“الضاد في وسائل الإعلام”.. ملتقى يبحث دور اللغة العربية

2
“الضاد في وسائل الإعلام”.. ملتقى يبحث دور اللغة العربية
“الضاد في وسائل الإعلام”.. ملتقى يبحث دور اللغة العربية

أفريقيا برس – الجزائر. انطلقت اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى العربي الأول حول اللغة العربية والإعلام تحت عنوان “الضاد في وسائل الإعلام”، الذي تنظمه “جمعية الكلمة للثقافة والإعلام”، بمشاركة شخصيات إعلامية وأكاديمية من أكثر من 10 دول عربية.

وشهد حفل الافتتاح حضور وزير الاتصال محمد مزيان، وعميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي، إلى جانب عدد من مسؤولي الهيئات الرسمية ونخبة من المثقفين والإعلاميين.

ويهدف الملتقى في نسخته الأولى إلى تحفيز النقاش المهني حول مكانة اللغة العربية في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، وتعزيز دورها في تشكيل الوعي العربي، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا.

ويتضمن البرنامج جلسات حوارية تتناول قضايا جوهرية تتعلق باستخدام اللغة العربية في الصحافة، والتدقيق اللغوي، ودور الذكاء الاصطناعي في التحرير الإعلامي، بمشاركة أساتذة وخبراء من الجزائر ومصر وتونس ولبنان.

وأكد وزير الاتصال محمد مزيان، خلال افتتاحه أشغال الملتقى أن الرعاية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للغة العربية تنبع من “رؤية سياسية عميقة” تعتبر أن السيادة لا تختزل في الأرض والقرار فقط، بل تمتد أيضًا إلى اللسان والوجدان.

وأوضح الوزير أن اهتمام الرئيس باللغة العربية ليس مجرد موقف ثقافي، بل يُترجم إلى سياسات وطنية تعتبر العربية “قضية سيادية وثقافية بامتياز”، مذكّرًا بأن ترقية اللغة شكلت أحد المطالب المركزية للحركة الوطنية منذ بدايات القرن الماضي.

وأضاف مزيان أن الجزائر عملت على دسترة اللغة العربية وصونها وتعزيز استخدامها في الحياة اليومية والعلمية والعملية، لما لها من رمزية تعكس السيادة والانتماء الحضاري، مشيرًا إلى أن التعامل مع العربية يتم باعتبارها استثمارًا استراتيجيًا في بناء الذات الجماعية وصون ذاكرة الأمة.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن جائزة رئيس الجمهورية للغة العربية تجسد رؤية حضارية للدولة الجزائرية، وتعكس الإرادة السياسية في حماية العربية ومنحها المقام الريادي اللائق، باعتبارها مجالًا للسيادة المعرفية والانتماء الحضاري واستشراف المستقبل.

وشدد الوزير على أن التجربة الجزائرية تؤمن بأن التعدد لا يتناقض مع الوحدة، مؤكدًا أن ترقية العربية لا تعني إقصاء باقي المكونات الثقافية، وعلى رأسها اللغة الأمازيغية.

وفي سياق حديثه عن الإعلام، حذر مزيان من الانزلاق نحو “الهشاشة اللسانية” في الخطاب الإعلامي العربي بسبب ضغط السرعة أو تسرب المصطلحات الدخيلة، داعيًا إلى إعادة صياغة مفهوم التكوين الإعلامي ليشمل تأهيلًا لغويًا عميقًا يعزز شعور الإعلامي بالمسؤولية الحضارية تجاه اللغة.

كما دعا الوزير إلى صياغة “ميثاق عربي جديد للغة في الإعلام” يأخذ في الحسبان التحولات الرقمية والتحديات السيادية، والخروج بتوصيات عملية تعزز حضور اللغة العربية في وسائل الإعلام.

وسيُخصص اليوم الثاني من الفعالية لتنظيم ورشات تطبيقية حول الإلقاء الإعلامي باللغة العربية والتدقيق اللغوي، تحت إشراف إعلاميين جزائريين، على أن تُختتم أشغال الملتقى بجلسة نقاشية تركز على التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الرقمي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here