اعتداءات متزامنة على أئمة في الجزائر.. ونقابتهم تحذّر من “ضرب المرجعية الدينية الوطنية”

8
اعتداءات متزامنة على أئمة في الجزائر.. ونقابتهم تحذّر من “ضرب المرجعية الدينية الوطنية”
اعتداءات متزامنة على أئمة في الجزائر.. ونقابتهم تحذّر من “ضرب المرجعية الدينية الوطنية”

أفريقيا برس – الجزائر. سجّلت الجزائر جريمة اعتداء جديدة على إمام مسجد في منطقة تيزي وزو شمال البلاد، في تكرار متزامن لهذه الحوادث دفعَ نقابة الأئمة لمطالبة السلطات بالتدخل المستعجل لإنفاذ القانون وحماية من يعتلون منابر الجمهورية.

ووفق ما ذكرته مديرية الشؤون الدينية بولاية تيزي وزو، فقد تعرّض إمام في دائرة عين لحمام لاعتداء تسبّب له في كسور على مستوى القدم، ما استدعى خضوعه لعملية جراحية.

وتوجَّهَ عدد من مواطني المنطقة، وعدد من المسؤولين المحليين للمستشفى إلى زيارة الضحية، والاطمئنان على وضعه الصحي، بعد خضوعه للعملية الجراحية، مثلما أظهرتْه الصور التي نشرت على مواقع التواصل.

وأبرزت المديرية أن المتّهم بالاعتداء على إمام مسجد آيت لعزيز قد تم إلقاء القبض عليه من قبل المصالح الأمنية للتحقيق معه وتقديمه للعدالة، مشيرة إلى تأسُّسها كطرف مدني في هذه القضية.

وتأتي هذه الحادثة بعد يومين فقط من تعرّض إمام مسجد علي بن أبي طالب، الشيخ سعيد تمتيري، بمدينة مغنية، بعد صلاة الظهر مباشرة، لطعنة بالخنجر على مستوى الظهر من قبل شخص لا تزال دوافعه مجهولة.

وفي آخر تطورات هذه القضية، أعلن عن إلقاء القبض على الجاني الموجود حالياً تحت التحقيق قبل تقديمه للعدالة. وكانت مصالح الأمن قد باشرت التحقيق في القضية عبر معاينة مكان الحادث والاستماع للشهود الذي حضروا الواقعة.

ووفق ما ذكره بعض سكان المنطقة، فإن الجاني يعاني من اضطراب عقلي، حيث كان قد اعتدى على شاب ما تسبب له بجرح على مستوى الوجه، قبل أن ينتقل إلى المسجد ليعتدي على الإمام، لكن رواية الاضطراب العقلي لم تقنع كثيرين ممن طالبوا بتحقيق معمق في القضية.

وتطلبت خطورة الإصابة نقل الإمام على جناح السرعة إلى مستشفى بالمدينة، وهو اليوم في حالة مستقرة، لكنه يظل تحت الرقابة الطبية، بينما أعلن مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية تلمسان فتح تحقيق في القضية للكشف عن ملابسات هذا الاعتداء.

وعرفت ولاية قسنطينة شرق الجزائر، قبل أسبوع، اعتداءً شبيهاً، فقد فوجئ إمام جامع الاعتصام في المدينة الجديدة علي منجلي، بعد أن أنهى صلاة التراويح، بشخص وجّه له لكمة عنيفة، قبل أن يتدخل المصلّون ويحموا الإمام. وتبيّنَ، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، أن المعتدي مختلٌ عقلياً.

وتلقى هذه الحوادث استنكاراً واسعاً على مواقع التواصل، بسبب ما يمثله الإمام من رمزية في المجتمع الجزائري، ناهيك عن أن تزامنها خلق جواً من الريبة حول إمكانية أن تكون هذه الاعتداءات موجهة.

وذكرت التنسيقية الوطنية للأئمة في وهران، بالغرب الجزائري، في بيان لها، بأن “الاعتداء على أئمة المنابر أمر غير طبيعي، وانتهاك حرماتهم هو ضرب للمرجعية الدينية الوطنية”.

وذكرت أن “هذا الاعتداء الشنيع في حق رموز الدين يدعونا لنجدد دعوتنا للجهات الوصية بضرورة فتح تحقيق لمعرفة الجهات التي تقف وراء ظاهرة الاعتداء على الأئمة من أجل ضرب استقرار البلاد والمجتمع وخلق الفتن البغيضة بين أبناء الشعب الواحد من طرف أطراف حاقدة”.

وجددت التنسيقية النداء إلى السلطات الأمنية والمصالح المعنية بضرورة توفير إجراءات الحماية اللازمة للأئمة وموظفي المساجد لأن الأمر تفاقمَ واستفحل، على حد وصفها.

وكانت الجزائر قد اعتمدت، قبل سنتين، قانوناً مشدداً لحماية الأئمة. وينص هذا التشريع على الحبس من 5 إلى 10 سنوات في حق المعتدين على الإمام، والحبس من سنة إلى 3 سنوات في حال إهانتهم، مع غرامات مالية معتبرة.

لكن نقيب الأئمة جلول حجيمي اشتكى من عدم تفعيل هذا القانون في الميدان. وأبرزَ، في عدة تدخلات له، أن هناك تيارات أيديولوجية دخيلة على المجتمع الجزائري تقوم بالتحريض على الأئمة الذين يتبنّون المرجعية الوطنية.

وتتبنى الجزائر في مناهج تكوين الأئمة المذهب المالكي على العقيدة الأشعرية، في وقت تعرف البلاد، منذ سنوات، مدّاً ملحوظاً للتيارات السلفية التي تحاول جعل المساجد منصات للترويج لأفكارها بين الشباب خاصة.

ولدى الأئمة في الجزائر يوم وطني، يصادف 15 أيلول/ سبتمبر من كل سنة، وذلك بقرار من الرئيس عبد المجيد تبون، تقديراً وعرفاناً للأدوار العلمية والثقافية والاجتماعية التي يضطلعون بها، ودورهم في حماية المرجعية الدينية الوطنية، والثبات على نهج الوسطية والاعتدال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here