لا يزال الغُموض سيد الموقف في حزب جبهة التحرير الوطني، عقب مرور أسبوع كامل على “أزمة القيادة” التي يشهدها الأفلان في ظل تضارب الأنباء عن إستقالة أمينه العام جمال ولد عباس، وتكليف رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب بخلافته. لكن كل تلك الأخبار ظلت مُجرد إشاعات ما يعني أن المعضلة التي يُواجهها الحزب الحاكم أعمق مما يبدو.
وفي الوقت الذي توجّه فيه جمال ولد عباس، صبيحة اليوم 21 نوفمبر، إلى مستشفى عين النعجة العسكري لإجراء فحوصات طبية بعد الأزمة الصحية التي ألمت به، إرتفعت بشكل مفاجئ، أسهم عضو المكتب السياسي مصطفى رحيال، لتولي مهمة تسيير شؤون الحزب إلى غاية إنعقاد اللجنة المركزية التي سيتم بموجبها إنتخاب أمين عام جديد.
وتقُول مصادر “TSA عربي” أن تكليف مدير ديوان الوزير الأول عبد المالك سلال سابقًا، مصطفى كريم رحيال، بتسيير شؤون الأفلان جاء عقب “فشل” سيناريو تولي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجديد معاذ بوشارب منصب الأمانة العامة للأفلان مؤقتًا.
وتُشيير المعلومات إلى أن إسم معاذ بوشارب كان مطروحًا بالفعل لخلافة جمال ولد عباس الذي فُصل في قضية إستقالته من الأمانة العامة للأفلان، لكن الضجة التي أُثيرت حول عدم عضويته في اللجنة المركزية أو المكتب السياسي طرحت مشاكل حقيقية وجعلت إسمه خارج الحسابات، في الوقت الراهن على الأقل.
كما جُوبِهَ خبر الإعلان عن تكليف بوشارب بخلافة ولد عباس، معارضة شديدة من طرف بعض الكوادر الذين ينتمون للصف الأول من الحزب، حيث يعتقد هؤلاء أن رئيس المجلس الشعبي الوطني غير قادر على تسيير أكبر حزب سياسي في الجزائر ليس فقط من حيث القاعدة الجماهيرية بل بسبب الأزمات غير المتوقعة التي يعيشها من فترة إلى أخرى.
وهو ما تُؤكده تصريحات عضو المكتب السياسي أحمد بومهدي الذي يعتبر من أشد المعارضين لفكرة تسيير معاذ بوشارب ( 47 سنة) للحزب، مؤكدًا في تصريحات سابقة أن هذا السيناريو غير مطروح إطلاقًا.
وتعتقُد نفس المصادر أنه في هذه الحالة سيُجبر جمال ولد عباس المتواجد في بيته عقب الوعكة الصحية التي ألمت به فجأة، على تفويض شخصية من المكتب السياسي لتسيير شؤون الحزب في المرحلة المقبلة، وهنا يبرز إسم مصطفى رحيال.
في الجهة المقابلة، إكتفى المكلف بالإعلام على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني، فؤاد سبوتة، في حديث مقتضب مع TSA عربي، بالتأكيد على أن الأزمة التي يشهدها الحزب ستنفرج في غضون الساعات القادمة دون تقديم تفاصيل أكثر عن آليات حل “أزمة القيادة”.