جزائريون في الجمعة 17: حاسبوا بوتفليقة!

13
تظاهرات واحتجاجات ومسيرات في الجزائر تطالب باسقاط النظام

خرج مئات الجزائريين الجمعة في مسيرات شعبية بالعاصمة وعدد من المحافظات، لتأكيد الرفض الشعبي لاستمرار رموز نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تسيير شؤون البلاد.

المتظاهرون احتشدوا بداية في الرصيف المقابل لساحة البريد المركزي وساحة أول مايو القريبة منها ثم انطلقوا سيرا على الأقدام مرددين عبارات مناوئة للوزير الأول أحمد أويحيى الذي يقبع في سجن الحراش على ذمة التحقيق في قضايا فساد، رفقة سلفه عبد المالك سلال وعدد من رجال الأعمال ووزراء وبعض العسكريين على غرار المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، اللواء علي غديري.

​ورغم الفرحة التي أبداها الشباب لرؤية من يصفهم الجزائريون بـ “رموز الفساد” وراء القضبان، إلا أن الجميع طالب خلال الجمعة السابعة عشرة من الحراك بمحاسبة رأس النظام، الرئيس المستقيل تحت الضغط الشعبي عبد العزيز بوتفليقة.

وقبالة حزام أمني مكون من رجال الأمن حاملين العصي تحسبا لأي انزلاق، ردد الشباب عبارات “مازال بوتفليقة” في إشارة منهم لضرورة محاسبة الرئيس السابق المسؤول في نظرهم عن تفشي الفساد في البلاد بحكم توليه زمام الحكم طيلة عشرين سنة.

على وسائل التواصل الاجتماعي، سادت روح الدعابة بين الجزائريين الذين تشاركوا أخبار سجن سلال وأويحيى بنوع من السخرية من الرجلين اللذين “استفزا كثيرا الجزائريين” وفق الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الجزائر، ناجي سي الهاشمي.

ويرى الهاشمي، الذي أجاب على أسئلة موقع “الحرة” مباشرة من ساحة أول مايو حيث يشارك رفقة الشباب في مظاهرات هذا الجمعة، أن “الشعب بصدد إفراغ إحساس البؤس الذي كتمه طيلة عشرين سنة”.

وبخصوص رؤية الشباب للمحاكمات الجارية مع مسؤولين سابقين وإيداع بعضهم الحبس الاحتياطي، يلفت الهاشمي إلى الطريقة الخاصة التي يحتفل بها الجزائريون باعتقال وزراء سابقين، إذ يؤكد على “الطابع الهزلي” الذي اتصفت به ردود أفعال الشباب.

“يرى الجزائري أن هؤلاء كانوا يستهزؤون بعقله، فرد عليهم بالمثل، الآن جاء دورهم ليضحكوا على من كانوا سببا في آلامهم”، بحسب الهاشمي.

التأكيد على الطابع السلمي

للأسبوع السابع عشر، استطاع منظمو الحراك الشعبي بالجزائر الحفاظ على الوتيرة السلمية للمظاهرات، إذ يتم تنظيم المسيرات بطريقة محكمة من حي لآخر في جميع أنحاء البلاد.

جبايلي نصر الدين شاب من ولاية قسنطينة، يلفت في مقابلة مع “الحرة” إلى الطابع الوطني للمظاهرات والتنظيم المحكم لها على مستوى جميع محافظات الجزائر.
“رغم تسليط الضوء على العاصمة من طرف وسائل الإعلام، إلا أن ما يحدث في ولايات أخرى أمر ملفت كذلك” يشير نصر الدين، الذي يعتبر نفسه من قادة الحراك في منطقة قسنطينة، عاصمة الشرق الجزائري.

كما يركز هذا الأربعيني على الطابع السلمي الذي اتسمت به مظاهرات الجزائر “عبر 48 ولاية” على حد وصفه.

“اجتهدنا في الحفاظ على السلم ردا على أويحيى الذي أكد في تصريح سابق أنهم منعوا المسيرات بسبب عدم تمكن الجزائري من السير في سلم” يؤكد جبايلي نصر الدين.

وتأتي الجمعة السابعة عشرة بالجزائر على وقع المحاكمات المتتالية لمسؤولين في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فيما يتساءل متابعون عن حقيقة تلك المتابعات “هل هي محاربة فساد أم تصفية حسابات؟”

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here