السيول تجتاح ولايات شرقية وتخلف خسائر فادحة

20

كما جرت العادة، كانت الأمطار الخريفية الأولى الخاصة بشهر سبتمبر، مشكلة للسلطات المحلية بالعديد من الولايات شرق البلاد، وعلى رأسها مدينة قسنطينة التي تشكلت بها مساء الاثنين وأمس الثلاثاء، العديد من البرك المائية، في قلب المدينة بالرغم من أن ما تساقط من غيث ليس قياسيا، بل مجرد زخات مطر عابرة، حيث توقفت الحركة نهائيا من وسط المدينة إلى حي بوالصوف بالنفق المؤدي إلى الطريق الوطني رقم 5، كما صعبت الحركة في العديد من الأحياء مثل 20 أوت وسيدي مبروك.

وحتى الترامواي تعرقلت حركته في مقطع المنطقة الصناعية، وبدا بأن الجماعات المحلية لم تقم بدورها في تصفية البالوعات بدليل البرك التي عرقلت الحركة نهائيا، ولأن غالبية الأحياء مليئة بأشغال سياكو وأخواتها من حفر وإصلاحات غير مكتملة، فإن الطمي والحجارة حوّلت المدينة في ظرف ساعة زمن أشبه بالمدينة المنكوبة.

كما تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على ولاية جيجل ليلة الثلاثاء، في حدوث فيضانات وسيول بالطرقات والشوارع، وتسربات للمياه إلى داخل الكثير من البيوت، ناهيك عن انقطاعات للتيار الكهربائي. وقضى الجواجلة ليلة صعبة، بسبب مخلفات الأمطار التي صاحبتها رياح قوية، حيث تسببت في قطع الطرقات بالمدن والشوارع، وإغراق أحياء بأكملها على غرار تلك المتواجدة بعاصمة الولاية، والتي تحولت إلى مسابح، وتسربت المياه إلى بيوت السكان بمختلف المنازل وحتى العمارات السكنية خاصة بالطوابق الأرضية، إذ أدت إلى تلف الأفرشة والأغطية والأثاث وغيرها، حيث لم يجد سكانها حلا أمامهم غير الشروع في إخراج المياه من منازلهم، إذ بقوا مستيقظين لساعات متأخرة تحسبا لأي طارئ.

وعرفت النقاط السوداء المعروفة بالمدينة كحي الرابطة الذي يعد أحد أهم هذه النقاط حالة كارثية، أين تحول إلى مسبح، وهو حال حي مصطفى الذي يعتبر هو الآخر من أبرز هذه النقاط، وحتى حي بن عاشور الذي غمرته مياه الوادي المحاذي له، في مشاهد ألفها سكان هذه الأحياء مع كل تساقط للأمطار. وقال السكان أن انسداد بالوعات الصرف الصحي كان السبب الرئيس في السيول الجارفة التي غمرت الأحياء والشوارع، ما جعل مواطنين يقومون بالخروج ليلا ويفتحون هذه البالوعات التي امتلأت بالنفايات والأتربة، موجهين نداءات مستعجلة إلى مصالح البلدية والديوان الوطني للتطهير بجيجل، من أجل تنظيف بالوعات الصرف الصحي والمجاري المائية استعدادا لفصل الشتاء الذي لا تفصلنا عنه سوى أسابيع.، ولحسن الحظ عادت الأمور إلى طبيعتها صباح أمس الثلاثاء.

كما تحولت العديد من أحياء وشوارع بلديات ولاية خنشلة، مساء أول أمس، بعد أقل من 20 دقيقة، من تساقط كميات معتبرة من الأمطار، إلى برك مائية حقيقية، حاصرت كل ساكنة البلديات، ومنعت تنقل المركبات، بشكل مفاجئ أثبت فشل كل ما كان يسمى بمشاريع حماية المدينة من الفيضانات، والتي التهمت أغلفة مالية ضخمة. فبمقر عاصمة الولاية خنشلة، شهدت المدينة الجديدة، بطريق العيزار فيضانات عارمة، حيث غمرت مياه الأمطار، العديد من المنازل المتواجدة بالطوابق الأرضية من عمارات وإقامات المدينة، والتي لم تسلم منها حتى المؤسسات العمومية، وأغلقت الطرقات أمام مستعمليها، ليطلق السكان نداءات استغاثة، وطلب تدخل رجال الحماية المدنية، قبل انقطاع التيار الكهرباء إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.

وحتى بقلب المدينة، وأحياء 344 مسكن، الأوراس، الحسناوي، عدل وغيرها، لم تسلم المنازل من مياه الأمطار التي غمرتها بشكل كبير، ووجدت العائلات نفسها تسبح في أوحال من الأتربة، التي جرفتها المياه. وببلدية انسيغة، طامزة، الحامة، المحمل، المنطقة الجنوبية، بصحراء النمامشة، فقد أصبح الأمر يستدعي تدخل السلطات، لإعلانها كمناطق منكوبة، بعد ما أتت مياه الأمطار، والأوحال على الأخضر واليابس.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here