دعوات إلى توحيد جهود جمع المساعدات لغزة

6
دعوات إلى توحيد جهود جمع المساعدات لغزة
دعوات إلى توحيد جهود جمع المساعدات لغزة

أفريقيا برس – الجزائر. تشهد عملية جمع المساعدات المالية والعينية لدعم غزة، وتيرة متسارعة لانخراط العديد من الجمعيات والمؤسسات والمنظمات في المبادرة، التي تسير بجهود مشتتة ومتفرقة، ما من شأنه أن يؤثر على نجاعة العملية لدى الرأي العام، وهو ما جعل العديد من الأطراف تدعو إلى مباركة توحيد الجهود، من خلال آلية وطنية تجمع كل الفاعلين في الميدان، بهدف تنظيم عمليات جمع المساعدات والتنسيق بين كل الأطراف لضمان وصول ما تبرع به الجزائريون بشكل أسرع وأكبر، ما من شأنه إضفاء المصداقية والشفافية على هذه الهبة الشعبية التي تعبر عن تضامن بلد الشهداء مع صمود الغزاويين.

أكدت الأمينة العامة لجمعية “البركة”، سارة شيريفي، أن جهود الجمعية وحدها لا يمكنها أن تغطي ما تحتاجه غزة من مساعدات، داعية إلى لم الجهود والتعاون بين كل الأطراف لضمان جمع أكبر كمية من الدعم للغزاويين، خاصة وأن جهود الإعمار في غزة، بحسبها، ستمتد لأكثر من 10 سنوات، بسبب الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الصهيوني طيلة 471 يوم من القصف المتواصل، وأضافت أن غزة حاليا تحتاج مساعدات دول على المدى الطويل، وهذا ما يتطلب، بحسبها، تكثيف كل الجهود في الجزائر رسميا وشعبيا، لحشد أكبر قدر من التبرعات، وفق برنامج منظم ورؤية استشرافية على المدى الطويل، لتنظيم وصول المساعدات بشكل أسرع.

وبالنسبة لجمعية “البركة”، التي كانت السباقة لإدخال المساعدات الجزائرية لغزة في اليوم الأول من وقف العدوان، أكدت أنها تعتمد على جمع المساعدات المالية فقط عن طريق التحويل لحساب الجمعية على مستوى البنك أو مركز البريد، والجديد في الأمر، أن الجمعية، بحسبها، قدّمت طلبا للترخيص لجمع المساعدات العينية وتحريك قافلة مساعدات نحو غزة بعد تلقي الضوء الأخضر.

وأشادت المتحدثة بإقبال الجزائريين بقوة على كفالة الأيتام الغزاويين، حيث تم كفالة أزيد من 10 آلاف يتيم من عائلات مقيمة بالجزائر، وبالنسبة للمبلغ الشهري للكفالة حدّد، بحسبها، بـ10 آلاف دينار لضمان الحد الأدنى لما يحتاجه الطفل في حياته اليومية، وأضافت أن حملة “بشرى الصابرين” التي أطلقتها الجمعية بعد وقف العدوان على غزة، تشهد التفاف عدد كبير من الجزائريين، غير أن التنسيق مع مبادرات أخرى من شأنه أن يعطي أكثر انتشار وفعالية لجمع المساعدات والوصول للمواطنين في مختلف المناطق، وأكدت أن جمعية “البركة” منفتحة على جميع المبادرات الرامية إلى دعم صمود الفلسطينيين.

تبادل التجارب بين مختلف الفاعلين

وفي نفس المنحى، رحب المكلف بالعلاقات العامة على مستوى جمعية “الإرشاد والإصلاح”، محمد قاضي، بلم جهود المجتمع المدني في حشد الدعم الشعبي لغزة، وأكد أن جمعية “الإرشاد والإصلاح” تمد يدها لجميع الفاعلين في مجال جمع المساعدات للغزاويين، خاصة وأن هذا الأمر بحسبه يتطلب الكثير من العمل والجهد والتخطيط، وقال إن العديد من الجمعيات تعمل منذ سنوات في جمع المساعدات وإيصالها لغزة، ولكل منها تجربتها وطرقها الخاصة في ذلك، ولم الجهود من شأنه التمكين من الاستفادة من مختلف التجارب، خاصة وأن الجزائر من الدول التي تشتغل، منذ سنوات طويلة، على دعم القضية الفلسطينية على جميع المستويات.

ضرورة الابتعاد عن الشعبوية واعتماد التنسيق

وبدوره، أكد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، عبد الرحمان حمزاوي، أن مقترح لجنة وطنية لجمع المساعدات توحد الدعم الرسمي والشعبي والجمعوي أمر جيّد وفيه خير كثير، وقال إن الكشافة بصدد التواصل مع مختلف الأطراف المعنية بالموضوع، لوضع آلية فعالة لجمع المساعدات وضمان وصولها لغزة، لأن هذا العمل، بحسبه، لا يجب أن يكون بطريقة شعبوية بدون التخطيط لمختلف المراحل التي من شأنها أن تتوّج المبادرة بوصول المساعدات لمستحقيها من المحاصرين والجياع في غزة.

وقال حمزاوي، إن الأفواج الكشفية متواجدة في 58 ولاية بأكثر من 2000 فوج يستقطب 300 ألف كشاف، وهذا ما يجعل الكشافة تلعب دورا أساسيا في أي مبادرة تضامنية، خاصة إذا تعلق الأمر بفلسطين التي تدخل ضمن عقيدة الجزائريين الدينية، وتعبّر عن الدعم المطلق الذي تقدمه الجزائر لفلسطين ظالمة أو مظلومة.

الهلال الأحمر الجزائري يرحب بجميع المساهمين

ومن جهتها، رحّبت مسؤولة الإعلام على مستوى الهلال الأحمر الجزائري، بن طيب هناء، بجميع المبادرات الرامية لتوحيد الجهود لحشد الدعم لغزة، وأكدت أن مبادرة الهلال الأحمر الجزائري لجمع المساعدات للغزاويين مفتوحة للجميع، وقالت إن العديد من الجمعيات تساهم بالتنسيق مع الهلال الأحمر في هذه العملية، خاصة وأن الهلال الأحمر هو، بحسبها، هم الذراع الإنساني للدولة “وجميع المساعدات التي تجمع في الجزائر تمر عن طريقه لأنه القناة الرسمية الوحيدة التي تمر عبرها مساعدات الجزائريين نحو غزة”.

وأوضحت محدثتنا، أن الهلال الأحمر وجه دعوة لجميع الجزائريين ومختلف الجمعيات والمؤسسات الرسمية والتطوعية للانخراط في عملية جمع المساعدات العينية، وأكدت أن فروع الهلال في 58 ولاية مفتوحة للجميع والهدف هو حشد أكبر قدر من المساعدات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here