أفريقيا برس – الجزائر. وجهت تشكيلات سياسية تعليمات مباشرة إلى قواعدها الحزبية في الولايات للشروع في التحضيرات الميدانية للاستحقاقات التشريعية والمحلية المنتظرة سنة 2026، من خلال إطلاق برامج تكوين سياسي لفائدة المناضلين الراغبين في الترشح، مع التركيز على فئة الشباب والنساء.
وفي هذا الإطار، أصدر التجمع الوطني الديمقراطي تعليمات صارمة لأمنائه الولائيين لتنظيم دورات تكوينية دورية تشمل محاور متعددة، أبرزها التكوين السياسي للمترشحين الجدد وآليات التعامل مع الإدارة العمومية بعد الفوز في الانتخابات، إلى جانب ورشات خاصة بتقنيات التواصل السياسي والإعلامي، كما يراهن “الأرندي” على استثمار الإعلام الرقمي لتقوية حضوره في الفضاء الافتراضي، واستهداف ما يعرف بـ”الطبقة الصامتة” التي تمثل شريحة واسعة من المواطنين، خصوصا الشباب الذين يعزفون عادة عن المشاركة الانتخابية سواء بالتصويت أو الترشح.
وأعطت القيادة الحزبية الجديدة تعليمة بتنظيم دورات جهوية عبر ولايات الغرب على غرار الشلف، وأخرى في الشرق بكل من جيجل وباتنة، بهدف توحيد أساليب التكوين بين الهياكل الولائية، قبل الدخول في مرحلة من الترشيحات الرسمية.
ومن المنتظر، حسب المصادر من داخل الحزب، عقد اجتماع وطني خلال الأسبوع المقبل يضم خلايا الإعلام الولائية، لتقديم توجيهات دقيقة للمناضلين والقيادات الراغبين في الترشح والمشاركة في الاستحقاقات المقبلة حول كيفية التعامل مع وسائل الإعلام و”السوشيال ميديا”، وتفادي الأخطاء الاتصالية التي قد تؤثر على صورتهم الانتخابية مستقبلا.
أما حزب جبهة التحرير الوطني، ورغم استمرار الخلافات الداخلية بين القيادة السياسية وبعض المعارضين داخل الحزب، إلا أنه دخل مرحلة تحضير جاد للانتخابات المقبلة، واضعا نصب عينيه الحفاظ على موقعه الريادي في المشهد السياسي الوطني، حيث يعمل “الأفلان” على استكمال عملية تنصيب الهياكل القاعدية وتنشيط المكاتب الولائية، تحضيرا للاستحقاقات المقبلة خصوصا وأنه يعتبر التشريعيات والمحليات المقبلة محطة مهمة لتأكيد حضوره في المؤسسات المنتخبة على رأسها البرلمان والمجالس الشعبية والولائية.
من جانبهما، كانت حركتا مجتمع السلم والبناء الوطني السباقتين في إعلان التعبئة الانتخابية المبكرة، فبعد عقد الجامعتين الصيفيتين لكل منهما، ركزت حمس على إطلاق سلسلة من الدورات التكوينية للشباب والنساء المنخرطين في الحركة، بهدف إعداد قاعدة جاهزة لخوض غمار الانتخابات المقبلة بكفاءات ميدانية مؤهلة. أما البناء الوطني، فقد فتحت ورشات تكوين داخلية تهدف إلى تأهيل الكفاءات الحزبية في الجوانب التنظيمية والتقنية والتواصلية، مع التركيز على توسيع قاعدة الانخراطات تحضيرا للاستحقاقات المنتظرة.
وفي السياق ذاته، أعلنت جبهة القوى الاشتراكية هي الأخرى عن انطلاق مبكر لتحركاتها الميدانية، مؤكدة نيتها العودة بقوة إلى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بعد غيابها المؤقت عن المشهد البرلماني في السنوات الأخيرة، حيث قال السكرتير الأول للجبهة يوسف أوشيش في تصريحات سابقة، إن الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة ومهمة في مسار الحزب، مؤكدا أن “الأفافاس” يسعى لاسترجاع حضوره داخل البرلمان من خلال تعبئة تنظيمية واسعة وإعادة تحقيق التواصل مع المناضلين والناخبين في مختلف الولايات.
ويأتي هذا بالتزامن مع ترقب الطبقة السياسية لقانوني الأحزاب والجمعيات المنتظر الإفراج عنهما نهاية السنة، خاصة وان اغلب الاحزاب السياسية أدلت بدلوها وقدمت مقترحاتها بخصوص قانون الاحزاب السياسية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





