أفريقيا برس – الجزائر. أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء سيدي بلعباس، الأحد، أربعة أحكام بالإعدام، وواحد بالمؤبد، في حق الإرهابي “بحري جيلالي” الشهير بلقب “الذيب الجيعان”، في خمس قضايا متفرقة، تخص إنشاء جماعة إرهابية مسلحة، المساس بأمن الدولة، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، تدمير أملاك الدولة وخلق الرعب في أوساط السكان ومساعدة جماعة إرهابية.
وقائع القضايا الخمس جميعها تعود إلى الفترة الممتدة ما بين 1992 و1996، وهي فترة زمنية قاتمة عاشتها البلديات، القرى والدواوير، التي كانت نطاق نشاطه الإرهابي، الذي زرع الرعب بمسقط رأسه، دائرة سفيزف، بشرق ولاية سيدي بلعباس، فالإرهابي الذي ولد وكبر ببلدية عين اذن، وكان يرعى الأغنام، كان معروفا في المنطقة بدعمه للجماعات الإرهابية، قبل أن يلتحق بالعمل الإرهابي المسلح في 9 نوفمبر 1994، الأمر الذي أكده أحد الإرهابيين المقبوض عليهم في نوفمبر 1994 المدعو “بكري”، الذي كان يشتغل ضمن القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، قبل أن يهرب من الجيش ويلتحق بالجماعات الإرهابية، حيث قال ضمن تصريحات سابقة، بأن المدعو “الذئب الجيعان”، كان يوفر للجماعات الدموية المؤونة والأموال، قبل أن ينضم إليها، بعدما أصبح محل بحث من طرف المصالح الأمنية، أين بدأ في تنفيذ مخططه الدموي، الذي استهدف مواطنين عزل تم إزهاق أرواحهم، كما أحرق وخرّب أملاك الدولة من مركبات ومقرات البلديات، فـ”الذئب الجيعان” كان اسمه فقط يزرع الرعب في نفوس سكان الجهة الشرقية للولاية، نظرا لبشاعة الجرائم التي كان يرتكبها بصحبة رفقائه الإرهابيين، الذين كانوا ينشطون على مستوى غابة البهلاوية، جبال سطمبول، وغيرها من المناطق الجبلية المتواجدة بعين ادن، سفيزف، لمسيد، قبل أن يتم توقيفه من قبل المصالح الأمنية، ولعل من أكثر الجرائم بشاعة التي نفذها الإرهابي، تلك التي قام فيها بذبح 11 معلما ومعلمة بعد عودتهم من دوامهم ببلدية عين ادن باتجاه سفيزف، وكل ذنبهم هو إصرارهم على أداء رسالتهم التربوية، متحدّين الإرهاب الذي قرر منع العملية التعليمية.
المتهم خلال استجوابه من قبل هيئة محكمة الجنايات الاستئنافية، نفى كعادته جميع التهم الموجهة إليه، مؤكدا بخصوص بعض القضايا المتهم فيها، أنه لم يكن وقت ارتكابها قد التحق بالجبال.
بينما ركزت محاميته على أن جميع التهم الموجهة إليه لا تقترن بأي إقرار قانوني، مضيفة بأنه لم يتم ضبط المتهم في مسرح الجريمة ولا مرة واحدة، كما أن جميع التهم كانت بناء على تصريحات وأقوال إرهابيين آخرين، جميعهم ماتوا، وحتى الشهود هم الآخرون توفوا.
النيابة العامة قامت بتقديم التماس الحكم بالإعدام في القضايا الخمس، وأن الأحكام الابتدائية كانت بالإعدام وحتى المؤبد في هذه القضايا، لتصدر محكمة الجنايات الاستئنافية أحكامها بالإعدام في أربع قضايا والمؤبد في قضية واحدة.
الجدير بالذكر أنه قد سبق وأن صدر في حق الإرهابي المكنى بـ”الذيب الجيعان” 40 حكما نهائيا، بين الإعدام والمؤبد، في قضايا تخص إنشاء جماعة إرهابية مسلحة، المساس بأمن الدولة، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، تدمير أملاك الدولة وخلق الرعب في أوساط السكان، ومساعدة جماعة إرهابية، تضاف إليها الأحكام الصادرة الأحد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس