رسائل لمن وراء البحر حول المهمة المنتظرة منه!

23

يحاول المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، تعزيز صورته كأفضل مؤرخ يمكن أن يقود العمل المشترك حول الذاكرة، والذي كلف به رفقة نظيره الجزائري، عبد المجيد شيخي، من طرف رئيسي البلدين.

ستورا استغل وفاة مليكة بومنجل، زوجة الشهيد علي بومنجل، ليعود إلى قضية استشهاد هذا البطل، الذي حاول الاحتلال الفرنسي البغيض، تضليل الرأي العام من خلال الإيهام بأنه انتحر، في حين أنه تم تعذيبه ثم اغتياله، تماما كما حصل مع الشهيد البطل، العربي بن مهيدي، من قبل المظليين الفرنسيين.

يصف ستورا بومنجل بأنه “رجل ذو شجاعة استثنائية”، ويقول إنه “احتجز في الحبس الانفرادي، وتعرض للتعذيب لمدة 43 يومًا، ولم يتكلم. كان ذلك خلال “معركة الجزائر” الرهيبة في فبراير ومارس 1957. وتوفي تحت التعذيب في 23 مارس 1957. ودفن تحت إشراف المظليين الفرنسيين، واستغرقت دفنه ربع ساعة، في تحد للعادات الإسلامية، وكان ذلك بتاريخ 26 مارس 1957، في مقبرة سيدي محمد في بلكور” بالعاصمة.

المؤرخ الفرنسي وفي مساهمة له عبر صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قال إن بومنجل هو “عالم الالتزامات والرغبات في التحول، التي تحملها النخبة الجزائرية”، وهو “رجل قناعات يحمل ثقافة عظيمة ومنفتحة وسخية، مستمدة من مصادر العقلانية الفرنسية والتنوير الذي حمله الإسلام”.

وبرأي ستورا فإن علي بومنجل متشبع بروح “الثورة على النظام الاستعماري، ليس لتدمير كل ما هو موجود، ولكن لتعزيز ولادة جديدة لبلاده”. ويصف المؤرخ الفرنسي عائلة بومنجل بأنها “غنية بالمواهب، غارقة في المعارك السياسية والسفر والأدب والثقافة”، وهي المعلومات التي قال إنه استقاها من كتاب زوجته مليكة رحال.

تم رصد علي بومنجل من قبل الإدارة الاستعمارية، يضيف ستورا، على أنه “عنصر خطير”، بسبب مشاركته في الأنشطة السرية للوطنيين الجزائريين خلال الحرب العالمية الثانية، وقد انضم إلى حركة أحباب البيان والحرية (AML) ، قبل أن ينضم إلى الحزب الذي أسسه فرحات عباس عام 1946، الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA).

ستورا وصف أيضا بومنجل بـ”البراغماتي الذي يسعى إلى الأفضل في كل من التيارات المتنازع عليها، وأحيانًا دون أسباب وجيهة، داخل الحركة الوطنية الجزائرية.. لا يظهر شغفه إلا عندما تتجلى رؤيته العنيدة لجزائر حرة حقًا. قبل اندلاع حرب الاستقلال، كان من القلائل الذين تمتعوا بثقة التيارات الجزائرية، المنقسمة في مواجهة اندلاع انتفاضة نوفمبر 1954 التي فجرتها جبهة التحرير الوطني”.

ويعتبر المؤرخ الفرنسي بومنجل بأنه “أحد أكثر القادة السياسيين استماعًا. وهذا هو السبب الذي جعل المظليين الفرنسيين مهتمين به بسرعة، باعتباره رأس التفكير المحتمل لجبهة التحرير الوطني، وسعى بكل الوسائل إلى جعله يتحدث”.

ويختم ستورا منشوره بعبارات لها دلالات لدى الرأي العام الجزائري، الذي ينتظر ما سيسفر عنه عمله المشترك مع شيخي، كاتبا “إنها قصة رجل شجاع انخرط في وقت رهيب، من الحرب العالمية الثانية إلى الحرب في الجزائر (الثورة التحريرية). إنه يوضح كيف كان الشباب الجزائري يأمل في الثقافة الفرنسية، ويخوض معركة ضد نظام غير عادل، كيف اعتقد جيل أنه يلد عالمًا آخر، وتخلص من العنصرية الاستعمارية، وواجه مجيء الشر وابتذاله، خلال الحرب التي أدت إلى استقلال الجزائر”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here