أفريقيا برس – الجزائر. أكدت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أن استكمال مسار المشروع النهضوي ما يزال شاقا وطويلا، يستدعي توحيد الجهود ورص الصفوف تعزيزا لقوتها ومناعتها، لتبقى على الدوام حرة، مزدهرة، آمنة وسيدة.
وأبرزت افتتاحية مجلة الجيش، في عددها الأخير لشهر ديسمبر، الموسومة بعنوان الإنجازات الكبرى التي تحققت خلال عام 2025، والأشواط التي قُطعت على درب استكمال المشروع النهضوي الوطني، قائلة إن “سنة 2025 كانت مميزة في الإنجازات الكبرى التي تحققت خلالها، والأشواط التي قطعت على درب استكمال المشروع النهضوي الوطني، وهو ما تترجمه مختلف المؤشرات التي تعكس الطموح الاقتصادي الجديد للجزائر ومسارها نحو اقتصاد متنوع يساهم في خلق الثروة وتنويع مصادر الدخل خارج المحروقات”.
وشددت مجلة الجيش، لسان حال المؤسسة العسكرية، على أن الجهود المضنية المبذولة في السنوات الأخيرة “أتت أكلها في عدة قطاعات حيوية واستراتيجية، على غرار الصناعة والفلاحة والبنى التحتية ومـختلف البرامج الاجتماعية الموجهة للمواطن، وهو ما أوضحه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون خلال زيارته الأخيرة إلى ولاية قسنطينة، وأن أصحاب المناورات لم يتمكنوا من توقيف مسيرة الجزائر الجديدة”.
وأضافت الافتتاحية أن “الجزائر تراهن في هذا المسار الطموح على عديد القطاعات، وعلى رأسها قطاع الطاقة والمناجم، من خلال برنامج واعد للاستثمار في الصناعات المنجمية، بما يمكّن من رفع الإنتاج وتصدير المعادن الاستراتيجية التي تزخر بها الجزائر، على غرار الحديد والفوسفات والزنك والذهب وغيرها، حيث أصبحت بلادنا على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة بفضل المشاريع الاستراتيجية الكبرى في هذا المجال، والتي ستدخل حيز الإنتاج قريبا، وفي مقدمتها مشروع غار اجبيلات لإنتاج الحديد ومشروع بلاد الحدبة بتبسة لإنتاج الفوسفات، وهما المشروعان اللذان يشكلان دعامة أساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني، وذلك في سياق رؤية شاملة لاستغلال الثروات الطبيعية بشكل أمثل، بما يجعل من الجزائر فاعلا مـحورياً في الأسواق الدولية لهذه المواد ذات الطلب المتزايد”، وفق تعبير المجلة.
ولأن تجسيد الأهداف التنموية المنشودة تقول ـ الإفتتاحية ـ “يتطلب بنية تحتية واسعة ومتطورة، حققت بلادنا العديد من المكتسبات الجديدة في هذا الإطار، على غرار خط السكة الحديدية المنجمية بشار – تندوف الذي لم يستغرق إنجازه سوى سنة ونصف وسيدخل حيز الخدمة في الأيام القادمة، في انتظار خط آخر للسكة الحديدية قيد الإنجاز سينقل الفوسفات من تبسة إلى عنابة، ومن الإنجازات البارزة أيضا، مصانع تحلية مياه البحر التي تزود عدة ولايات بالمياه الصالحة للشرب، وهو مكسب تاريخي سمح للجزائر ببلوغ مستوى متقدم في مجال الأمن المائي”.
وأشارت المجلة إلى “أن هذه المشاريع الاستراتيجية التي أنجزت في وقت قياسي بكفاءات وطنية وتقنيات متقدمة، تعد فخرا للجزائر الجديدة المنتصرة، التي فتحت أيضا الأبواب على مصراعيها للمؤسسات الناشئة، التي بلغ عددها 10 آلاف مؤسسة والهدف بلوغ 20 ألفا آفاق سنة 2029، وفسحت المجال واسعا أمام الشباب للابتكار وريادة الأعمال باعتبارهم الثروة الحقيقية للبلاد، في ظل انتعاش مناخ الاستثمار، حيث تسجل الجزائر أكثر من 17 ألف مشروع استثماري”.
وذكرت ذات المجلة أنه من بين القطاعات التي أولتها بلادنا أهمية بالغة قطاع السكن، والذي يشهد وتيرة متسارعة ويعد أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية للتنمية الوطنية التي تسير بخطى ثابتة، في ظل سياسة اجتماعية ناجعة ترتكز على تكريس الطابع الاجتماعي للدولة كمبدأ راسخ مستلهم من بيان أول نوفمبر 1954، هدفه ضمان حياة كريمة للجزائريين.
والغاية من ذلك كله تعزيز قوة الدولة واستقلالية قرارها والحفاظ على المكانة المرموقة التي باتت تحتلها الجزائر إقليميا ودوليا كشريك فعال وموثوق وقوة سلام واستقرار، وهو ما تعكسه الحركية النشطة لدبلوماسيتنا التي كسبت الاحترام والتقدير في مـختلف المحافل، لاسيما عبر مواقفها الثابتة إزاء القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضيتان الصحراوية والفلسطينية، مثل ما تضيف المجلة.
وأوضح المصدر أن ما تحقق من إنجازات لم يكن محض صدفة، بل هو ثمرة رؤية استشرافية وتضافر جهود كافة الجزائريين ومـختلف القطاعات والمؤسسات، ومنها الجيش الوطني الشعبي، الساهر على تثبيت موجبات الأمن والاستقرار وصون سيادتنا الوطنية وحرمة التراب الوطني، بما يسهم في قطع المزيد من الأشواط على مسار بناء الجزائر الجديدة المنتصرة في جو من السكينة والطمأنينة، وزيادة الجاذبية الاقتصادية لدى المستثمرين الوطنيين والأجانب.
وثمنت الافتتاحية جهود الجيش بالقول إن “جيشنا الذي يعمل في إطار تأدية مهامه الدستورية بكل تفان وإخلاص، يساهم بفعالية في تعزيز التنمية الوطنية من خلال الصناعات العسكرية التي تعد إحدى الأولويات الرئيسة للقيادة العليا، بالنظر لما يرافقها من تقليص التبعية للخارج وتحقيق الاكتفاء الذاتي ونقل وتوطين التكنولوجيا عالية الدقة في هذا القطاع الحيوي، وهو ما أبرزه الفريق أول سعيد شنڤريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش”.
وفي الختام، شددت مجلة الجيش على أنه “بالرغم كل ما تحقق من إنجازات لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، إلا أن المسار ما يزال شاقا وطويلا، يستدعي من الجميع توحيد الجهود ورص الصفوف لاستكمال المشروع النهضوي للجزائر الجديدة المنتصرة، تعزيزا لقوتها ومناعتها، لتبقى على الدوام حرة، مزدهرة، آمنة، سيدة”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





