كساد في تجارة الأدوات المدرسية بسبب كورونا

28

لم تعد الأدوات المدرسية محل اهتمام باعة الأرصفة، ولا حتى بعض المكاتب، حيث قلب فيروس كورونا المستجد، الموازين، وجعل الدخول المدرسي معلقا إلى أجل غير مسمى.

ويكاد يكون الإقبال على شراء الأدوات المدرسية محتشما وكأن الموسم الدراسي غير موجود ضمن انشغالات المجتمع، غير أن بعض العائلات اضطرت لشراء ما يلزم لأبنائها من أدوات مدرسية تحت ضغط الحاجة وتدني المستوى المعيشي، وارتفاع أسعار هذه اللوازم بشكل رهيب في المكتبات ومحلات بيعها.

أولياء متذمرون من ارتفاع الأسعار
وقد قامت” الشروق”، بجولة استطلاعية عبر محلات الأدوات المدرسية المحلية والمستوردة، وبعض المتاجر، أين لمست حالة تذمر وسط الأولياء جراء الارتفاع الرهيب في الأسعار.

ووصل سعر المحافظ في المكاتب إلى 8 آلاف دج، فيما تراوح سعر المآزر بين 1000دج و3 آلاف دج، ويصل نوع المآزر الجيدة إلى 7 آلاف دج، أمّا الكراريس فارتفع سعرها إلى 100 و120دج.

وقال أحد الأولياء كان رفقة ابنه في مكتبة بيع الأدوات المدرسية بالقبة، إن غياب السوق الموازية هذه السنة للأدوات المدرسية، وندرة المحلية وحتى الأجنبية منها ساهم في رفع أسعارها بنسبة عالية، ويأتي هذا في وقت عانت بعض العائلات من توقف دخلها اليومي بسبب توقف عملها ونشاطها الحرفي والبسيط.

ركود في تجارة الأدوات المدرسية
ومن جهتهم، اشتكى أصحاب مكتبات بيع اللوازم المدرسية، من حالة ركود في تجارتهم بسبب كورونا، وخاصة بعد تأجيل الدخول المدرسي، وعدم الإعلان عن موعد محدد له.

وقال أحد الباعة في مكتبة الأدوات المدرسية بحسين داي، إن بيع الأدوات المدرسية تراجع بنسبة كبيرة، وأكد أنه لأول مرة في الجزائر ومع الدخول الاجتماعي، تشهد فيها المكتبات ركودا تجاريا بهذه الصورة، وحتى عزوف بعض أصحاب المكاتب على عرض كميات كبيرة للأدوات المدرسية وكأنّهم يعلنون سنة بلا دراسة.

معالم التعليم عن بعد تبدأ من المكتبات
وحسب استطلاعنا عبر بعض متاجر بيع الأدوات المدرسية، فإن الاهتمام بلوازم التعليم عن بعد، إثر حجر منزلي دام لـ 6 أشهر، جعل الأولياء يمتنعون عن شراء المحافظ وبعض الأدوات المدرسية، ويقبلون على شراء القواميس والحواسيب وبعض لوازم المكاتب وكتب تعليم اللغات، والأقراص المضغوطة، والدروس المسجلة في الأقراص.

الكمامات والمعقمات ضمن الأدوات المدرسية
ووجدت متاجر ومكتبات بيع الأدوات المدرسية، بعد حالة الكساد الذي حل بنشاطها جراء الوضع الاستثنائي، بديلا للربح حيث أصبحت العاب التسلية وكراسات التلوين محل اهتمام زبائنها الذين يقومون بشرائها لأبنائهم لمواجهة العطلة الطويلة التي تكاد تنسيهم الدراسة، وبالإضافة إلى هذه اللوازم، فإن الكمامات وقارورات المعقمات بمختلف أشكالها وأنواعها باتت تنافس الأدوات المدرسية وبل أصبحت واحدة منها.

وتبين من خلال استطلاعنا، أن الكمامات الخاصة بالأطفال تباع في المكتبات، فيما تحمل اللوازم الخاصة بالدراسة رسومات بكمامات مختلفة كأسلوب توعية ووقاية وترسيخ لثقافة وضع الكمامة للوقاية من كورونا، والتعود عليها قبل الدخول المدرسي.

اتحاد التجار يؤكد زيادة الأسعار بنسبة 25 بالمائة
أكد الاتحاد العام للتجار الجزائريين، أن أسعار الأدوات المدرسية ارتفعت بنسبة 25 بالمائة، وذلك لركود سجلته تجارة هذه اللوازم خلال المرحلة الاستثنائية التي فرضها فيروس كورونا المستجد، ومع الدخول الاجتماعي الجديد، وقال ممثل الاتحاد السيد سعيد قبلي، إن تدني قيمة الدينار وهيمنة المخاوف من عدوى كورونا قلص استيراد الأدوات المدرسية خاصة من الصين

ويرى المتحدث أن تراجع الإقبال على هذه الأدوات من طرف الأولياء وخاصة أن الدخول المدرسي غير واضح، ربما حسبه، جعل بعض التجار يستغلون الزيادة في سعرها، كفرصة لتعويض الخسائر.

ودعا قبلي، بصفته ممثل اتحاد التجار، إلى ضرورة الاهتمام بالمنتج المحلي للأدوات المدرسية، وفتح ورشات ومصانع لهذا الغرض، قصد حل مشكل الاستيراد، وتوفير المنتج بأسعار مناسبة، حيث أكد أن الأدوات المدرسية ذات الصنع المحلي لا تمثل سوى 40 بالمائة فقط في السوق الجزائرية.

جمعية حماية المستهلك تندد بالمضاربة بحجة الظرف الاستثنائي

ندّدت الجمعية الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، باستغلال بعض المكتبات ومتاجر بيع الأدوات المدرسية، كميات مخزنة وقديمة منها، للمضاربة في أسعارها تحت حجة الظرف الاستثنائي، وركود التجارة بسبب فيروس كورونا، وقال زبدي مصطفى رئيس الجمعية، إن تراجع الاستيراد قد يكون سببا ولكنه ليس مبررا كافيا للزيادة في أسعار الأدوات المدرسية.

وطالب زبدي المستوردين المختصين في مجال الأدوات المدرسية بتدارك النقص المسجل في هذه السلع، وجلب كميات كافية قبل الدخول المدرسي، وهذا لمواجهة الزيادة في أسعار أدوات مخزنة وقديمة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here