برلمانيون عرب: تدخل البرلمان الأوروبي في شؤوننا “غير مقبول” وينم عن “نظرة استعمارية”

10
برلمانيون عرب: تدخل البرلمان الأوروبي في شؤوننا
برلمانيون عرب: تدخل البرلمان الأوروبي في شؤوننا "غير مقبول" وينم عن "نظرة استعمارية"

أفريقيا برس – الجزائر. عبر برلمانيون عرب عن رفضهم القاطع لتدخلات البرلمان الأوروبي في الشؤون العربية بين الحين والآخر. وشددوا على ضرورة الالتفات للأزمات والمشاكل التي تعانيها بلادهم، مؤكدين أن مهامهم تتطلب منهم إصلاحات داخلية لا التدخل في شؤون دول ذات سيادة.

ويرى البرلمانيون أن القرارات والبيانات والإدانات التي تصدر من الجانب الأوروبي بشأن ما يزعمونه حول قضايا حقوق الإنسان وغيرها من الموضوعات تنم عن نظرة أوروبية استعمارية، وأنهم يسعون دائما لاستنزاف الدول العربية والأفريقية عبر “الاستعمار غير المباشر”.

قبل أيام هاجم نحو 17 من أعضاء البرلمان الأوروبي الجزائر بسبب علاقتها الاستراتيجية مع روسيا والممتدة لعقود طويلة.

وطالب أعضاء البرلمان الأوروبي مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، التي دخلت حيز التنفيذ منذ 17 عاما.

في المقابل يقول برلمانيون جزائريون إن بلادهم لا تخضع لأي إملاءات أو ابتزازات، وأنها صاحبة سيادة في علاقتها مع روسيا أو دولة، وأنه على الاتحاد الأوروبي أن يدرك أن الجزائر تبني علاقاتها وفق مبدأ الشراكة والسيادة.

وقبل أسابيع قليلة، طلبت الجزائر رسميا الانضمام إلى “بريكس”، وهو الإجراء الذي أغضب الكثيرين من الأوروبيين، خاصة في ظل سعي العديد من الدول العربية للانضمام للمجموعة التي تضم الدول صاحبة النمو الأسرع في العالم.

هجوم البرلمان الأوروبي لم يتوقف عند الجزائر بل تدخل سابقا في الشؤون الداخلية في البحرين وفي مصر والكويت وفي قطر مؤخرا خلال كأس العالم.

رفض قطري

وأعرب مجلس الشورى القطري، عن رفضه لقرار البرلمان الأوروبي، الصادر يوم الخميس الموافق 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، بشأن وضع حقوق الإنسان في دولة قطر في إطار استضافة الدولة لبطولة كأس العالم.

وأكد المجلس أن القرار مبني على ادعاءات باطلة، وبيانات مضللة ويمثل امتدادا للحملات الممنهجة والمغرضة والهجمات الشنيعة التي تتعرض لها دولة قطر بسبب استضافتها لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، معربا عن رفضه لهذا القرار وما جاء فيه من ادعاءات رفضاً تاماً وقاطعا.

رفض مصري

في الوقت ذاته أكد مجلس الشيوخ المصري، رفضه القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي بشأن حالة حقوق الإنسان في مصر.

وكان البرلمان الأوروبي قد أصدر تقريرا قبل أيام، دعا فيه إلى “مراجعة” علاقات الاتحاد الأوروبي مع مصر، في ضوء ما وصفه بـ”تقدم بسيط” في سجل حقوق الإنسان.

لوبي متطرف

من ناحيته، قال البرلماني الجزائري بريش عبد القادر، إن “البرلمان الأوروبي كل مرة تخرج منه مجموعة من النواب بمواقف متطرفة تجاه الجزائر والدول العربية”.

وأضاف أن ” مجموعة النواب الأوروبيين يريدون ابتزاز الجزائر في موقفها الثابت وعلاقاتها الراسخة مع روسيا”.

يوضح البرلماني الجزائري أن الهجوم الأوروبي على بلاده يأتي على خلفية علاقتها القوية بروسيا، وموقفها من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حيث أنها لم تستجب لمحاولات الضغط الغربية. متابعا: “كما هو معلوم علاقة الجزائر مع روسيا، هي علاقة شراكة استراتيجية في مجالات حيوية واستراتيجية، وهذه العلاقة لا تغيرها الظروف والتطورات الجيوسياسية”.

أجندات غربية

يفسر عبد القادر هجوم بعض النواب من البرلمان الأوروبي بأن لديهم أجندات تجاه الجزائر أو غيرها من الدول العربية، مشددا على رفض بلاده أي تدخلات في الشؤون الداخلية، وأن تكون العلاقة مع الاتحاد الأوروبي مبنية على الشراكة المتكافئة، خاصة أن الطرف الأوروبي يستفيد بقدر أكبر منها.

