الموجة الرّابعة على الأبواب

18
الموجة الرّابعة على الأبواب
الموجة الرّابعة على الأبواب

أفريقيا برس – الجزائر. أجمع أغلب الأطباء والمختصين ومسؤولي المؤسسات الصحية والنقابات في مختلف أسلاك الصحة على ضرورة فرض الجواز الصحي في الأماكن العمومية والهيآت الرسمية والمرافق الترفيهية من أجل حماية المجتمع من مخاطر صحية كارثية تهدده في حال تسجيل موجة رابعة قد تكون أشد فتكا من سابقاتها.

ودعا المشاركون في الندوة التقييمية والاستشرافية التي نظمتها وزارة الصحة، يوم الخميس في قصر المؤتمرات بنادي الصنوبر، خلال التوصيات التي رفعوها السلطات المعنية باتخاذ القرار إلى ضرورة المسارعة في فرض الجواز الصحي في ظل العزوف المسجل الذي حال دون بلوغ الجزائر أهدافها في تحقيق المناعة الجماعية مع نهاية العام الجاري، مع تكثيف الاستراتيجية الاتصالية وتعزيزها لحث المواطنين وتحسيسهم حتى وإن تطلب الأمر محتويات إعلانية صادمة، خشية تكرار السيناريوهات الكارثية التي كادت أن تقضي على النظام الصحي الوطني وتعصف به.

مطالب بتعزيز قدرات مصالح الإنعاش وإرفاقها بالممرضين

وإلى ذلك وضع العديد من رؤساء المصالح الطبية المخصصة لكوفيد19 وغير كوفيد19 الأصبع على الجرح لمراجعة الأخطاء والنقائص السابقة في تسيير الأزمة والتعامل معها لاسيما مع تعلق برفع عدد الأسرة في مصالح الإنعاش وإرفاقها بتوفير ممرضين بقدر كاف للسهر على تقديم العلاج اللازم في وقته، فتوفير السرير والأوكسجين وحدهما غير كافيين لإنقاذ حياة المرضى، بحسب ما أكده البروفيسور والي مراد رئيس وحدة كوفيد19 بمستشفى بني مسوس.

مطالب باعتماد “الجواز الصحي” في الإدارات والمرافق العمومية

وقال البروفيسور والي مراد أن مبادرة وزارة الصحة كان جيدة ولقيت استحسانا، لكن عندما أتينا سمعنا الوصاية تتحدث عن الماضي دون تقديم أية نظرة مستقبلية للتسيير حاولنا التحدث وإثارة النقائص بناء على تجاربنا السابقة، غير أننا تفاجأنا برد غريب.. رد كان هجوميا لم نفهم خلفياته، رغم أننا جئنا لتقديم اقتراحاتنا البناءة لتجاوز أخطاء ونقائص الماضي، خاصة وّأنّ “الوضعية الآن تتزايد وعدد حالات الإنعاش تضاعفت في الأسبوع الأخير مقارنة مع سابقاتها، نحن نقوم بإجراءاتنا على مستوى الإدارة الخاصة نحضر محطات الأوكسجين ونقدم عطل استراحة للأطقم الطبية وشبه الطبية للتمكن من الاستمرارية وان شاء الله تنظر الوصاية إلى مشكل الأعوان شبه الطبيين وترفع عددهم نقص كبير، مع رفع عدد أسرة الإنعاش التي تعد على الأصابع منذ بداية الأزمة لم يرفع عددها” واقترح والي إنشاء مصالح إنعاش مادمنا في استقرار وتوظيف أعوان جدد لبلوغ المعايير العالمية في التمريض وإشراك الخواص في حملة التلقيح، لاسيما الأطباء الذين يثق فيهم مرضاهم ويمكنهم التلقيح مباشرة بعد الفحص الطبي عقب تقديم توعية والتحسيس بأهمية وتوضيح الخطر.

فرض الجواز الصحي يتجاوز وزارة الصحة

قال وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد إنّ “خطر الموجة الرابعة موجود وقد عاود الانتشار في عديد من الدول ولابد من تنظيم أنفسنا وأخذ آراء جميع الخبراء والفاعلين لتنظيم أنفسنا وتحضير مستشفياتنا لما قد تواجهه من تداعيات”.

وبخصوص الإقبال على التلقيح قال الوزير “التلقيح هو خيبتي الكبرى” وأتأسف لذلك، مشيرا إلى أنّ مصالحه تبذل ما في وسعها لإقناع المواطنين. وتحدّث بن بوزيد عن انتقاد الوزارة في البداية لعدم حصولها على اللقاح رغم أن كل المعطيات تشير إلى استحالة ذلك في ظل الطلب العالمي الكبير وعندما أصبح متاحا امتنع الجميع!.

ودعا المتحدث الجميع إلى التجند من أجل الإقناع خاصة المجتمع المدني والأطباء.

وبخصوص فرض الجواز الصحي، قال بن بوزيد |إن “الأمر لا يخص وزارة الصحة فقط بل يتعلق بمصالح وزارية أخرى مؤكدا أنه شخصيا مع فرضه وهذا ما ساعد العديد من الدول على الاستقرار والعودة إلى الحياة الطبيعية.

وقال أيضا سنعمل على تبليغ آراء وتوصيات الخبراء اليوم إلى رئيس الجمهورية بخصوص الجواز الصحي ونأمل في تجاوب المواطنين.

حملة تلقيح نائمة وتجميد طلبية بملايين الجرعات للقاح “سينوفاك”

أكّدت مديرة الصيدلة على مستوى وزارة الصحة وهيبة حجوج أنّ حملة التلقيح ضد كورونا في الجزائر نائمة، رغم توفر الجزائر على مخزون مهم يقارب 13 مليون جرعة.

وأفادت حجوج بأن مصالحها اضطرت إلى تجميد طلبية مع المتعامل الصيني بخصوص اقتناء كميات بملايين الجرعات للقاح “سينوفاك” بالنظر إلى عزوف المواطنين عن التلقيح وخشية انتهاء صلاحية اللقاحات.

واستعرضت حجوج جميع الإجراءات التي بادرت إليها وزارة الصحة منذ بدء المفاوضات مع المخابر المطورة للقاح وإلى غاية توقيع العقود معها وبداية استلام كميات اللقاحات المختلفة.

وقالت حجوج إن الجزائر استلمت إلى غاية الرابع من نوفمبر الجاري أزيد من 28 مليون، 18 مليون منها في إطار الشراء المباشر وبقية الكمية في إطار آلية كوفاكس العالمية، التي ينتظر أن تتعزز بـ 7 ملايين جرعة لبلوغ 20 مليون جرعة استفادت منها الجزائر.

عشنا طبّا كارثيا ولابد من تكوين الأطباء العامين

بدوره، ركّز البروفيسور نبيوش، رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود “بارني” سابق بحسين داي على ضرورة إعادة تنظيم التكفل بمرض كوفيد19 الذي سيتواصل معنا لمدة طويلة، حيث قال “خلال الموجة الثالثة لكوفيد19 عشنا طبّا كارثيا واجهنا خلالها كل العراقيل والصعوبات في التسيير، لذا، فإن مؤسساتنا الصحية غير قادرة على الصمود في وجه موجة رابعة بنفس الإمكانيات والاستراتيجيات.

وأضاف المختص لابد من تكوين الطبيب العام فالبروتوكول الوزاري العلاجي وحده لا يكفي وأغلبها لم تكن محترمة وهو ما أدى إلى استقبالنا في مصالح طب القلب حالات معقدة ومضاعفات لم يكن سببها الكوفيد وإنما سوء التكفل في المراحل الأولى من قبل الطبيب العام.

وأكّد المتحدث أنّه راسل المعهد الوطني للصحة العمومية في هذا الخصوص وقدّم ملاحظاته وتقريره.

أرقام وفيات كورونا الرسمية غير حقيقية والجزائريون لا يموتون بكورونا فقط

أمّا البروفيسور مسعودان زهرة رئيسة مصلحة الجراحة العامة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي فتحدثت من منطلق تجربتها الميدانية عن تأثيرات تحويل المصالح الطبية والجراحية إلى وحدات كوفيد19 ومعاناة بقية المرضى الذين ينتظرون في قوائم طويلة وقالت مسعودان “في الجزائر لا نموت بسبب الكوفيد فقط”، مقترحة تخصيص مستشفيات خاصة للتكفل بمرضى كوفيد19 لضمان استمرار علاج بقية المرضى في مختلف التخصصات وعلى الأطباء الانتقال إليها لتقديم خدماتهم وفق برنامج محدد، فكرة قال مسؤول المصالح الصحية بالوزارة إلياس رحال أنّها كانت محل دراسة لكنها غير قابلة للتجسيد، معددا الأسباب والمعيقات التقنية.

وأشارت مسعودان إلى أنه لابد من إعادة الثقة بين المريض والطبيب فالاستشفاء المنزلي أثناء كوفيد19 فرض سوء تسيير وهو ما خلق الندرة فعندما يكون سوء تنظيم ترافقه لا محالة كارثة الناس ماتوا في بيوتهم لذا فإن الأرقام المقدمة ليست أرقاما حقيقية.

