تعطيل القضية الصحراوية يرهن مستقبل المنطقة والقارّة

11
تعطيل القضية الصحراوية يرهن مستقبل المنطقة والقارّة
تعطيل القضية الصحراوية يرهن مستقبل المنطقة والقارّة

أفريقيا برس – الجزائر. أكد رئيس الوفد البرلماني الجزائري، رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة والأخوة الجزائر – الصحراء الغربية، ميلود تسوح، الجمعة، بالعاصمة الألمانية برلين، على ضرورة التعامل مع التصعيد غير المسبوق الذي تشهده الأراضي الصحراوية المحتلة، بمزيد من الجدية والمسؤولية، محذرا من بقاء هذه القضية دون حل، ما يرهن مستقبل الامن والسلم في القارة والمنطقة ككل.

الشعب الصحراوي يكابد التعذيب والتقتيل والتهجير وخروقات حقوق الإنسان

وأبرز ميلود تسوح في مداخلته، خلال الاجتماع البرلماني بمقر البرلمان الألماني (البندستاغ)، على هامش الندوة الأوروبية الـ46 للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي، أن هذا الاجتماع “يأتي في وقت تمر فيه القضية الصحراوية مع الأسف الشديد بمرحلة تصعيد غير مسبوق، جراء عودة المواجهات العسكرية، إثر خرق سافر من المغرب، لاتفاق وقف إطلاق النار بعد ثلاثة عقود من التهدئة وانطلاق المسار الأممي، مع تفاقم الانزلاقات الأمنية والإنسانية فضلا عن الانحرافات الصارخة عن القوانين والمواثيق الدولية، الأمر الذي يلزم المجتمع الدولي بصفة عامة، ويفرض علينا كبرلمانيين ممثلين لشعوبنا بصفة خاصة، الاستجابة السريعة للوضع والتعامل معه بمزيد من الجدية والمسؤولية.

ونبه في هذا الإطار إلى أن “السياق العالمي المضطرب، الذي تهيمن عليه النزاعات والحروب وحالات الطوارئ المختلفة ولد حالة تأهب واسعة لدى المجتمع الدولي، لابد من استغلالها للفت العناية مجددا نحو قضية تعد هي الأخرى حالة مستعجلة، باعتبارها أطول نزاع في إفريقيا وآخر مستعمراتها”، مؤكدا أن “بقاءها دون حل يرهن مستقبل الأمن والسلم في القارة والمنطقة ككل.

كما أبرز في السياق “الأهوال التي يكابدها الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من تعذيب وتقتيل وتهجير وخروقات لأبسط حقوق الإنسان، فضلا عن الاستغلال غير القانوني للثروات والنهب المنظم للموارد الذي يعتبر حق التصرف بها ملكا أصيلا للشعب الصحراوي دون سواه حسب الأعراف والقوانين ذات الصلة”.

ولهذا فالأولوية بالنسبة للبرلمانيين، يضيف، “يجب أن تكون في بحث أفضل الآليات التي من شأنها إعطاء دفع حقيقي للحركة التضامنية مع قضية الشعب الصحراوي، وتجسيدها الفعلي للمساهمة في تعجيل إتمام مسار تمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير”.

وذكر رئيس الوفد البرلماني الجزائري، أنه انطلاقا من هذه القناعة وحرصا على إضفاء الطابع البرلماني للحركة التضامنية الدولية، واضطلاعا من البرلمانيين بدورهم الحقيقي في تمثيل الشعوب وإيصال صوتها، تبلور مشروع تأسيس الشبكة البرلمانية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي في العام 2017.

ضرورة الإسراع في بعث الشبكة البرلمانية لدعم الشعب الصحراوي

وأكد ميلود تسوح، أن أول تحد ينبغي العمل على تجاوزه هو “إطلاق وبعث تنسيقيات برلمانية قارية، ولاسيما على المستويين الإفريقي والأمريكي اللاتيني، والتي كان قد تم الاتفاق عليها من بين الخطوات الاستباقية لإطلاق الشبكة البرلمانية، والتي سيكون دورها مد قنوات تواصل سريعة ودائمة بين البرلمانيين في مختلف القارات”.

وأردف، قائلا “إن تتويج هذه المبادرة سيكون -من دون شك- عاملا إيجابيا في إعلاء صوت القضية الصحراوية العادلة، وسيساهم في الحد من صدى حملات التشويه والتضليل التي تطالها وهو ما لا يجب إغفاله”، معتبرا البرلمانيين “خير الناطقين باسم الحق ودفاعهم عن القضية في إطار شبكة موحدة ومحددة الأهداف سيمنحها الانتشار الذي نرجوه نحن، ويحتاجه الصحراويون أكثر من أي وقت مضى”.

كما لفت إلى أن “الإلحاح على ضرورة الإسراع في بعث الشبكة البرلمانية لدعم الشعب الصحراوي يحفزه الايمان بقدرة الدبلوماسية البرلمانية في التفاوض والحوار والتأثير، كونها تتمتع بالمرونة وبهامش من الحرية، خلافا للدبلوماسية الرسمية، التي تخضع أساسا لاعتبارات سياسية واقتصادية (..)، فضلا عن كونها إحدى الوسائل الفاعلة في عالم اليوم المؤهلة لتقريب وجهات النظر، وإيجاد الحلول السلمية للأزمات”.

وأضاف أن “كل هذه المقاصد تتطلب منا التحرك وفق خطوات عملية، انطلاقا من استغلال مختلف المحافل البرلمانية الدولية والجهوية لمجابهة التعتيم الممنهج على الحقائق المزرية على الأرض والمآسي، التي يكابدها الشعب الصحراوي، ولتحسيس مختلف هذه الهيئات، وتذكيرها بمسؤولياتها تجاهه، وتحديدا ما تعلق بتوفير الحماية له ولثرواته وكذا إيجاد آليات كفيلة بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان التي تزداد سوءا”.

كما أبرز ما يمكن أن تقدمه هذه الشبكة البرلمانية من دعم ومؤازرة على المستوى المعنوي لتحفيز البرلمانيين للدفاع عن القضية الصحراوية، وخاصة أولئك الذين تتبنى حكوماتهم مواقف سلبية أو غير واضحة تجاهها.

وأكد في هذا الإطار على أن “النشاطات الداخلية والخارجية المتعلقة بالدبلوماسية البرلمانية على مستوى البرلمانات الوطنية، بإمكانها أن تشكل أرضية صلبة للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال مداخلات البرلمانيين في مختلف النشاطات، أو عبر التوصيات والتقارير التي يرفعونها لحكوماتهم في إطار ممارسة مهامهم، وأيضا إثر مشاركتهم في أشغال مختلف الفعاليات البرلمانية الدولية الجهوية، أو تلك التي قد تبادر بها الشبكة في هذا الإطار”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here