محمد سليم قلالة
أفريقيا برس – الجزائر. لم تُحقِّق الاغتيالات السياسية عبر التاريخ نصرا على الأرض، وبالتاريخ الفلسطيني واللبناني المسألة أوضح، وبالتاريخ العالمي أيضا.
دأب الكيان الصهيوني على استخدام الاغتيال والغدر وسيلة لتحقيق أهدافه والقضاء على خصومه، ولكنه في كل مرة يرى بأم عينيه كيف أن هناك خلفا أقوى وأشد يواصل المهمة، بطل يستشهد، يخلفه أبطال.. وأمة تُقدِّم بعد التضحية تضحيات إلى حين الشهادة أو النصر، وشهادة نصر الله اليوم هي شهادة ونصر….
مَن قال بأن الشهيد إسماعيل هنية سيخلف الشهيد أحمد ياسين، وأن القائد يحيى السينوار سيخلف البطلين السابقين بعزيمة أقوى وإرادة أكبر ووسائل أكثر تطورا، وأن أبناء هؤلاء جميعا سيخلفون آباءهم الشهداء، وأحفاد الأحفاد سيواصلون المعركة إلى حين تحقيق النصر المبين واستعادة القدس الشريف؟ إنها حقائق وأفعال وليست أقوالا على طريق القدس إن شاء الله…
هل توقفت المقاومة في لبنان ليومٍ بتلك السلسلة من الاغتيالات الجبانة، هذه عقود من الزمن؟ ألم يخلف الشهيد جهاد مغنية والده الشهيد عماد مغنية وأحفادهما اليوم على ذات الطريق؟ هل توقفت المقاومة في لبنان باغتيال الشهداء عباس الموسوي وسمير القنطار وإبراهيم عقيل ومحمد حسين سرور، والآلاف من الشهداء الآخرين، حتى تتوقف اليوم باستشهاد القائد البطل حسن نصر الله؟
هل توقفت الثورة التحريرية في الجزائر قبل أكثر من 60 سنة باغتيال كبار مفجريها؟ ألم يخلف كل من الشهيد شيحاني بشير والعقيد محمود الشريف الشهيد بن بولعيد على رأس ولاية الأوراس (الأولى) وخلف محمود الشريف العقيدين الشهيد محمد لعموري والشهيد أحمد نواورة ثم العقيدين الحاج لخضر فالطاهر زبيري اللذين شهدا الاستقلال واحتفلا بالنصر؟ ألم يخلف الشهيد عبد الرحمن ميرة الشهيد عميروش (الولاية الثالثة) ليخلفه العقيد محند أولحاج الذي شهد الاستقلال واحتفل بالنصر؟ ألم يخلف الشهيد سي الحواس (الولاية السادسة) الشهيد العقيد علي ملاح، ويخلفهما العقيد شعباني الذي شهد الاستقلال واحتفل بالنصر؟ ألم يخلف الشهيد العقيد لطفي (الولاية الخامسة)، العقيد سي عثمان الذي شهد الاستقلال واحتفل بالنصر؟ ألم يخلف الشهيد أحمد بوقرة (الولاية الرابعة)، الشهيد محمد زعموم فالشهيد جيلالي بوعمامة فالعقيد يوسف الخطيب الذي شهد الاستقلال واحتفل بالنصر؟ ألم يخلف الشهيد زيغود يوسف (الولاية الثانية) العقداء بن طوبال،علي كافي، بوبندير الذين شهدوا جميعا الاستقلال واحتفلوا بالنصر؟
هي هكذا سلسلة التضحيات على طريق الشهادة والنصر… أبطال يخلفون أبطالا، يستشهدون أو يشهدون الاستقلال ويحتفلون بالنصر… اليوم استشهد نصر الله غدا سيخلفه أبطال آخرون يشهدون تحرير القدس ويحتفلون بالنصر، الاغتيال لم يصنع النصر أبدا… لقد عرف ذلك وقبل الصهاينة، الأمريكان والفرنسيون وكل من كان عنوانه “محتل غاصب”… فلا تفرحوا كثيرا يا مَن فرحتم مع الظلمة والمغتصبين…
المصدر: الشروق الجزائرية
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس