افريقيا برس – الجزائر. أشعل مقترح قانون تجريم الاستعمار الذي بقي حبيس أدراج البرلمان لعدة سنوات، حربا بين حزب جبهة التحرير الوطني الذي اتهم بمحاولة طمس المشروع، والتجمع الوطني الديمقراطي، وحركة مجتمع السلم اللذين يلقيان اللوم على الآفلان في تعطيل الملف واتهام الأمين العام الحالي بـ”الخيانة” خاصة بعد استقباله للسفير الفرنسي بالجزائر بمقر حزبه.
لم تمر الزيارة التي قادت السفير الفرنسي بالجزائر فرنسوا غويات، إلى مقر حزب جبهة التحرير الوطني ولقائه بالأمين العام للحزب أبو الفضل بعجي، بردا وسلاما على هذا الأخير، حيث توالت ردود الفعل المشككة حول خبايا هذه الزيارة، رغم أنها ليست هي الأولى من نوعها بالنسبة للأحزاب السياسية في البلاد التي اعتادت على استقبال السفراء بمقرات أحزابها، وأمام وسائل الإعلام، لكن قرار أبو الفضل بعجي بفصل النائب كمال بلعربي من الأفلان بعد أن علق عبر حسابه بموقع ” فيسبوك” على اللقاء، قائلا: “لقاء بعجي بالسفير الفرنسي مرفوض جملة وتفصيلا من حيث التوقيت والمضمون”، أثار حفيظة زملائه النواب بالمجلس الشعبي الوطني الذين لم يتوانوا في إعلان تضامنهم معه، وربطوا قضية الزيارة بضغط فرنسا على الحزب من أجل الكف عن الحديث عن مشروع قانون تجريم الاستعمار.
وهو ما رافعت عنه النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي أميرة سليم، التي كانت من بين الأوائل الذين ساندوا النائب المفصول بحديثها عن خيانة الآفلان لتضحيات الشهداء على حد – قولها – من خلال تعطيل وثني النائب بلعربي عن الحديث عن مشروع تجريم الاستعمار، كما دخل النائب عن حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش على الخط محملا حزب جبهة التحرير الوطني المسؤولية السياسية كما قال عما وصلت إليه البلاد سياسيا واقتصاديا، مضيفا عبر حسابه الرسمي في موقع فايسبوك “هذا الحزب يستغل كجهاز لعرقلة كل المشاريع والاستحقاقات الكبرى للجزائر، منها تعطيل مشروع قانون تجريم الاستعمار، والخشية الحقيقية من تعطيل مشروع قانون تجريم التطبيع”، ولم يتوقف النائب عند هذا الحد قائلا:”لقد انتهت مدّة صلاحية هذا الحزب منذ زمان، لولا الروح التزويرية التي تنفخها فيه بعض مؤسسات الدولة”.
وهي الانتقادات التي لم ترق لقيادة حزب جبهة التحرير التي لم ترد رسميا على هذه “الاتهامات” واكتفت فقط بتصريحات صادرة من قيادات حزبها الذين دافعوا عن الآفلان ، معتبرين ما صدر من بعض الأطراف تندرج ضمن حملة انتهازية يريد أصحابها النيل من سمعة الحزب، مؤكدين أن حزب جبهة التحرير الوطني بحنكته السياسية تجعل منه مؤثرا وليس متأثرا من هذه الدعيات.
واتهم هؤلاء حركة مجتمع السلم بالتغاضي عن قول كلمة حق من الموقف “المخزي” لإخوان المغرب بشأن التطبيع مع الصهاينة، قائلين إنها أثبتت من خلال موقفها أن الولاء للتنظيم الإخواني أقوى من أي موقف مبدئي، ليضيف هؤلاء “التحالف مع البرلمانية المقصاة من حزبها والمحسوبة على أويحيى، أميرة سليم، والنائب المقصى من الآفلان كمال بلعربي، هو محاولة لضرب الحزب العتيد وتشويهه قبل الانتخابات التشريعية القادمة”.