الرئيس الكوبي يزور الجزائر؛ الجزائر تلغي فوائد ديون كوبا وتؤجل موعد سدادها

5
الرئيس الكوبي يزور الجزائر؛ الجزائر تلغي فوائد ديون كوبا وتؤجل موعد سدادها
الرئيس الكوبي يزور الجزائر؛ الجزائر تلغي فوائد ديون كوبا وتؤجل موعد سدادها

أفريقيا برس – الجزائر. استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، نظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل برموديز، الذي يجري “زيارة عمل وصداقة” تدوم ثلاثة أيام إلى الجزائر، التي وصل إليها ليلة أمس الأربعاء.

وأعلن تبون عن إلغاء كلي لفوائد ديون الجزائر المستحقة على كوبا وتأجيل دفعها. وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الكوبي: “قررنا في اجتماعنا هذا أن نلغي كل فوائد المديونية وتأجيلها إلى حين”، مشيراً إلى أنّ الخطوة “تهدف إلى تخفيف وطأة الوضع والضغط الاقتصادي على كوبا”.

وأكد أنّ الجزائر “قررت إهداء للشقيقة كوبا محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، وإعادة توريد المحروقات إلى كوبا ما يسمح بتفعيل محطات الكهرباء للتقليل من انقطاعات الكهرباء في كوبا”.

ووصف الرئيس الجزائري كوبا بأنها “بلدٌ غالٍ على الجزائر التي تجمعها معها علاقات طيبة تغذيها قيم الحرية التي نتقاسمها”. وقال “كانت بيننا وبين الرئيس الكوبي مشاورات ثرية، زيارة الرئيس الكوبي تشكّل فرصة لتعزيز التعاون بين بلدينا، وللأسف التنسيق انقطع منذ عام 2019″، مؤكداً “نحن نجدد دعمنا وتضامننا مع الشعب الكوبي لرفع الحصار المفروض عليه منذ ستين سنة، انطلاقاً من قرارات الأمم المتحدة”.

وكشف تبون عن الاتفاق مع كوبا على صناعة الأدوية معاً، وعلى إنشاء عدد من الشركات المختلطة بين البلدين في بعض المجالات كصناعة اللقاحات، والتبادل في مجال التكوين والشباب، وعن قرار بعقد اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين مطلع السنة المقبلة، وتقرر أن ترافق اللجنة الجزائرية قرابة 150 مستثمراً جزائرياً لبحث سبل تعزيز التعاون والاستثمار.

من جهته أكد الرئيس الكوبي أنّ بلاده مستعدة للعمل مع الجزائر، في كل المجالات الممكنة كالطاقة والصحة وإنتاج السكر، وعبّر عن امتنان بلاده للدعم الجزائري لهافانا، في الذكرى الستين لإقامة العلاقات بين البلدين، مذكّراً بالتعاون التاريخي لكوبا مع الجزائر خاصة في مجال الصحة، مشيراً إلى أنّ 800 طبيب كوبي يعملون في المستشفيات في عشر ولايات جزائرية.

وتهدف زيارة الرئيس الكوبي إلى “التأسيس لعهد جديد” من التعاون الثنائي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، خصوصاً مع إعلان اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني والثقافي العودة للاجتماع على المستوى الوزاري رفيع المستوى، المقرر شهر يناير/كانون الثاني المقبل في هافانا، بعد آخر اجتماع للجنة في فبراير/شباط 2019.

وجرى قبل ذلك تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، وتنصيب مجلس أعمال جزائري-كوبي، والاتفاق على خريطة طريق تكون بمثابة أرضية للتعاون الاقتصادي، واستغلال الإمكانيات الكبيرة لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً في القطاعات ذات الأولوية، على غرار الفلاحة والصناعات الزراعية والأدوية والتجهيزات الطبية.

وتتزامن هذه الزيارة مع إحياء البلدين ستة عقود من العلاقات التاريخية، بسبب الدعم الكبير الذي تلقته الجزائر من كوبا قبل وفي السنوات الأولى من الاستقلال، إذ تُعدّ كوبا أول بلد في القارة الأميركية اعترف في 1961 بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كما أن الزعيم الكوبي الأسبق الراحل فيدال كاسترو، الذي قام بخمس زيارات دولة إلى الجزائر كانت آخرها في شهر مايو/أيار 2001، قد استقبل الرئيس الراحل أحمد بن بلة في هافانا في شهر أكتوبر/تشرين الأول من سنة 1962، أي بعد مرور بضعة أشهر على استقلال الجزائر.

وعلى الرغم من المستوى الجيد للعلاقات السياسية المتينة بين الجزائر وكوبا، فإن حجم المبادلات التجارية بين البلدين لا يعكس هذا المستوى، بخلاف التعاون في المجال الصحي الذي شهد طفرة نوعية كبيرة في العقد الماضي، حيث تسعى الجزائر إلى الاستفادة من التجربة الكوبية في مجال الرعاية والخدمات الصحية، وهو مجال تعود أولى بدايات التعاون فيه إلى عام 1968، عندما أرسلت أول بعثة طبية كوبية إلى الجزائر.

ومنذ عشر سنوات، أقيم مستشفى كوبي في منطقة الجلفة وسط البلاد، وهو متخصص في طب العيون، وقد أُجريت فيه عشرات العمليات الجراحية، وتم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021 التوقيع على اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية ومركز مراقبة الدولة على الأدوية والمعدات والأجهزة الطبية الكوبية، لتبادل الخبرات والتكوين وتأهيل الموارد البشرية، وإسناد شركات الأدوية، والاستفادة من الخبرة الكوبية في مجالات اللقاحات والتكنولوجيا الحيوية.

وخلال اجتماع عقده وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي مع نظيره الكوبي خوسيه أنخيل بورتال ميرلندا، الاثنين الماضي، في الجزائر، تم الاتفاق على مذكرة تفاهم للتوقيع عليها خلال الاجتماع المقبل رفيع المستوى في يناير 2023 بجمهورية كوبا، تخصّ فرص شراكة جديدة لتعزيز التعاون وتوسيعه إلى مجالات أخرى، ودراسة ثلاثة مشاريع للشراكة، وهي التكوين المتواصل لفائدة الأطباء العامين الجزائريين في طب النساء والتوليد والأشعة والإنعاش، وتكوين متخصص في طب العيون، إلى جانب التعاون وتبادل الخبرات مع معهد “باستور الجزائر” في مجال تطوير وإنتاج اللقاحات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here