أفريقيا برس – الجزائر. رغم دخول نواب المجلس الشعبي الوطني في عطلة نيابية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، تتواصل وتيرة توجيه الأسئلة الشفوية أو المراسلات النيابية إلى مختلف القطاعات الوزارية، بينها ملفات ذات طابع استعجالي تستدعي تدخلا سريعا.
وفي ظل صعوبة إيداعها رسميا على طاولة مكتب المجلس خلال فترة العطلة، يلجأ النواب إلى توجيهها مباشرة للوزراء ونشرها عبر صفحاتهم الرسمية، في انتظار استئناف الجلسات المخصصة لمساءلة الحكومة.
وتنوعت المراسلات البرلمانية الموجهة للوزارات والمؤسسات العمومية بين قضايا اقتصادية واجتماعية وثقافية، إذ شملت وزراء في الحكومة ومسؤولي البنوك والهيئات الوطنية.
وفي هذا السياق، وجه النائب الطاهر بن علي مراسلة بحر هذا الأسبوع لمحافظ بنك الجزائر، استفسر فيها عن آليات صرف المنحة السياحية المرفوعة مؤخرا إلى 750 يورو، خاصة في الولايات الحدودية ومنها ولاية الوادي، مشيرا إلى تحديات تنظيمية ناجمة عن التدفق غير المسبوق للمواطنين على شبابيك بنك الجزائر والبنوك التجارية، وما ترتب عن ذلك من طوابير واكتظاظ وحالة ارتباك إداري، لا تتماشى مع توجهات الرقمنة وتسهيل الخدمات عن بعد.
كما رفعت المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم مراسلة لوزير التربية الوطنية، دعت فيها إلى إعادة النظر في تاريخ الدخول المدرسي على المستوى الوطني، خصوصا في ولايات الجنوب التي تشهد درجات حرارة تتجاوز في هذه الفترة 45 درجة مئوية، ما يصعب التحاق التلاميذ والمعلمين بالمؤسسات التعليمية في ظروف صحية وآمنة، إضافة إلى ضعف فعالية أجهزة التكييف والتهوية بسبب محدودية شدة التيار الكهربائي.
وفي المجال الفلاحي، وجّه النائب سفيان نوري، عن جبهة المستقبل، مراسلة لوزير الفلاحة، طالب فيه بالتدخل لتسوية ملف التعويضات الخاصة بالفلاحين المتضررين من تقلبات جوية شهدها موسم 2023، بعد تساقط البرد وحدوث فيضانات كبّدتهم خسائر معتبرة، ورغم تعيين خبير لتقييم الأضرار وتخصيص تعويضات، إلا أن المبالغ لم تُصرف منذ أكثر من سنتين، في وقت ارتفعت فيه التكاليف إلى الضعف مقارنة بأسعار سنة 2023، مما فاقم معاناة الفلاحين.
كما حملت مراسلات النائب بريش عبد القادر، عن حركة البناء الوطني، إلى وزير النقل تحذيرا من الارتفاع المقلق في حوادث المرور خلال الأيام الأخيرة، وما خلفته من ضحايا وخسائر، داعيا إلى فتح تحقيق مستعجل لتحديد الأسباب الحقيقية، سواء المرتبطة بحالة الطرقات أو بسلوكيات السائقين، واتخاذ تدابير عاجلة للحد من هذه الظاهرة.
وفي الشأن الدولي، وجهت المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم مراسلة لوزير الثقافة والفنون، عبّرت فيها عن استيائها من تنظيم فعاليات فنية وغنائية ذات طابع احتفالي في ولايات الوطن، في وقت يعيش فيه الشعب الفلسطيني وخصوصا سكان غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان، معتبرة أن استمرار هذه الأنشطة لا ينسجم مع الموقف الشعبي والرسمي الداعم لفلسطين، وداعية إلى تجميدها وتأجيلها انسجاما مع روح التضامن الوطني.
ويعكس هذا التحرك الرقابي خلال العطلة الصيفية، رغم خروج النواب في عطلة نيابية مطولة، محاولة واضحة للحفاظ على زخم العمل البرلماني وعدم ترك الملفات العاجلة تراوح مكانها إلى غاية استئناف الجلسات. كما يؤكد حرص بعض النواب على استغلال كافة الوسائل المتاحة لإيصال انشغالات المواطنين ومساءلة القطاعات الوزارية المعنية، حتى في ظل غياب الإطار الرسمي المعتاد لإيداع الأسئلة داخل قاعة المجلس.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس