اليميني المتطرف إريك زمور يحرّض ضد مسلمي مرسيليا

3
اليميني المتطرف إريك زمور يحرّض ضد مسلمي مرسيليا
اليميني المتطرف إريك زمور يحرّض ضد مسلمي مرسيليا

أفريقيا برس – الجزائر. يواصل السياسيون الفرنسيون من اليمين المتطرف استهدافهم للجالية الجزائرية والمغاربية، بتصريحات عنصرية موثقة، في غياب أي تدخل من قبل القضاء الفرنسي لمنع هذه الانزلاقات الخطيرة، لا سيما وأن الأمر يتعلق بحساسية واسعة من النسيج الاجتماعي الفرنسي، كان لها دور بارز في بناء وتشييد فرنسا الحديثة.

المهمة هذه المرة تكفل بها واحد من أحد أبرز الوجوه المعادية للجزائر رغم أنه ينحدر من عائلة سكنت الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، وهو إريك زمور، مؤسّس ورئيس حزب من أقصى اليمين المتطرف، الذي تلفظ بعبارات تفوح منها عنصرية مقيتة، استهدفت الجالية المغاربية في مدينة مرسيليا، والتي يشكل المهاجرون من أصول جزائرية غالبيتها المطلقة، كما هو معلوم.

وزعم زمور، في برنامج حواري أجرته معه قناة “بي آف آم تي في” الإخبارية الفرنسية، الخميس الأخير، أن مدينة مرسيليا، كبرى مدن الجنوب الفرنسي، أصبحت في قبضة العرب المسلمين، الأمر الذي أفقدها، كما قال، طابعها الفرنسي الذي لا علاقة له لا بعادات ولا تقاليد العرب والمسلمين.

وفي الحوار، قال زمور: “أنا حزين جدا، عندما أرى مدينة مرسيليا وهي تتحول بانتظام، إنها لم تعد تلك المدينة التي عرفتها في سنوات الثمانينيات. لقد أصبحت في يد المغاربيين، العرب المسلمين، (وهو يلمح هنا كعادته إلى الجزائريين بحكم كرهه لهم).. إنها لم تعد بحق مدينة فرنسية، كما لم تعد هناك حياة اجتماعية فرنسية”.

ويرى رئيس حزب “الاسترداد”، أن “هناك أماكن قليلة ما زالت تحافظ على الطابع الفرنسي التقليدي في مدينة مرسيليا، أما البقية، فهي أشبه بمدينة كبيرة عربية مسلمة، ولم تعد فرنسية كما كانت. إنها مدينة تحولت إلى مجرد أحياء لبيع وترويج المخدرات، وهذا ليس كلامي وإنما كلام القضاة”، على حد زعمه.

ويعتبر وصم فئة سكانية من المجتمع الفرنسي انطلاقا من انتماءاتها العرقية والدينية، وصم لتلك الفئة وتمييز لها عن بقية الفرنسيين، وفق القانون الفرنسي، الأمر الذي يحتم على السلطات القضائية الفرنسية تحريك دعوى ضده، علما أنه سبق وأن تمت متابعته في قضايا من هذا القبيل وتمت إدانته.

الأخطر في كل ما قاله إريك زمور، هو اتهامه أبناء هذه المدينة العريقة في جنوب فرنسا، بأنهم أصبحوا يقتلون باسم الدين الإسلامي، وهو ما اعتبره أخطر من الإرهاب: “هناك أشخاص يقتلون باسم الدين الإسلامي، وأنا لا أسميهم إرهابيين بل جهاديين. هم يقتلون باسم الإسلام من يعتبرونهم غير مؤمنين.. يقتلون الفرنسيين من أمثال لولا، إلياس، توما فيليبين، وآخرين.. هذا هو عمق القضية، لا تتعلق بمجرد إرهاب أو مرضى نفسانيين وإنما جهاد، بمعنى الحرب المقدسة (الجهاد) ضد غير المؤمنين”.

ويشكل هذا الخطاب النسخة الأكثر تطرفا من وزير الداخلية برونو روتايو، الذي أعلن متفاخرا، الأربعاء الأخير، بأنه نجح في إغلاق المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، وهي المؤسسة التي تأسّست في فرنسا في بداية تسعينيات القرن الماضي، وقد أوكلت لها مسؤولية تكوين الأئمة الذين يعملون في المساجد الفرنسية.

وسبق لإيريك زمور أن أدلى بتصريحات من هذا القبيل وتمت جرجرته إلى القضاء الفرنسي من قبل المنظمات والجمعيات المناهضة للتمييز العنصري في فرنسا، غير أن العدالة الفرنسية قضت بإدانة المتهم بعقوبات مالية، وكانت آخرها في شهر مارس المنصرم، حيث غرم بتسعة آلاف يورو، على خلفية إدلائه بتصريحات عنصرية وعرقية، وصف فيها العرب والمسلمين

بـ”الحثالة”، وقد اعتاد زمور على ترديد مثل هذه الأوصاف ضد أبناء الجالية في فرنسا، ولكن من دون أن يتلقى عقوبة تلجمه عن تكرار عنصريته.

المصدر: الشروق

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here