أفريقيا برس – الجزائر. قال السياسي والوزير السابق الهاشمي جعبوب، في مقال له على صفحته الرسمية بـ”فايس بوك” أن الموقف الرسمي الجزائري في التعامل مع فرنسا؛ يعتبر درسا حقيقيا للمسؤولين الفرنسيين؛ المطالبين بمراجعة حساباتهم حول كل ما يتعلق بالجزائر.
واعتبر -ما كتبه- ردا على ما اسماه “التهديدات الفرنسية” التي يقف وراءها عديد المسؤولين بطرق مختلفة، مثل السفير السابق في الجزائر، ناهيك عن التصريحات الخبيثة التي لمسها في كلام الرئيس الفرنسي ماكرون، وكذلك وزير الداخلية ووزير العدل وغيرها من الجهات التي حاولت استغلال قضية بوعلام صنصال كورقة ضغط على الجزائر، وسط ممارسات مفضوحة وفشل فرنسي ذريع.
وأضاف أن الفرنسيين يتقدمهم السفير السابق في الجزائر كزافييه درينكور الذي قضى سبع سنوات ونصف مقسمة على فترتين (من 2008 إلى 2012 ثم من 2017 إلى 2020) لا يحترم الأعراف الدبلوماسية، وراح حسب قوله “ينفث سمه وحقده.. مع التهجم على الجزائر بمؤسساتها ومسؤوليها السياسيين والإداريين والعسكريين”.
منْ سمح للسفير الفرنسي السابق بزيارة كل ولايات الوطن؟
وطالب جعبوب من خلال ما كتب بضرورة توضيح عديد النقاط والمسائل التي تتطلب حسب قوله توضيحا وتفصيلا، من ذلك مزاعم السفير الفرنسي السابق في الجزائر بخصوص منع القناصلة الجزائريين بفرنسا من مغادرة مقاطعاتهم الإدارية إلا بإذن من وزارة الداخلية الفرنسية وتحت رقابة الشرطة لتقليص تواصلهم مع المغتربين الجزائريين، في إطار المعاملة بالمثل، وأكد جعبوب بأن ذلك يدخل في إطار “توفير الحماية الأمنية لهم، وأن نفس المعاملة يعامل بها كل الدبلوماسيين المتواجدين بالجزائر، ولا يوجد أي بلد انزعج من ذلك، بل يرحبون به ويرونه حماية واحتراما لممثليهم”. وبخصوص عدم تلقيه الترحاب من المسؤولين خلال زياراته إلى 47 ولاية جزائرية من أصل 48 حين كان سفيرا لفرنسا في الجزائر، فقد رد الهاشمي جعبوب بالقول: “السؤال المطروح: هو من كان يسمح له بهذه الزيارات لكل ولايات الوطن وكأنه وزير الداخلية بالجزائر وليس مجرد سفير دولة أجنبية”، مضيفا أنه كان يجب أن يطبق عليه ما يطبق على غيره من قواعد انضباطية.
توقيف صنصال فضح خبث المسؤولين الفرنسيين
وبعودته إلى قضية بوعلام صنصال فقد أكد الهاشمي جعبوب بأن توقيف صنصال؛ يعتبر رسالة قوية لكل من تسول له نفسه المس بقدسية التراب الوطني من المحتمين بالجنسية الفرنسية، مضيفا أن فضائح صنصال وخيانته تعددت، ومنها ذلك الفيديو المسرب الذي فضحه هذه الأيام وهو “يتوسط مجموعة من الصهاينة بتل أبيب يقص عليهم كيف استطاع لوحده جر الجزائر إلى المشاركة في منتدى دافوس عام 1996 بعد أن اقنع صديقه الوزير عبد السلام بوشوارب بالفكرة، وكيف التقى سريا بممثل إسرائيل على هامش ذلك الملتقى”. من جانب آخر، تطرق الهاشمي جعبوب إلى ما وصفه بالخبث الذي لمسه في تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون حين قال بأن بوعلام صنصال موقوف بصفة تعسفية.
وأشاد الوزير السابق الهاشمي جعبوب بموقف وزير الخارجية أحمد عطاف الذي رفض أي طلب أو مقترح لزيارة وزير خارجية فرنسا رغم رغبة هذا الأخير في تجسيد هذه الخطوة تحت مبرر تدارس الموضوع “شريطة تلقيه دعوة رسمية من طرف زميله الجزائري”، وهو الطلب الذي رفضه رفضا قاطعا وزير الخارجية أحمد عطاف لما فيه حسب جعبوب من تعال تتمسك فرنسا به في تعاملها مع الجزائر، مشيدا بموقف أحمد عطاف والخارجية الجزائرية.
وختم الوزير السابق الهاشمي جعبوب رده على التهديدات الفرنسية بدعوة جميع أبناء الجزائر الفاعلين الذين غابوا عن الأضواء من ساسة وكتاب ومبدعين وجامعيين وجمعويين وصحافيين ومؤرخين ومحامين ومتقاعدين، وغيرهم من الذين اختفوا عن المشهد وغابت صورهم وأصواتهم وأقلامهم في القنوات والشاشات الصفحات بضرورة تحمل مسؤولياتهم التاريخية “دفاعا عن الجزائر في هذا الظرف العصيب”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس