الحكومة الفرنسية تستهدف مرفقا للمسلمين بقرار جائر

3
الحكومة الفرنسية تستهدف مرفقا للمسلمين بقرار جائر
الحكومة الفرنسية تستهدف مرفقا للمسلمين بقرار جائر

أفريقيا برس – الجزائر. يواصل وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، استهداف الجاليات المسلمة وعلى رأسها الجزائرية بقراراته المثيرة للجدل، وذلك رغم الانتقادات الموجهة إليه والتي لم تتوقف من قبل غرمائه السياسيين في فرنسا، ولاسيما من مكونات “الجبهة الوطنية الجديدة”، التي تتهمه بتوظيف تلك القرارات لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية ضيقة.

وفي أحدث قرار من رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني، أقدم برونو روتايو، الأربعاء على حل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) الذي يديره اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وهو القرار الذي عرضه على مجلس الوزراء ونال الموافقة، ليضاف بذلك إلى العديد من القرارات المثيرة للجدل، وكانت في كل مرة الجالية المسلمة والجزائرية على وجه الخصوص هي المستهدف الأول، كما قالت النائب عن الإيكولوجيين، صابرينا صبايحي.

وفي منشور على حسابه في منصة “إكس”، قال روتايو إن قرار حل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH)، جاء بناء على طلبه، فيما أدرجه ضمن إطار “مكافحة تسلل” من سماهم “الإسلاميين”، وهو اتهام مطاطي فارغ من أي محتوى، يستهدف ضرب الجالية المسلمة وتصويرها على أنها بعبع في المجتمع الفرنسي، الذي يدين ما يفوق العشرة بالمائة من أبنائه بالإسلام.

وتأسس المعهد في العام 1992، وقد انبثق المعهد من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وهو يعكف على تخريج الأئمة الذين يعملون في فرنسا وأوروبا، ويسعى إلى نشر تعاليم الإسلام الصحيحة ويدافع عن اللغة والثقافة العربية لأبناء الجاليات المسلمة بمن فيهم الفرنسيون من السكان الأصليين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي بكل حرية.

وقال وزير الداخلية في معرض تبريره لقراره المثير للجدل: “لقد دعا إلى الإسلام المتطرف وأباح الجهاد المسلح”. وقد لاقى هذا الخبر ترحيبًا من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم النائب الأوروبي، ماريون ماريشال، الرئيسة الحالية لحركة مقربة من التجمع الوطني، التي سارعت إلى التغريد وهي مبتهجة قائلة: “لقد حققنا للتو انتصارا غير مسبوق على الإسلاميين”.

وزعمت النائب اليمينية المتطرفة في فيديو على حسابها في المنصة ذاتها، أن هذا المعهد “يخرج النخب الإسلامية التي تعمل من أجل تطبيق الشريعة في فرنسا وفي كل أوروبا. وبفضل جهودنا تمكنا من غلق المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية ولن يفتح أبدا في المستقبل. إنها هزيمة غير مسبوقة للإسلاميين في فرنسا”، وأشارت إلى أن ما سمته “كفاحها” ضد الإسلاميين، وهي في قرارة نفسها تتحدث عن المسلمين، “سيستمر لأن ربح المعركة لا يزال بعيدا”.

وفي تعليقه على قرار الحكومة الفرنسية، قال النائب سعد لعناني عن الجالية، المنطقة الثانية في فرنسا، إن وزير الداخلية يتحدث عن انتصارات حققها لنفسه بقرار حل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، باعتباره هو من عرض القرار على مجلس الوزراء، وهي تصريحات باتت منتظرة من قبل وزير جعل من همه الأول استهداف الجالية المسلمة والجزائرية على وجه الخصوص.

وأوضح النائب عن الجالية “عندما نفحص جيدا هذه الإجراءات الاستفزازية نراها تمس مباشرة بأكبر جالية في فرنسا، ألا وهي الجالية الجزائرية. وهي بذلك تدخل في سياق سياسة زيادة الضغوط على الجالية الوطنية، وهي بهذا تندرج في إطار السياسة غير الودية والعدائية للجزائر”.

كما أنها تندرج في إطار الحرب الهجينة والمتعددة الطبقات والاتجاهات التي تضع الجزائر، يقول سعد لعناني، هدفا مباشرا للقنص. لكن الشيء الذي يجهله روتايو وأتباعه أن الجزائر عصية عليه وعلى عصابات اليمين المتطرف مهما اتخذت من قرارات”.

يشار إلى أن هذا المعهد ينشط في مجال تدريب الأئمة ضمن إطار أكاديمي، “يحترم مبادئ الجمهورية الفرنسية، ويرتكز على مبادئ العيش المشترك”، وقد دافع المعهد عن نفسه في أكثر من مناسبة وأكد أنه لا يتدخل في السياسة، ومع ذلك لم يسلم من استهداف وزير الداخلية الفرنسي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here