“الأمة الجزائري” يعلق علاقاته فورا مع “الشيوخ الفرنسي”

5
"الأمة الجزائري" يعلق علاقاته فورا مع "الشيوخ الفرنسي"

أفريقيا برس – الجزائر. أعلن مجلس الأمة الجزائري، الأربعاء، تعليق علاقاته بشكل فوري مع مجلس الشيوخ الفرنسي على خلفية زيارة أجراها رئيسه جيرار لارشيه لإقليم الصحراء.

وعلى رأس وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، زار لارشيه مدينة العيون، مركز إقليم الصحراء، الاثنين والثلاثاء.

وجاء ذلك ضمن زيارة إلى المغرب بدأها لارشيه، الأحد بدعوة من رئيس مجلس المستشارين بالمغرب (الغرفة الثانية بالبرلمان) محمد ولد الرشيد، “من أجل تعزيز التعاون البرلماني وعلاقة الصداقة” بين البلدين.

وتعقيبا على ذلك، قال مجلس الأمة الجزائري (الغرفة الثانية للبرلمان) في بيان لمكتبه، إنه قرر تعليق علاقاته بشكل فوري مع مجلس الشيوخ الفرنسي (الغرفة الثانية للبرلمان)، بما في ذلك برتوكول التعاون البرلماني الموقع بين المجلسين في 8 سبتمبر/ أيلول 2015.

وأوضح أن هذا القرار تم اتخاذه على “خلفية زيارة قام بها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى مدينة العيون”.

وحمّل مجلس الأمة الجزائري، الجانب الفرنسي “تبعات هذه الزيارة” التي عدها “لا مسؤولة ومستفزّة واستعراضية”.

واعتبر الزيارة “تصرفا مرفوضا وغير مستغرب يزدري الشرعية الدولية، ويتعارض بشدّة مع قرارات مجلس الأمن الأممي، الذي تشكل بلاده أحد أعضائه الدائمين، المفترض بهم مهام الدفاع عن حقوق الإنسان وحقّ الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، لا محاولة نسفها وإمحائها وإلغائها والتنكّر لها”.

وفي مقابل الرفض الجزائري لزيارة لارشيه إلى العيون، أشاد بها رئيس مجلس المستشارين بالمغرب، الثلاثاء، واعتبرها “علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتعكس قناعة مشتركة، بأهمية التعاون البرلماني في تعزيز العلاقات وتوسيع مجالات التعاون”.

جاء ذلك وفق كلمة لولد الرشيد، خلال لقاء لارشيه، نقلتها وكالة أنباء المغرب الرسمية.

فيما قال لارشيه، إن “دعم فرنسا لمخطط الحكم الذاتي (بإقليم الصحراء) تحت السيادة المغربية باعتباره الإطار الوحيد والأوحد للتسوية أصبح أمرا محسوما، ويعكس موقف مختلف مؤسسات الجمهورية الفرنسية”.

وأوضح أن الموقف الفرنسي “ليس ثمرة سياسة حكومية، بل يمثل من الآن فصاعدا سياسة الجمهورية الفرنسية”.

والأسبوع الماضي، قامت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي (من أصول مغربية)، بزيارة مدن بإقليم الصحراء، تعتبر الأولى لمسؤول حكومي فرنسي للإقليم.

وفي يوليو/ تموز 2024، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رسالة إلى عاهل المغرب محمد السادس، أبدى خلالها دعمه لمقترح الرباط بشأن الحكم الذاتي في إقليم الصحراء.

ويقترح المغرب حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادته، بينما تدعو جبهة “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية، حالة توتر غير مسبوقة، منذ الصيف الماضي، حيث سحبت الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في إقليم الصحراء.

وزادت حدة التوتر أكثر بعد أن أوقفت السلطات الجزائرية في نوفمبر/ تشرين الماضي، الكاتب الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال، بمطار العاصمة.

ووجهت محكمة جزائرية تهما لصنصال بموجب المادة 87 من قانون العقوبات الجزائري، تتعلق بـ “المساس بالوحدة الوطنية وتهديدها”، بعد تصريحات له في قنوات فرنسية زعم فيها أن مناطق من شمال غرب الجزائر تعود في الواقع للمغرب.

وإضافة لملف إقليم الصحراء، لا تكاد تحدث انفراجه في العلاقات بين الجزائر وفرنسا حتى تندلع أزمة جديدة بينهما، على خلفية تداعيات الاستعمار الفرنسي للبلد العربي لمدة 132 سنة (1830-1962).

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here