“الجزائر لم تعرقل بناء الاتحاد المغاربي وإنما المغرب”

"الجزائر لم تعرقل بناء الاتحاد المغاربي وإنما المغرب"

أفريقيا برس – الجزائر. ذكر وزير الخارجية الأسبق والوسيط الأممي السابق، الأخضر الإبراهيمي، أن “إسرائيل تخترق المغرب وترسخ وجودها في المملكة”، نافيا في سياق رده على سؤال صحفي يعتبر الجزائر حجرا يعرقل إنشاء ما يسمى اتحاد المغرب العربي.

وذكر الدبلوماسي الذي قاد وساهم في العديد من الوساطات الأممية لحل النزاعات في العالم، في حوار مع قناة “غلوبال أفريكا تيليسود”، الناطقة بالفرنسية، أنه لا يوافق على تشخيص قائم على فرضية أن المغرب يحرز تقدما في مسألة إنشاء هذا الاتحاد، موضحا أن: “المغاربة يتظاهرون منذ سنوات يوميا صغارا وكبارا، ضد إسرائيل”، في إشارة إلى قرار نظام المغرب تطبيع علاقته مع الكيان الصهيوني بالرغم من استمرار الاحتلال وإجرامه ضد الفلسطينيين. وفي هذه الجزئية رد الإبراهيمي باختصار “ليس من المبالغة قول ذلك، المغرب مخترق من إسرائيل وترسّخ وجودها فيه”.

وحاول الصحفي فصل خيار التطبيع عن تأخر اكتمال تشكل “اتحاد المغرب العربي” بالقول إنه خيار اتخذته الحكومة المغربية، ليرد الإبراهيمي بصيغة التحذير “نعم، إنه خيار اتخذته الحكومة.. ولكن هل هو خيار جيد للمغرب العربي؟ هل يُسهّل الوضع المغاربي أم، على العكس، يزيد من تعقيد الوضع؟”.

وفي تقييم وضع الاتحاد المغاربي، الذي يعاني من الشلل منذ حوالي ثلاثين عاما، علق الإبراهيمي: “لا نقول إنه بدأ بداية جيدة، بل بداية خاطئة”، مشيرا إلى أن “الدول المغاربية الرئيسية الثلاث – تونس والجزائر والمغرب، فشلت في تنظيم نفسها”.

وعلى صعيد دولي، قال الإبراهيمي الذي يبلغ من العمر 92 سنة، إنه قبل ثلاث أو أربع سنوات، “كنتُ متشائما للغاية وكنتُ أخشى من اندلاع حرب عالمية ثالثة”، غير أنه اطمأن وزال عنه التشاؤم بمجرد إدراكه أن الفاعلين المحتملين في صراع عالمي محتمل – الولايات المتحدة والصين وروسيا – لا يريدون حربا”، قبل أن يُضيف مُحذِّرًا: “هذا لا يعني أنهم اختاروا التعاون والانفتاح على بعضهم البعض وعلى بقية العالم”.

وحول ما يعتبره مراقبون وتقارير صحفية، إرهاصات تشكل نظام عالمي جديد، رأى المسؤول الأممي المتقاعد: “ليس هناك قطب مهيمن واحد، ولا قطبان، ولا ثلاثة، بل نوع من التعددية القطبية لم يتخذ شكله الدقيق بعد”. لكن هذا، بالنسبة له، “لا يكفي لتهدئة المخاوف بشأن تطور الوضع العالمي مع وجود دونالد ترامب، الرجل المتقلب، في البيت الأبيض”.

واتجه الحوار إلى غزة في فلسطين، وفيه صرح الإبراهيمي بأن “أهم وضع، ونقطة الارتكاز المركزية الآن، هي منطقة صغيرة جدا: غزة”، واصفا ما جرى فيها بـ”إبادة جماعية تُنطق باسمها، ويعترف بها الجميع، بمن فيهم أولئك الذين صنعوا هذه الإبادة ولو لم يصرحوا بذلك”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here