سيادة القرار الجزائري

البرلماني الجزائري شدد على أن الجزائر لديها الحرية والسيادة الكاملة في قرارتها وعلاقاته الدبلوماسية، مضيفا “على الجانب الأوروبي أن يتفهم جيدا أن الجزائر تتغير، وأن المسائل المرتبطة بالسيادة خط أحمر “.

رغم الهجوم الأوروبي المتكرر على الجزائر يشير عبد القادر إلى أن بلاده هي شريك موثوق في مجال الأمن الطاقوي لأوروبا، متابعا “بالتالي الاحترام المتبادل ضروري من أجل استمرار العلاقة والشراكة على أساس (رابح- رابح)”.

فيما قال البرلماني الجزائري علي ربيج إن نواب الأحزاب اليمينية المتطرفة من عدة دول أوروبية تستغل منبر البرلمان الأوروبي للتدخل في الشؤون العربية.

وأضاف، أن محاولات الضغط والتدخل من قبلهم لن تتوقف وأن” البرلمان الأوروبي في نظامه الداخلي لا يخول له التدخل في شؤون الدول العربية، وأن الدساتير جلها تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الغير”.

حول دوافع التدخل الدائم من قبل أعضاء البرلمان يرى ربيج أنه” لا يوجد ما يبرر هذا التدخل والتطاول في الشؤون العربية”.

مواقف مماثلة

وطالب ربيج بضرورة اتخاذ البرلمانات العربية مواقف أكثر جرأة وحزما مع البرلمان الأوروبي، مضيفا “تأخر رد البرلمانات العربية هو ما يدفع بهؤلاء النواب إلى التمادي كل مرة، إضافة لحالة الانقسام بين البرلمانات العربية وعدم وجود مواقف موحدة بسبب خلافات سياسية، وهو ما أضعف المواقف البرلمانية العربية تجاه هذه التدخلات”.

وشدد على ضرورة بلورة موقف عربي موحد في مواجهة ما وصفه بـ “التدخلات في الشؤون العربية” من قبل”لوبي” الأحزاب اليمينية في البرلمان الأوروبي.

نظرة استعمارية

في الإطار ذاته، قال عضو البرلمان العربي السابق جمال بنشقرون، إنه “من غير المقبول أن يتدخل البرلمان الأوروبي في قضايا دولية بدول ذات سيادة ولا علاقة لها بمنظومة الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف “إذا كان البرلمان الأوروبي يقوم بدور الأمم المتحدة فإن ذلك يمثل إشكالية، ولا يمكن أن نعتبره موقفا سليما، وينم عن نظرة أوروبية استعمارية للدول التي كانت مستعمرة في فترات سابقة”.

رغم انتهاء الاستعمار واستقلال الدول الأفريقية والعربية، يفسر بنشقرون تصرفات النواب من البرلمان الأوروبي بأنها بمثابة محاولات لاستنزاف الدول وجعلها خاضعة بطرق جديدة عبر الاستعمار غير المباشر.

ويرى أنه على الأمم المتحدة أن تنظر في “السياق الذي يقوم به البرلمان الأوروبي والقرارات التي يتخذها أو الإدانات والتدخلات والتي تأتي في غير محلها، وأن هذه المواقف تخلق إشكاليات على مستوى العلاقات بين هذه أوروبا والدول العربية”.

تدخلات غير مقبولة

بدوره، قال عضو البرلمان العربي السابق جاسم عبد الله، إن “البرلمانات في كل الدول مهمتها الأوضاع والإصلاحات والتشريعات الداخلية، ولا يخول لها التدخل في شؤون أي دولة أخرى”.

وأضاف، أن البرلمان الإماراتي على سبيل المثال، لم يتدخل في شؤون أي دولة أخرى، وأنه إذا ما علق على أمر ما في دولة أخرى يعلق بشكل إيجابي.

وتابع “الفقاعات التي تثار لا تغير من الأمر شيئا، كما أن الدول لا تتغير تأثرا بتدخل أفراد أو جماعات أو غيرها من الكيانات، وأن آليات التغيير الدولية تكون عبر الأمم المتحدة والتشريعات الدولية.

وطالب بضرورة أن يلتفت البرلماني للتغيير الداخلي في بلاده وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن يرى أولويات عمله التي تنصب في الشؤون الداخلية لبلاده.

ومضى عبد الله “أن يأتي برماني ليتحدث على أنهم “العرق الأعلى” ويحاسب أي دولة أخرى فهذا غير مقبول، خاصة أن جميع الدول ذات سيادة ويجب عليهم احترام هذه السيادة وعدم التدخل في شؤون الغير”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here