أفريقيا برس – الجزائر. شرع اليمين المتطرف الفرنسي في تسميم الأجواء في فرنسا، عبر استهداف أبناء الجالية الجزائرية دون سواها، وذلك عشية انطلاق نهائيات كاس إفريقيا للأمم بالمملكة المغربية، وهو ما كشفه سؤال كتابي لأحد نواب حزب “التجمع الوطني”، الذي كان يسمى “الجبهة الوطنية”، بزعامة مارين لوبان وجوردان باريلا.
السؤال الكتابي يحمل الرقم 11 ألف و761، وقد أعده النائب جوليان أودول، وهو موجه لوزير الداخلية الفرنسي، لوران نونياز، وفيه يستبق النائب اليميني الأحداث، ويوجه اتهامات عنصرية وجزافية ضد أبناء الجالية الجزائرية بالضلوع في أعمال عنف عندما يخوض الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم منافسات رسمية ويحقق إنجازات فيها.
وجاء في السؤال الكتابي، “يلفت جوليان أودول انتباه وزير الداخلية إلى التدابير المزمع اتخاذها لمنع أي اضطرابات عامة، قد تحدث خلال مباريات المنتخب الجزائري في بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقرر إقامتها في الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026” بالمملكة المغربية.
ويزعم صاحب السؤال أن أبناء الجالية الجزائرية وحدهم من يثيرون الفوضى: “مع اقتراب موعد هذه البطولة، يجدر التأكيد بوضوح على حقيقة معروفة، مفادها أن المنتخب الجزائري وحده هو الذي يثير الفوضى في فرنسا بعد مبارياته، لاسيما في حال فوزه. لا يوجد أي منتخب إفريقي آخر، كالسنغال أو الكاميرون أو مالي مثلا، يثير مثل هذه التجاوزات والعنف والاستفزازات ضد النظام الجمهوري. ولا يزال مثال بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 حاضرا في الأذهان، حيث اندلعت أعمال شغب في باريس وليون ومرسيليا وغرونوبل ومونبليي خلال مباراة نصف النهائي ثم فوز الجزائر”.
وتحدث النائب اليميني المتطرف المعروف بمواقفه العدائية تجاه الجزائر، عن تعرض العشرات من رجال الشرطة الفرنسية لإصابات، ولكنه تجاهل ما لحق بالجزائريين من أذى من قبل الشرطة، وكذا استفزازات هذه الأخيرة، التي حاولت منع الجزائريين من الاحتفال بفوز فريقهم الوطني بكأس إفريقيا في مصر قبل نحو ست سنوات، كما منعتهم من رفع الأعلام الجزائرية في الشوارع الفرنسية احتفاء بهذا الفوز، في موقف لم يكن مبررا من الناحية القانونية أو السياسية.
ويدرك جوليان أودول وغيره من أتباع حزب “التجمع الوطني”، تنوع الأعراق والثقافات في المجتمع الفرنسي بحكم الاعتبارات التاريخية المعروفة، ومع ذلك يصر على الفرنسيين من أصول فرنسية، ولاسيما الجزائريون منهم، أن يحجموا عن الاحتفال بإنجازات فريق بلادهم الأصلية، بل ويصر على الذوبان بصفة كلية في المجتمع الفرنسي، بشكل يتنافى ومبدأ التنوع الديني والعرقي في الدولة الفرنسية، التي يضمن دستورها حرية التعبير والتدين.
وتحسبا لانطلاق فعاليات كأس الأمم الإفريقية، يحاول النائب اليميني المتطرف، الضغط على وزير الداخلية الفرنسي، من أجل التعامل بعنف مع أبناء الجالية الجزائرية في حال قررت الاحتفال بفريقهم الوطني، ويقول: “إن تكرار مثل هذه الأحداث ليس حتميا. إنه نتيجة لتخلي متعمد عن السلطة الجمهورية، وتراخي أيديولوجي يخلط بين التسامح والتنصل من المسؤولية”.
وهنا يتساءل النائب عما إذا كان “سيتم نشر أفراد إضافيين بشكل محدد في المراكز الحضرية التي تصنف على أنها عالية الخطورة (يقصد التجمعات السكانية للجالية الجزائرية) خلال أمسيات مباريات المنتخب الجزائري، وما إذا كانت هناك خطة لإنشاء آلية تنسيق بين السلطات المحلية (الولاة) وأجهزة المخابرات وقوات الشرطة البلدية لمنع حدوث أي اضطرابات في النظام العام”، لاسيما وأن مباراة الجزائر وغينيا الاستوائية، تأتي قبل ساعات قليلة من احتفالات رأس السنة الميلادية، كما قال.
كما استفسر جوليان أودول عن إستراتيجية حكومة سيباستيان لوكورنو، لضمان عدم استغلال كرة القدم، لأغراض أيديولوجية أو سياسية، وعدم استهداف رموز الجمهورية الفرنسية كما زعم، في تأويل غير مبرر لاحتفالات عفوية مرتقبة لشبان من حقهم أن يحتفلوا بفريقهم.
المصدر: الشروق
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





