أفريقيا برس – الجزائر. دعا رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل، عضو برلمان عموم إفريقيا، فاتح بوطبيق، إلى ضرورة الاعتراف بجرائم الاستعمار وتجريمه بقوانين إفريقية موحدة، مشددًا على أن القارة الإفريقية ما تزال تعاني من آثار الظلم التاريخي الذي فرض عليها، سواء عبر الاستعمار المباشر أو الاستغلال الاقتصادي المستمر، وفقا لما افاد به المجلس الشعبي الوطني.
وخلال تدخله في أشغال البرلمان الإفريقي، في ميدرند بجنوب إفريقيا، أكد بوطبيق أن الجزائر كانت وما تزال من أبرز الدول التي تنادي بتجريم الاستعمار، مستشهداً بالتاريخ الطويل لنضال الجزائريين وما قدموه من شهداء، وما تزال آثار التجارب النووية الفرنسية في جنوب بلاده شاهدة على فظائع الاستعمار.
كما حث بوطبيق على التمكين للعدالة في إفريقيا حتى تصبح نموذجًا يحتذى به، لاسيما من خلال البرلمان الإفريقي الذي ينبغي أن يكون، “منبـرًا للإنصاف ومحاسبة الماضي الاستعماري بكل أشكاله.”
بوطبيق شدد كذلك على أهمية إصلاح المنتظم الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، لتكون لإفريقيا كلمة مسموعة ومؤثرة، مؤكدا أن العدالة حق أساسي لكل الشعوب، بما فيها الإفريقية التي عانت لعقود من الاستغلال والتمييز العنصري.
ليؤكد بوطبيق في ختام مداخلته أن المسؤولية التاريخية تقع على عاتق القادة الأفارقة داعيا إلى صناعة مستقبل قائم على العدالة والكرامة والسيادة الحقيقية.
وفي جلسة أخرى من أشغال البرلمان الإفريقي، شدد بوطبيق على أهمية تعزيز التعاون بين الاتحاد الإفريقي ومؤسساته، لمواجهة التحديات المعقدة التي تشهدها القارة، وعلى رأسها تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية وانتشار الأسلحة، فضلًا عن التدخلات الخارجية التي تقوّض استقرار الدول الإفريقية، حسب ذات المصدر.
بوطبيق أكد في كلمته أن أمن الجزائر جزء لا يتجزأ من أمن إفريقيا، كما أن أمن القارة هو خط دفاع أول للجزائر، ودعا إلى رفع صوت إفريقيا عاليًا في المحافل الدولية، دفاعا عن القضايا العادلة للقارة.
ليجدد موقف الجزائر الثابت من قضية الصحراء الغربية، مؤكدًا أنها عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي ولها كامل الحق في تقرير مصيرها وفق قواعد الشرعية الدولية، وأضاف موضحا أن الجزائر لا تزايد في هذه القضية، بل تدعو إلى تطبيق سليم للقانون الدولي، واحترام المبادئ الأممية.
للإشارة يشارك وفد من المجلس الشعبي الوطني في أشغال الدورة العادية الخامسة للفترة التشريعية السادسة للبرلمان الافريقي واجتماعات اللجان الدائمة، الملتئمة في الفترة فيما بين 16 جويلية والفاتح أوت، في جنوب افريقيا.
وتعقد أشغال الدورة تحت شعار الاتحاد الإفريقي للعام 2025 حول: “العدالة للأشخاص الأفارقة المنحدرين من أصول افريقية من خلال التعويضات”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس