وزير أول فرنسي سابق يهاجم روتايو بسبب الأزمة مع الجزائر

5
وزير أول فرنسي سابق يهاجم روتايو بسبب الأزمة مع الجزائر
وزير أول فرنسي سابق يهاجم روتايو بسبب الأزمة مع الجزائر

أفريقيا برس – الجزائر. خرج صوت آخر من الأصوات الثقيلة في المشهد السياسي الفرنسي، ممثلا في رئيس الوزراء الأسبق، دومينيك دوفيلبان، ليلتحق بركب المحذرين من التصعيد مع الجزائر، والذي تقوده بعض الوجوه اليمينية المتطرفة في حكومة فرانسوا بايرو، في أعقاب الأزمة المتفاقمة بين العاصمتين. وخلال نزوله ضيفا على البرنامج الحواري “إيشابي”، الذي تقدمه صحيفة “ميديا بار”، على موقعها على الأنترنيت، هاجم دومينيك دو فليبان، بشدة الذين يصبون الزيت على النار في العلاقات مع الجزائر، وكان يستهدف وزير الداخلية، برينو روتايو، المتهم بتأجيج حدة الخلافات.

وقال دو فيلبان في الحوار الذي أداره الصحفي الشهير إيدوي بلينل: “إن ما يؤلمني اليوم هو الطريقة التي يتعامل بها السياسيون الفرنسيون مع المسائل الدبلوماسية الكبرى”، منتقدا بشدة من يدير القضايا الكبرى بتغريدات عبر منصة “إكس”: “إدارة شؤون فرنسا لا يكون انطلاقا من شبكات التواصل الاجتماعي”، في إشارة إلى روتايو الذي كان المسؤول عن تأجيج الفتنة بين الجزائر وباريس، غداة رفض الجزائر استقبال المؤثر “بوعلام”، وأعادته على متن الطائرة التي أقلته، بمجموعة من التغريدات على منصة “تويتر” سابقا.

ويعتبر دومينيك دوفيلبان، الذي عبر عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة (2027)، من الشخصيات السياسية الفرنسية الوازنة، فقد تولى العديد من الحقائب الوزارية السيادية، من بينها حقيبة الخارجية والداخلية، كما تقلد منصب رئاسة الوزراء وكلها خلال فترة حكم الرئيس الراحل، جاك شيراك، الذي ينتمي إلى التيار الديغولي، المعروف بمواقفه المستقلة عن المنظومة الغربية والمعتدلة بعض الشيء فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربية.

ولم يكن روتايو الوحيد الذي ساهم في تسميم العلاقات مع الجزائر، فقد رافقه الوزير الأول المطاح به قبل اشهر، غابريال أتال، وهو أحد أبرز رجالات الرئيس الفرنسي، ويقود حاليا المجموعة البرلمانية لحزب ماكرون في الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان)، بحيث طالب بإلغاء اتفاقية 1968 مع الجزائر، كعامل من عوامل الضغط على السلطات الجزائرية، على حد زعمه.

ورد دوفيلبان على تلك الأصوات مستنكرا، هل يعقل أن ندعو لإلغاء اتفاقية 1968 عن طريق بعض الجمل في “تويتر”، مضيفا: “ليس بهذه الطريقة تدار فرنسا”. ومضى متسائلا: “ماذا يعني إلغاء اتفاقية 1968؟ يعني توجيه ضربة إلى الجزائر. هل هذه سياسة؟ هل هذه دبلوماسية مع دولة لنا معها روابط تاريخية، لنا معها روابط ثقافية وروابط جغرافية وشعبية؟ لا يمكن مخاطبة العالم من خلال لغة فيها الكثير من المزايدة”.

ورفض وزير الخارجية الأسبق ممارسة السياسة انطلاقا من عمليات سبر الآراء، أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تبقى برأيه افتراضية وقابلة للتحريف بسهولة في ظل التطور الكبير للوسائل الالكترونية، وربما كان يشير هنا إلى أحدث سبر للآراء أنجزه معهد “إيفوب” لإذاعة “سيد راديو”، حمل نتائج تحت الطلب، تخدم بشكل كبير أطروحات اليمين المتطرف، حيث خرج بنتائج مشوهة تزعم رفض الجزائريين من قبل غالبية الفرنسيين، وهي العملية التي كشفت في أعقاب تفاقم الأزمة بين الجزائر وباريس.

وكان زعيم حزب فرنسا الأبية، جون لوك ميلونشون، قد هاجم بدوره نهاية الأسبوع المنصرم، تصاعد مواقف العداء تجاه الجزائر وجاليتها المقيمة بفرنسا، منتقدا بشدة من يدفعون ضمن هذا التوجه، قائلا: “نحن لا نريد حربا مع الجزائر. إنهم إخوتنا وأخواتنا وأجدادنا وأصدقاؤنا!”، محذرا من توظيف عبارات مثل “يجب أن نرد”، وهي العبارات التي رددها برينو روتايو قبل أيام.

وقبل ذلك، كان السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفيي فور، قد انتقد تصريحات برينو روتايو، متهما إياه بالتسرع: “كان يتعين عليه أن يأخذ الوقت الكافي من أجل التفكير قبل أن يتخذ قرار ترحيل المؤثر الجزائري”، وعبر عن خشيته من أن يكون روتايو قد لعب على وتر الإثارة (إرضاء لليمين المتطرف)، في الوقت الذي كان عليه أن ينتظر قرار العدالة، وأن يكون مطلعا على موقف الدولة المستقبلة التي هي الجزائر، بخصوص استقبال الشخص المرحل”.

المصدر: الشروق أونلاين

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here