وقالت مسعودان ان منحة كوفيد19 التي قدمت للجميع دون أن يستحقوها، مرافق المريض أو حارسه هو من كان يتولى عناية المريض وهذا ما يؤكده الواقع، الممرضون كانوا يأخذون عطلهم التعويضية ويبقى ممرض واحد في المصلحة وهذا أيضا الواقع.

غياب للجمعيات العلمية كنت أتمنى من اللجنة العلمية إن تعلمنا بأسماء وهويات الخبراء الذين استعانت بهم في آراءها وهذا وفقا للمقاييس الأكاديمية والعلمية في إبداء الخبرة.

وإذا اردنا التقدم في مجال التلقيح تقول مسعودان لا بد علينا من فرض الجواز الصحي في الفنادق والمطاعم والمرافق العامة.

الموجة الرابعة قادمة لا محالة وعلينا الاستعداد

أجمع عديد المختصين في الطب العام والمختص أنّ الموجة الرابعة على الأبواب وعلينا التصدي لها من خلال تكثيف عمليات التلقيح ورفع درجة وعي المواطنين الذين سيدفع استهتارهم وعزوفهم إلى وضع النظام الصحي في ورطة جديدة وحالة طوارئ هو في غنى عنها وغير قادر على مواجهة تداعياتها، خاصة وأنه استنزف من الموجات السابقة ولنا في الموجة الثالثة كل العبرة، مطالبين بفرض إجبارية الجواز الصحي في مختلف المرافق بقوّة القانون في مراكز البريد والفنادق والإدارات، وهو الأمر الذي سيمكّن على الأقل من تحقيق المناعة الجماعية المأمولة.

وأشار فوزي درار مدير معهد باستور، في تصرح للشروق، إلى أن الموجة الرابعة منتظرة بين شهر نوفمبر وديسمبر ولا أحد يمكنه التنبؤ بشراستها، غير أن الحقيقة الوحيدة هي أن اللقاح يبقى الحل الوحيد لتجنبها.

بدوره، أفاد بقاط بركاني رئيس مجلس أخلاقيات المهنة هدفنا الوحيد اليوم هو إنجاح التلقيح من أجل تجنب وضع كارثي قد نجد أنفسنا فيه بسبب الموجة الرابعة التي لسنا في مأمن عنها، ويبقى اللقاح، يقول بقاط، الحل الوحيد لمواجهة الفيروس.

كما دعا إلى مراجعة استراتيجية الاتصال من أجل حث المواطنين على التلقيح ومواجهة العزوف.

وقال بقاط يمكننا أن نفرض إجبارية التلقيح بشكل غير مباشر نحن في قلب الإعصار والموجة الرابعة على الأبواب لابد من تطيق القرارات والقوانين لفرض الالتزام بالتدابير الوقائية.

إلياس أخاموك: الموجة الرابعة أصبحت شبه مؤكدة وهذا هو موعد الذروة

قال عضو اللجنة العلمية الدكتور إلياس أخاموك، الجمعة، إن الموجة الرابعة أصبحت شبه مؤكدة وهذا مع تزايد عدد حالات الإصابة بالكوفيد خلال الأسبوعين الأخيرين.

وأكد المتحدث خلال نزوله ضيفا على “اذاعة سطيف” الجهوية أن كل المؤشرات البيولوجية تؤكد تزايد عدد حالات الإصابة بالكوفيد خلال الأسبوعين الأخيرين لا سيما في المدن الكبرى، ثم بعدها تتنقل العدوى إلى باقي المدن .

واعتبر أخاموك أن وصول الموجة الرابعة أصبح اليوم شبه مؤكد، وهو ما تظهره عدة مؤشرات تتمثل في ارتفاع نسبة الحالات الإيجابية، وعدد حالات الإستشفاء وكذا الحالات الموجودة بالإنعاش.

وفي هذا الصدد، توقع المتحدث ذاته أن تكون ذروة الموجة وارتفاع قياسي في عدد الإصابات خلال الـ4 إلى 6 أسابيع القادمة.

واعتبر عضو اللجنة العلمية أن هذه الفنرة هي الأفضل لأخذ التلقيح لمواجهة الموجة القادمة، مشيرا إلى أن المناعة الفاعلة تتحقق بعد 6 أسابيع من أخذ اللقاح.

كما دعا ضيف الإذاعة الفئات الهشة من كبار السن والمرضى إلى أخذ الجرعة الثالثة خاصة للذين فاقت فترة تلقيحهم 6 أشهر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here