روسيا ترحب بنتائج القمة العربية؛ ولعمامرة يدعو لتوفر الإرادة السياسية لتجسيد “إعلان الجزائر”

13
روسيا ترحب بنتائج القمة العربية؛ ولعمامرة يدعو لتوفر الإرادة السياسية لتجسيد “إعلان الجزائر”
روسيا ترحب بنتائج القمة العربية؛ ولعمامرة يدعو لتوفر الإرادة السياسية لتجسيد “إعلان الجزائر”

أفريقيا برس – الجزائر. رحّب وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، بنتائج القمة العربية التي اختتمت بالجزائر يوم الأربعاء، واتخذت موقفا من الحرب الروسية الأوكرانية الحالية وقضايا تهديد الأمن الدولي وعودة الاستقطاب.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، خلال زيارته إلى الأردن، إنّ “هناك تطابقا بين وجهة نظر موسكو، وقرارات القمة العربية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.

وتضمن إعلان الجزائر الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.

كما تم التأكيد على “التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والتزامنا بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، وحل الصراع العربي-الإسرائيلي على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.

كما دعا القادة العرب إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدانة استخدام القوة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ضد الفلسطينيين، و”التأكيد على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، مع ضرورة دعم الجهود والمساعي القانونية الفلسطينية الرامية إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها ولا يزال في حق الشعب الفلسطيني”.

وخلال أشغال القمة، أُعلن عن رسالة وجّهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المشاركين في القمة العربية، مثنيا على “الدور المهم الذي تلعبه الدول العربية في العالم”. وأبرز بوتين الذي تربطه علاقة متميزة مع الجزائر إن “دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من نصف مليار نسمة، تلعب دورًا متزايد الأهمية في هذه العملية”، مشيرا إلى أنّ “روسيا مستعدة لمواصلة تطوير التفاعل مع جامعة الدول العربية وجميع أعضائها بكل وسيلة ممكنة، بما في ذلك تعزيز الأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي”. كما أبدى الرئيس الروسي رغبة بلاده في بناء شراكات بين روسيا والدول العربية يصب في المصلحة المشتركة ويتماشى مع ضمان السلام والاستقرار”.

ولوحظ في كلمات القادة العرب خلال القمة بخصوص الأزمة الدولية الراهنة تفضيل لغة الحياد والابتعاد عن الانحياز لأي طرف في الأزمة، وهو ما انعكس في إعلان الجزائر الذي أكد “الالتزام بمبادئ عدم الانحياز وبالموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا الذي يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام عبر الانخراط الفعلي لمجموعة الاتصال الوزارية العربية (التي تضم الجزائر، مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، العراق والسودان والأمين العام لجامعة الدول العربية) في الجهود الدولية الرامية لبلورة حل سياسي للأزمة يتوافق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

وتريد الدول العربية من خلال ما يفهم من مواقف قادتها تبني سياسة الحياد الإيجابي في التعاطي مع الأزمة الراهنة، حيث شدد الإعلان على “ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية الجديدة لعالم ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا، كمجموعة منسجمة وموحدة وكطرف فاعل لا تعوزه الإرادة والإمكانيات والكفاءات لتقديم مساهمة فعلية وإيجابية في هذا المجال”.

ومن القضايا التي توافق عليها حتما روسيا الجامعة العربية، ما ورد في الإعلان من تثمين السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف “أوبيك + ” من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.

من جانب آخر، وفي تقييمهم لأشغال القمة، كانت ردود أفعال بعض القادة ووزراء الخارجية العربية في معظمها مثنية على الدورة ومشيدة بنجاحها من وجهة نظرهم. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، قوله إن “كل الملفات المطروحة سادتها نقاشات ايجابية جدا”. وأشار المنفي إلى تأييده لكل ما خلص إليه “إعلان الجزائر” بخصوص الملف الليبي، خاصة ما تعلق بإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن، مشددا على أن هذه الحصيلة “ايجابية جدا ومكسب كبير للشعب الليبي والعربي”.

كما ذكر وزير الشؤون الخارجية والمغتربين الاردني، أيمن الصفدي، أن قمة الجزائر كانت “برمتها ناجحة وقدمت رسالة واضحة للعالم مفادها حرص الدول العربية على العمل الجماعي”، وهو نفس موقف وزير الخارجية الكويتي، سالم عبد الله الجابر الصباح، الذي وصف القمة بـ”الناجحة” والتي “حملت رسائل جد واضحة لا لبس فيها”.

ولكي لا يبقى إعلان الجزائر مجرد خطاب نظري، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في ندوته الصحفية، إنه يجب ” توفر الارادة السياسية باعتبارها العنصر المهم في تنفيذ هذه النصوص”، والتي يعتقد بأنها “تبلورت خلال هذه القمة بعد أن أدرك العرب جيدا ضرورة العمل العربي المشترك لخلق الظروف المناسبة للتموقع في الساحة الدولية”.

وأبرز لعمامرة أن الجزائر بخصوص الإعلان الصادر عن القمة “حرصت على بناء توافقات بين كل الأطراف وعلى كل المستويات ولم تتسرع في اتخاذ أي قرار، كما عملت على بناء جسور بين المواقف من أجل الوصول الى توافق تام حول كل النصوص المعروضة للنقاش والتي لم يكن حولها اعتراضات”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here