السفارة الفرنسيّة تستفزّ ذاكرة الجزائريين بخيانة “الحركى”

1
السفارة الفرنسيّة تستفزّ ذاكرة الجزائريين بخيانة “الحركى”
السفارة الفرنسيّة تستفزّ ذاكرة الجزائريين بخيانة “الحركى”

أفريقيا برس – الجزائر. وقعت السفارة الفرنسية بالجزائر في زلّة من شأنها أن تسبّب لها حرجا مع السلطات وعموم الجزائريين، كونها عالجت قضية تخصها من دون أن تراعي بعض الاعتبارات المتعلقة بالماضي الاستعماري لها في الجزائر، والذي لا تزال تداعياته تؤثر على العلاقات بين الجزائر وباريس، وذلك بالرغم من مرور أكثر من ستين سنة على الاستقلال.

السفارة الفرنسية بالجزائر، وبينما كانت بصدد الاحتفال بالذكرى الـ105 لهدنة 11 نوفمبر، التي تمثل تاريخ انتهاء الحرب العالمية الأولى، أشادت بتضحيات بعض الفئات التي وقفت إلى جانبها في الحروب التي خاضتها أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، مرورا بالحرب العالمية الثانية ووصولا إلى حروب التحرير، التي أنهت تواجدها في البلدان التي كانت تقبع تحت وصايتها بالقهر، على غرار الجزائر.

وفي حسابها الخاص على شبكة التواصل الاجتماعي، “فايس بوك”، نشرت السفارة الفرنسية بيانا قالت، إنه يتعلق بتخليد ذاكرة كل من شارك في الحروب السابقة إلى جانبها منذ الحرب العالمية الثانية، جاء فيه: “في هذا اليوم، يتم إحياء ذكرى جميع أولئك الذين سقطوا من أجل فرنسا، أيّا كانت جنسيتهم”.

ونقل المنشور تصريحا لسفير فرنسا في الجزائر، ستيفان روماتي، بهذه المناسبة قال فيه: “هناك مئات الآلاف من الجرحى جسديا ونفسيا. مليون و400 ألف سقطوا في ميادين الشرف، لن ننساهم وسنحيي ذكراهم دائما. الاحتفاء بنهاية الحرب العالمية الأولى، هنا في الجزائر العاصمة، هو فرصة لنحيي ذكرى جميع أولئك الذين سقطوا في ميادين الشرف سواء أكانوا من “الحركى (وقد أسماهم البيان الغومية) أو القناصة (المحاربين) أو “الزواف”. كل سنة تحيي الأمة ذكرى جميع الذين ماتوا من أجل فرنسا، سواء في الماضي أم في الحاضر، كل سنة نتذكر أسماءهم”.

وتضمن البيان بعض الكلمات والتوصيفات لمن حارب إلى جانب جيشها منذ الحرب العالمية الأولى، وكان لافتا حرص السفارة الفرنسية على الإشادة بمن ضحى من أجلها في حروبها، مثل “الحركى” الذين سماهم البيان بـ”الغومية”، و”الزواف”، وهي توصيفات تستحضر في الذاكرة الجمعية للجزائريين ماض مؤلم وممارسات ممقوتة، لأنها ببساطة تشيد بتضحيات الجزائريين الذين حاربوا دفاعا عنها، ووقفوا ضد بني جلدتهم.

وتعتبر السفارات وغيرها من الممثليات الدبلوماسية بمثابة مؤسسات سيادية تابعة للدول التي تمثلها برغم وجودها على أرض دولة مستضيفة ذات سيادة، وفق ما تقتضيه الأعراف والقوانين والتقاليد الدولية، غير أنه من الأعراف الدبلوماسية أيضا ألا تستفز هذه الممثليات الدبلوماسية الشعب والدولة التي تستضيفها على أرضها، وذلك من خلال عدم الإشادة بأفعال مرفوضة من قبل الشعب المستضيف، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بقضية تنطوي على حساسية كبيرة كونها تتعلق بمرحلة مؤلمة من تاريخ الجزائر.

ومنذ حصول الجزائر على استقلالها في العام 1962، وفرار الكثير من “الحركى” من الجزائر باتجاه فرنسا تماشيا مع الخيار الذي استقروا عليه أثناء الحرب وبعدها، باتت تنظر إلى هذه المسألة على أنها قضية تخص الفرنسيين وحدهم، إلا أن الإشادة بما قاموا به من أفعال مخزية، من قبل الدولة المستعمِرة على أرض الدولة التي كانت ضحية للاستعمار وجرائم حرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، يعتبر من الممارسات التي من شأنها إثارة حفيظة الجزائريين، وهذا يعتبر من المواقف التي تفتقد إلى الحس الدبلوماسي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here