أفريقيا برس – الجزائر. أعلن الأمين الوطني الأول، لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، اليوم، عن “انطلاق مرحلة جديدة من مسار الهيكلة السياسية والتنظيمية للحزب في كل الولايات”.
وستجسد قيادة الحزب المعارض هذا التغيير، بحسب ما ذكر أوشيش، في الدورة العادية للمجلس الوطني، بالمقر المركزي للحزب، بـ”تحديث أدواتنا، والتفاعل مع تطلعات شعبنا، من خلال سلسلة لقاءات وطنية تحضيرية، استعدادا للمشاركة في الاستحقاقات القادمة: التشريعية والمحلية”.
وتابع المرشح الرئاسي السابق، “سنُعيد تنشيط هياكل الحزب، بهدف واضح: أن نجعل من جبهة القوى الاشتراكية قوة سياسية مركزية، حاملة لمشروع بديل وطني، ديمقراطي، اجتماعي، واقعي وجامع”، مشيرا إلى “أننا لا نكتفي برفع الشعارات، بل نعمل بجدّ من أجل بناء البديل الديمقراطي”.
وهذه “المراجعات” التي يسعى الحزب إلى إحداثها، تنطلق من إيمانه بأن “الوصول إلى السلطة ينبغي أن يكون عبر الإرادة الشعبية، بالوسائل السلمية، وبالعمل الميداني”، إلى جانب أن جبهة القوى الاشتراكية “ليست حزبا عابرا، وإنما مشروع تاريخي، وقسم نوفمبر، وصوت الصومام، ورؤية الجزائر الديمقراطية التي نحلم بها ونناضل من أجلها”.
وغازل المتحدث المواطنين بتوجيه نداء للانخراط في الحزب بالقول: “إننا نوجه اليوم نداء قويا وصادقا لكل القوى الحية: إلى الشباب، إلى النساء، إلى العمال، والمثقفين، والمبدعين، والطلبة، والفلاحين، وأرباب العمل بكون جبهة القوى الاشتراكية منبرا لهم وفضاءهم النضالي الحر، وستكون صوتهم في معركة البناء السياسي الجماعي”.
وعلى صعيد سياسي، يرى أوشيش “أننا نواجه وضعا دوليا متقلبا يتسم بإعادة تشكيل عنيف لموازين القوى، وبالطعن الصريح في قواعد العلاقات الدولية ومبادئ سيادة واستقلال الدول”، معتبرا أن منطق السيطرة والهيمنة والاستحواذ هو القاعدة، باستعمال أدوات جديدة ضمن ما يسمى بالحروب الهجينة: حرب إعلامية، ضغوط اقتصادية، تحالفات خفية، وحروب بالوكالة.
وصنف أوشيش المؤامرات بأن “محاولات زعزعة الاستقرار لا تستهدف فقط الأنظمة، بل تستهدف تماسك المجتمعات وهوياتها ومقاومتها، لتُفرض عليها أجندات لا تعبر عن طموحاتها، بل تخدم مصالح خارجية”.
ودعا أوشيش إلى التحلي بالوعي واليقظة، بالشجاعة والعزيمة، وبالوحدة والتضامن وبناء “جبهة وطنية موحدة قادرة على مقاومة كل محاولات التآمر والتخريب”، مشيرا إلى أن “السلطة القائمة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتغيير المقاربات، وبتبني مسار سياسي منفتح يبعث الأمل في نفوس المواطنين ويعيد جسور الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة”.
وأكد أوشيش أن “مناعة الدولة لا تُبنى بالشعارات الجوفاء، ولا بالانغلاق، ولا بإقصاء الشعب، بل تُبنى بالإصلاحات الجذرية، وبمشروع سياسي ديمقراطي متكامل، وبإعادة بناء العلاقة بين المواطن ومؤسسات دولته على أساس الشفافية والمشاركة والثقة”.
وجدد أوشيش الدعوة إلى “توافق وطني جامع، ميثاق يقوم على قيمنا المشتركة”، موضحا أن السيادة الوطنية “لا تُختزل في خطاب سياسي فضفاض، ولا تُستعمل كذريعة لتكميم الأفواه، وإنما تُحمى بالديمقراطية، وتُبنى بمؤسسات قوية، ومجتمع مدني نابض، وإعلام حر، وشباب فاعل، وعدالة مستقلة، ونقاش عمومي مفتوح”.
وطالب المسؤول الحزبي، بإلغاء القوانين “المقيدة للحريات، وعلى رأسها المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، ومراجعة كل التشريعات التي تعرقل حرية التعبير والتنظيم والعمل السياسي وقانون الانتخابات قبل أي استحقاق قادم”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس