ويسهر إلى غاية الصباح وينام إلى غاية العصر، وآخر همه أن يبذل أي جهد حركي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من لياقته البدنية المتدنية.
أما عن رؤساء الأندية فإنهم يواصلون الانتقاد لكل قرارات الفاف والرابطة معا، من دون تقديم أي أفكار لإنقاذ فرقهم أو الكرة الجزائرية، وهمّ المدربين هو السعي لأجل الحصول على صفقات تمنحهم المال في زمن الأزمة وكورونا.
وإذا كانت كل النصائح الخاصة بكوفيد 19 غير مطبقة في الشارع الجزائري وفي مختلف المؤسسات بما فيها المستشفيات بصورة دقيقة، فلا كمامات ولا تباعد اجتماعي، فلا أحد يضمن في زمن المباريات إن عادت طبعا، سيتم تطبيق أي بروتوكول صحي، تتفضل به أية هيئة، وقد تكون الحسنة الوحيدة في كون المباريات ستلعب من دون جمهور إلى أن يصبح الوباء من الماضي، أو يظهر لقاح فعال ينقذ البشرية والجزائريين من شراسة كورونا.
ابتعاد لاعب كرة القدم عن الملاعب لمدة ثمانية أشهر هو انتحار حقيقي، وبمكن ملاحظة ذلك في الذين يتعرضون لإصابات خطيرة ومنهم فوزي غلام، وقضاء هذه الفترة في القيام بأمور غير رياضية هو إعلان عن وفاة اللاعب في الفرد، وقد يتطلب الأمر جيلا جديدا من اللاعبين، فقد اعترف بعض القائمين على شئون الكرة الجزائرية بأن غالبية اللاعبين قضوا هذه الفترة من دون مران، ليس خوفا من جائحة كورونا وإنما نقص انضباط ولا مبالاة، والذين استبشروا خيرا في كأس أمم إفريقيا الماضية بتواجد نصف تشكيلة الخضر من اللاعبين الذين كانوا محليين ومنهم سليماني وعطال وبلعمري وبلايلي وبونجاح وبن سبعيني، وتكهنوا بعودة قوية للكرة المحلية عليهم أن ينسوا الحكاية نهائيا على الأقل إلى غاية منتصف سنة 2021، مع استثناءات نادرة لن تكون قاعدة.