أفريقيا برس – الجزائر. استغل إريك زمور، زعيم حزب “الاسترداد” الفرنسي اليميني المتطرف، حادثة القبض على أحد المشتبه بهم في سرقة مجوهرات من متحف اللوفر الفرنسي، لتبرير خطابه العنصري الحاقد ضد الجزائر والمهاجرين من خلفيات إسلامية، في مواجهة صمت مطبق من قبل “الهيئة الفرنسية لتنظيم الاتصال السمعي البصري والرقمي”، التي يفترض منها التدخل لوقف الانزلاق العنصري لهذه الشخصية السياسية.
وقال زمور، وهو سياسي فرنسي ينحدر من عائلة قطنت الجزائر خلال حقبة الاحتلال الفرنسي، قبل أن تفر منها في فترة الاستقلال، إن “الهجرة تسرق مجوهرات التاج الفرنسي”، وذلك تعقيبا على تسريبات لمصادر أمنية فرنسية زعمت أن الشخصين اللذين تم توقيفهما للاشتباه في ضلوعهما في عملية السرقة التي تعرض لها متحف اللوفر قبل نحو أسبوع، هما من أصول جزائرية ومالية.
وزعم السياسي اليميني في حوار للقناة الفرنسية العمومية “فرانس 3′′، سهرة الأحد، أن المهاجرين الجزائريين “يسرقون ويقتلون ويروجون المخدرات ويتحرشون بالنساء في قطارات الأنفاق”، وشبه تلك الوقائع بالأفعال التي عادة ما يرتكبها جيش احتلال في أي بلد، وهي التصريحات التي اعتاد زمور على ترديدها في كل مرة.
وجاء تصريحات زمور في أعقاب إعلان النيابة العامة في باريس عن إلقاء القبض، السبت الأخير، على مشتبه بهما في قضية سرقة مجوهرات من متحف اللوفر قبل أسبوع، فيما أشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن أحد المتهمين تم توقيفه في مطار شارل ديغول أثناء استعداده للسفر إلى الجزائر، في حين تم القبض على المشتبه به الثاني بينما كان يستعد للسفر إلى مالي.
وفي تغريدة له، كتب زمور على منصة “إكس” (تويتر سابقا) معلقا على الاشتباه بمتهم من أصل جزائرية في سرقة المتحف الفرنسي: “ها هي الجزائر تدخل المشهد في سرقة متحف اللوفر! الهجرة تسرق مجوهرات التاج الفرنسي، وباختصار، تسرق حضارتنا. إنه الجهاد اليومي”.
ولم يتمكن السياسي الفرنسي من السيطرة على توجهاته العنصرية، وراح يتهم المهاجرين من خلفيات إسلامية بأنهم وراء الانحرافات التي يعاني منها المجتمع الفرنسي، وقال إن “المشكلة الوجودية التي تقتل اليوم في الشوارع الفرنسية، ليس الجنود الروس، وإنما الغزو الكبير للمسلمين الذين اجتاح بلادنا، والذين ينحدرون من الهجرة التي مصدرها البلدان الإسلامية، هم الذين يقتلون ويسرقون”.
ولحد الآن لم يصدر أي موقف من “الهيئة الفرنسية لتنظيم الاتصال السمعي البصري والرقمي”، لوضع زمور عند حده، استنادا إلى القوانين الفرنسية، كون زعيم حزب “الاسترداد” اليميني المتطرف، معتاد على مثل هذه التصريحات العنصرية، التي تمس حساسية تعتبر جزء من النسيج الاجتماعي الفرنسي، وهم الجزائريون الذين يعملون ويقيمون على التراب الفرنسي ويساهمون في خلق الثروة، على غرار غيرهم من الفرنسيين من أصول فرنسية.
ومطلع العام الجاري، أصدرت “الهيئة الفرنسية لتنظيم الاتصال السمعي البصري والرقمي”، تحذيرا لقناة “آر تي آل” الفرنسية، على خلفية تصريحات صدرت عن الصحافي والمؤرخ، جون ميشال أباتي، اتهم فيها جيش الاحتلال الفرنسي بارتكاب مجازر بحق الجزائريين، تفوق بكثير تلك المجازر التي ارتكبها جيش ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في منطقة “أورادور سير غلان” الفرنسية، الأمر الذي يكشف سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها هذه الهيئة، التي يفترض عليها اتخاذ ما يلزم بما يوقف إريك زمور عن تصريحاته ومواقفه العدوانية تجاه المهاجرين الجزائريين والمسلمين بصفة عامة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





