تغيير في قيادة الأرندي.. هل يتعلق الأمر بنهاية فترة الشرعية؟

3
تغيير في قيادة الأرندي.. هل يتعلق الأمر بنهاية فترة الشرعية؟
تغيير في قيادة الأرندي.. هل يتعلق الأمر بنهاية فترة الشرعية؟

أفريقيا برس – الجزائر. جرت الخميس مراسيم نقل مهام تسيير حزب التجمع الوطني الديمقراطي ورئاسة لجنة تحضير المؤتمر السابع بين الأمين العام بالنيابة مصطفى ياحي ومنذر بوذن، إيذانا بمرحلة جديدة في تاريخ الحزب، حيث تنتقل مقاليد التجمع من أحد مؤسسي الحزب إلى عضو من جيل آخر انخرط بعد 10 أعوام من تأسيس التجمع.

ورغم طبيعته المؤقتة قد يؤشر هذا التغيير إلى نهاية مرحلة الشرعية التاريخية في الحزب والانتقال إلى الأجيال الجديدة من القيادات السياسية في الجزائر. ومن المرتقب أن تتبع بتغييرات عميقة تسبق المؤتمر، إلى جانب العمل على تجديد الخطاب السياسي وآليات إدارة الحزب وتمكين القيادات الشبابية من مزيد من المواقع، ومراجعة آليات العمل مع الشركاء السياسيين الآخرين، حيث يدعو تيار داخلي لاستقلال أكبر للحزب والأخذ بزمام المبادرة والتخلي عن التبعية لهؤلاء الشركاء واسترجاع المساحات التي فقدها الحزب في سنوات سابقة.

ويربط ملاحظون بين هذه التغييرات ووجود خطة لتغيير الطبقة السياسية وتشبيبها في مسار يعني بالأساس الأحزاب الوطنية، حيث تم قبل سنة تعديل تركيبة قيادة حزب جبهة المستقبل.

وينظر إلى استمرار العمل بالأساليب القديمة في إدارة الأحزاب السياسية للموالاة بأنه مثار إحباط ونفور للراغبين في ممارسة لعبة السياسة وتصدّر المشهد وخصوصا فئة الشباب منهم.

إلى ذلك لم يعد تغيير الواجهات السياسية، أي القيادة، كافيا ومقنعا لهؤلاء الشباب الطموح والمثقف في غالبيته، فهذه الأحزاب تعيش في صراع داخلي دائم على المواقع والمناصب، لا على الأفكار، مع إهمال للجانب التكويني والإنفتاح على الفئات المهمّشة في المجتمع وممارسة العمل السياسي الموسمي أي بمناسبة الترشيحات والعمليات الانتخابية والاستفتائية.

وتلام القيادات الحزبية في الموالاة باحتكار الواجهة والظهور في الإعلام وعدم القدرة على التكيف مع متطلبات المرحلة والتحديات التي تواجهها الجزائر غير مدركة لأدوارها في رهانات التعبئة السياسية، فتكفي بإعادة تدوير الخطاب الرسمي أو ممارسة التملق بما يعزز الشكوك في مصداقية هذه الطبقة السياسية.

وباستثناء محطات قليلة، لم يظهر صوت هذه الأحزاب فيما كانت البلاد في حاجة إليها وخصوصا في هذه المرحلة التي تشهد تكالبا غير مسبوق، وافتقد حزب جبهة التحرير الوطني، حسب كوادر فيه، للجرأة في التعامل والرد على الحملة الدبلوماسية والإعلامية الفرنسية على الجزائر.

وبعد التحول السريع الذي طبخ بهدوء في التجمع الوطني الديمقراطي، تطرح تساؤلات عن مصير قيادات حزبية أخرى تعيش حراكا داخليا ومنها حزب جبهة التحرير الوطني الذي بدأت قيادته تستشعر الخطر الكامن في التحركات القادمة من الهامش لإحداث انقلاب داخلي.

وتنشط هذه القوى الهامشية حاليا على شبكات التواصل الاجتماعي محاولة إعادة التأسيس لحركات تصحيحية التي تراها قيادات حزبية ظاهرة غير صحية وعامل مدمّر للأحزاب والعملية السياسية.

ومقارنة بالتجمع الوطني الديمقراطي، يعدّ التحول في جبهة التحرير الوطني من الناحية النظامية أسهل، حيث تملك اللجنة المركزية سلطة منح وسحب الصفة من الأمين العام للحزب، فيما يتوجّب في التجمع الوطني الديمقراطي الاحتكام إلى المؤتمر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here