أفريقيا برس – الجزائر. كان وقع العبارات التي وجهها الرئيس عبد المجيد تبون، لليمين المتطرف الفرنسي، وبالخصوص حزب “التجمع الوطني” (حزب لوبان)، ثقيلا، إلى درجة خروج رئيس هذا الحزب، جوردان بارديلا، مرددا كلاما موروثا من أولئك الذين خيروا الفرنسيين والجزائريين بين “الجزائر الفرنسية” أو الموت.
ومن أبرز ما صدر عن رئيس الحزب اليميني المتطرف، بينما كان بصدد التعقيب على حوار الرئيس تبون لصحيفة “لوبينيون”، وبالخصوص المقطع الذي يتحدث فيه عن مارين لوبان، التي هددت باستنساخ تجربة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بطرد الجزائريين في حال وصلت إلى السلطة، أنه تفوه بعبارة جاء فيها: “لقد أعطينا الاستقلال للجزائر، والآن يجب على النظام الجزائري أن يعطينا استقلالنا”.
وجاء تصريحات جوردان برديلا في برنامج حواري لمحطة “أوروب 1” تعده الصحفية ذات الأصول التونسية، صونيا مبروك، صبيحة الثلاثاء الرابع من فبراير الجاري، وكان وكيل عائلة لوبان في حزب “الجبهة الوطنية” بعد تغيير تسميتها إلى “التجمع الوطني”، في حالة من الهيستيريا، بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس تبون لهذا التيار وعلى رأسه زعيمته مارين لوبان، عبر صحيفة “لوبينيون”.
ومما قاله الرئيس تبون في هذا السياق: “إن مسؤولي التجمع الوطني لا يعرفون سوى القوة. لايزال في الحمض النووي لهذا الحزب بقايا من منظمة الجيش السري (وهي منظمة شكلها عسكريون فرنسيون، بمن فيهم والد مارين لوبان، جان ماري، في مطلع الستينيات من القرن الماضي معارضة لاستقلالها البلاد)”.
وتساءل الرئيس تبون: “كيف ستتعامل مارين لوبان في حال وصلت إلى السلطة. فهل تريد تنظيم “حملة فال ديف” (يقصد حملة الاعتقالات والترحيل التي طالت حوالي 13 ألف يهودي فرنسي إبان الحكم النازي لفرنسا) جديدة وإيقاف جميع الجزائريين قبل ترحيلهم؟”.
وانتقد جوردان بارديلا، وهو سياسي يميني متطرف تنحدر أصوله من الجزائر، بشدة السياسة الدبلوماسية الفرنسية تجاه الجزائر، بسبب ما وصفه تخاذل إدارة ماكرون في الرد على “استفزازات” الجانب الجزائري. ولم يجد من ورقة يلعب عليها للرد، سوى اقترح تطبيق سياسة “التأشيرة الصفرية” بالنسبة للمواطنين الجزائريين إذا استمرت الأخيرة في رفض استقبال الأشخاص الموجودين رهن الإيقاف في فرنسا.
وعاد بارديلا الذي يشغل أيضا عضوية البرلمان الأوروبي، لتوظيف عبارة “إهانة الجزائر لفرنسا”، بعد رفضها استقبال مرحل ثان في ظرف أقل من شهر، استنادا إلى قناة “سي نيوز” ذات التوجهات اليمينية المتطرفة، وهي العبارة التي سبق وأن رددها وزير الداخلية، برينو روتايو.
وتقوم إيديولوجية الحزب الذي أسسه جون ماري لوبون في بداية سبعينيات القرن الماضي، على وهم مفاده أن الجنرال دو غول هو الذي منح الاستقلال للجزائر في سنة 1962، في محاولة للقفز على حقيقة انهزام فرنسا الاستعمارية عسكريا وسياسيا وأخلاقيا في حربها على الجزائر.
في حين كان أسلاف بارديلا وعلى رأسهم لوبان الأب، قد عملوا المستحيل من أجل قطع الطريق على استقلال الجزائر بكل السبل، ومنها إنشاء منظمة الجيش السري الإرهابية(OAS)، التي ولغت في دماء الجزائريين والفرنسيين معا، وتعقبت الجنرال دي غول محاولة اغتياله عشرين مرة إلى غاية وفاته في سنة 1968، وفق تحقيقات فرنسية متخصصة.
ووفاء لمواقف التيار المتطرف المشحونة بالعنصرية، تعهد باريدلا بمواصلة السير على هذا النهج وتضامنا مع زعيمته مارين لوبان، قائلا: “إذا وجد التجمع الوطني نفسه غدا على رأس الدولة، فإننا سنفعل بالضبط ما فعله دونالد ترامب فيما يتعلق بكولومبيا، أي احترام المصلحة الوطنية. وأستطيع أن أؤكد لكم أنه إذا واصلت الجزائر الاستفزازات، فلن تكون هناك تأشيرة واحدة للرعايا الجزائريين ابتداء من اللحظة التي ترفض فيها الجزائر استقبالهم”.
المصدر: الشروق أونلاين
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس