أويحيى يشرع في إلغاء قرارات تبون

6

شرع أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري في محو آثار سلفه عبد المجيد تبون، بعد أيام قليلة من انتقاده للسياسة التي اتبعها تبون في المجال الاقتصادي، وهو ما يؤكد أن أويحيى عين في هذا المنصب لتغيير مجرى القرارات التي اتخذها سلفه، خاصة ما تعلق بتسيير المال العام ومراقبته.

وقع أحمد أويحيى على مرسومين تنفيذيين، يقضي المرسوم الأول الذي يحمل رقم 17ـ205 بإلغاء المرسوم الذي وقعه عبد المجيد تبون، والذي يقضي بإنشاء مفتشية عامة على مستوى رئاسة الوزراء هدفها مراقبة وتقييم الصفقات الممنوحة من طرف الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ومراقبة مدى قانونيتها، كما تعمل على مراقبة كل المؤسسات والشركات التابعة للقطاع العام أو الخاص التي تستفيد من دعم الدولة، بالإضافة إلى سهرها على مدى تطبيق قرارات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، خاصة ما تعلق بالمشروعات الاستثمارية والتنمية.

أما المرسوم الثاني الذي وقع عليه والذي يحمل رقم 13ـ 306 فيقضي بإلغاء نظام الرخص الذي فرضه رئيس الوزراء السابق بخصوص استيراد وتصدير السلع والبضائع، وهو القرار الذي كان قد اتخذه تبون أسابيع قليلة بعد تعيينه في منصبه، بأن قرر وقف استيراد الكثير من المواد الغذائية، الامر الذي أثار جدلا، خاصة وأن تلك المواد لم تكن تمثل شيئا كبيـرا مقارنة بالمـواد الاخـرى التـي تسـتنزف العمـلة الصعبة.

وتأتي قرارات أويحيى لتعيد الوضع إلى ما كان عليه عند تسلم تبون رئاسة الوزراء شهر يونيو/ حزيران الماضي، ولتؤكد أن تحفظ أصحاب القرار على تبون لم يكن فقط بخصوص الصراع الذي دخل فيه مع البعض من رجال الأعمال، وفي مقدمتهم علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات وصديق شقيق الرئيس بوتفليقة، وهذه العلاقة بين حداد والرئاسة هي التي عجلت بإقالة تبون بطريقة مهينة وغريبة، على اعتبار أن حكومته حطمت الرقم القياسي في أقصر الحكومات عمرا، إذ لم يمض على تعيينها سوى أقل من ثلاثة أشهر، حتى تمت إقالتها، وتكليف أويحيى بتشكيل حكومة جديدة ضمت وزراء حكومة تبون نفسهم عدا ثلاثة وزراء تم تغييرهم لأنهم محسوبون على رئيس الوزراء المقال.

أضحى جليا أن السياسة التي اتبعها تبون لم ترض أصحاب القرار على مستوى الرئاسة، وأن الصراع الذي دخله مع رجال الأعمال، وإعلانه نيته فصل المال عن السياسة جلب له الكثير من المتاعب، لكن يبقى السؤال قائما بخصوص الأسباب والدوافع التي جعلت تبون يتصرف بهذه الطريقة، وكذا الجهة التي تكون شجعته ودعمته من أجل محاولة الوقوف في وجه من كانوا يستطيعون إرجاعه إلى الطريق الذي يرونه مناسبا بمجرد اتصال هاتفي، لكنهم اختاروا إهانته وسحله في الوحل قبل إخراجه من الباب الضيق، حتى دون أن يسمح له بالدفاع عن نفسه أو شرح موقفه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here