تأجيل المحاكمة في فضيحة الطريق السيار للمرة الثانية

8
تأجيل المحاكمة في فضيحة الطريق السيار للمرة الثانية
تأجيل المحاكمة في فضيحة الطريق السيار للمرة الثانية

افريقيا برسالجزائر. أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، الخميس، ملف محاكمة المتهمين في قضية “الطريق السيار شرق-غرب” للمرة الثانية، إلى الدورة الجنائية القادمة بطلب من الدفاع.

وتعاد محاكمة المتهمين في هذه القضية، من جديد، بعد أكثر من خمس سنوات من المحاكمة الأولى التي جرت أطوارها في الفترة من 30 أفريل حتى 7 ماي 2015 وانتهت بأحكام متفاوتة في حق المتهمين بلغت أقصاها 10 سنوات سجنا نافذا في حق كل من رجل الأعمال “شاني مجذوب” ومدير الوكالة الوطنية للطرق السيارة خلادي محمد.

وسترجع هذه القضية للواجهة بعد ما أسالت الكثير من الحبر على مدار العشرية الفارطة منذ انطلاق التحقيقات فيها سنة 2008 وبرمجة المحاكمة الأولى بعد 7 سنوات من الانتظار التي جرت في غياب المسؤول الأول عن القطاع أنذاك عمار غول والذي رغم ذكر اسمه في التحقيقات، إلا أن شهادته أمام قاضي التحقيق كانت كتابية بالرد على 17 سؤالا حاول من خلالها التأكيد بأن كل ما قيل عنه من قبل المتهم الرئيسي خلادي محمد مجرد “افتراء وبهتان وكذب وسيناريو خيالي”، حيث امتنع رئيس محكمة الجنايات في تلك الفترة عن استدعاء الوزير الشاهد للحضور للجلسة رغم طلبات الدفاع واكتفى بتلاوة محضر شهادته الكتابية والتي رد عليها المتهمون الرئيسيون في القضية بالقول أن غول كان يعلم بالخروقات، لكنه لم يحرك ساكنا.

وخلافا للمحاكمة الأولى التي كان فيها الشاهد عمار غول وزيرا في منصبه، فاليوم سيتم فتح الملف بعد ما تمت متابعة هذا الأخير في عدد من ملفات الفساد التي أودع على إثرها الحبس المؤقت منذ سنة 2019 ويواجه فيها عدة أحكام متفاوتة، وهو ما يطرح تساؤلات عن إمكانية استدعائه للإدلاء بشهادته حضوريا في مواجهة المتهمين فيما يعرف بقضية “الطريق السيار، شرق غرب” والتي ذكر فيها اسمه بشكل ملفت في المحاكمة الأولى سنة 2015، ويرى المحامي نجيب بيطام في تصريح للشروق بأنه لا يوجد أي مانع لاستدعاء عمار غول من قبل رئيس محكمة الجنايات لحضور أطوار الجلسة والرد على أسئلة محكمة الجنايات والنيابة العامة والدفاع بصفته شاهد مسموع كتابيا أمام قاضي التحقيق، وقد يكون ذلك تلقائيا بطلب من رئيس محكمة الجنايات أو بطلب من النيابة العامة أو هيأة الدفاع.

أما بخصوص توجيه الاتهام له في حال ثبت تورطه في الملف أكد الأستاذ بيطام بأن القانون يمنع محكمة الجنايات من تغيير المراكز القانونية للأطراف وهي مقيدة بقرار الإحالة الصادر عن غرفة الاتهام، ولكن – يضيف – في حال ما رأت النيابة العامة أن هناك أدلة على تورط عمار غول الوزير السابق للأشغال العمومية في القضية فلا يوجد أي مانع من تحريك دعوى عمومية جديدة ضده والتحقيق معه بشكل منفصل.

وتوقع المحامي بيطام تأجيل المحاكمة اليوم إلى الدورة الجنائية المقبلة وهذا بسبب غياب بعض المتهمين في الملف، وعدم تلقيهم الاستدعاءات الرسمية للجلسة، وأضاف بأن القضية ستعرض في طبعتها الثانية بعد قبول الطعن بالنقض فيها أمام تشكيلة جديدة مكونة من أربعة قضاة شعبيين سيتم اختيارهم بعد افتتاح الجلسة رسميا وثلاثة قضاة جدد.

ومعلوم أن القضية انطلقت إثر إيداع وزارة الأشغال العمومية، لشكوى ضد المدعو “م،خ” مدير المشاريع الجديدة لدى الوكالة الوطنية للطريق السريع، حيث تم اكتشاف عدة تجاوزات وتلاعبات في صفقة إنجاز الطريق السريع شرق ـ غرب، وهو المشروع الذي أوكلته الحكومة عام 2006، للمجمع الصيني “سيتيك سي. أر. سي. سي”، بغلاف مالي قدره 6 ملايير دولار، وتوبع فيها 23 متهما طبيعيا ومعنويا (15 شخصا وسبع شركات أجنبية)، وصدرت فيها سنة 2015 أحكام ما بين 7 و10 سنوات سجنا في حق كل من المتهم الرئيس شاني مجدوب مستشار بالمؤسسة الصينية “سيتيك سي. أر. سي. سي”، والمتهم خلادي محمد مدير البرامج الجديدة للطريق السريع، وحمدان رشيد سليم المدير السابق للتخطيط بوزارة الأشغال العمومية، ورجل الأعمال عدو تاج الدين، وأحكام متفاوتة بين سنة مع وقف التنفيذ و3 سنوات سجنا نافذا لباقي المتهمين، فيما استفاد كل من الأمين العام السابق لوزارة الأشغال العمومية بوشامة محمد والمستثمر علاب الخير وفراشي بلقاسم إطار سابق بوزارة النقل من البراءة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here