أفريقيا برس – الجزائر. أكد عبد المجيد شيخي، مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالذاكرة الوطنية، أنّ الفضل في إخراج حقيقة هذا الملف الخطير لجرائم التفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية إبان فترة استعمار يعود إلى عالم الفيزياء النووية العراقي، البروفيسور عبد الكاظم العبودي، رحمه الله.
وأبرز شيخي مناقب العبودي خلاله تدخله بأريعينية الفقيد بوهران، مشيرا بالمناسبة إلى أن أبحاثه في هذا المجال كانت وراء إصابته بمرضه الأخير، كواحد من بين عشرات آلاف ضحايا التجارب النووية ومخلفاتها.
وفي السياق، أكد الدكتور “م. عمار”، على أن عدد ضحايا تلك الجرائم، حسب التقديرات التي أعلن عنها وزير المجاهدين الأسبق المرحوم السعيد عبادو، تصل إلى 42 ألف ضحية، كما أشار أيضا إلى أن عدد التفجيرات النووية الفرنسية يفوق بكثير ما تم التصريح به على أنه في حدود 17 تفجيرا بمنطقة رقان.
وأعلن بالمقابل عن تسجيل 57 تجربة وتفجيرا قام بهما المستعمر على الصحراء الجزائرية، معتبرا أنّ بموجب هذه الحقائق المثبتة علميا لا يوجد أي ثمن يرتقي إلى حجم التعويض المستحق الذي تطالب به الجزائر من جانب فرنسا، والتي تبدي تقاعسا كبيرا في الاعتراف بجرائمها الاستعمارية بالجزائر، لاسيما أن الأبحاث ـ كما يضيف ـ تستشرف بقاء مخلفات هذه التفجيرات التي تأكل الأخضر واليابس وتأتي على الزرع والنسل، ومن المتوقع لها أن تظل قائمة ومعمرة على مدار مليار ونصف مليار سنة، ومنها ما لا تزال آثارها المدمرة في اتساع جغرافي يتجاوز حدود الجزائر، بما يعكس مدى وحشية وبشاعة ما فعلته القوة الاستدمارية الفرنسية في حق الشعب الجزائري والبيئة.
وبالعودة إلى بصمة البروفسور العبودي ـ رحمه الله ـ في هذا الملف، أجمع الحضور في تدخلاتهم على الحرص الشديد الذي أولاه الرجل في أبحاثه الطويلة حول التجارب النووية الفرنسية بالجزائر، حيث اعتبر مستشار رئيس الجمهورية وفاء هذا العالم العراقي لرسالته هذه كمثل عباءة تقمصها ولم يخلعها إلا وهو يلتحق بالرفيق الأعلى، مستذكرا أول مرافقة له للوزير الأسبق عبادو لمعاينة آثار هذه الجرائم، والتي بقي ما بقي منها على سطح الأرض ومنها ما تبخر في الفضاء، حيث قال أن الجانب الجزائري علم حينها أنه أمام قامة يمكن التعويل عليها لإثراء ملف هذه التفجيرات لوضعه على طاولة المفاوضات مع الطرف الآخر، وهو ما تم حسبه بعد جهد جهيد وبإسهامات سرية وعلنية من البروفسور المرحوم، الذي قال أنه كرس حياته بعلمه وجهده ووقته وصحته لتقوم للملف قائمة، معتبرا أن النضال بشأنه يبقى مستمرا، مثلما تعهد تخليدا لروح الفقيد تنظيم ندوة كاملة بالاتفاق مع الدكتور عمار حول مآثر العالم العراقي والصديق الوفي للجزائر على مدى عقود.