خرج “حراكيون” للتظاهر في “حراك الطلبة”، الثلاثاء، غير آبهين بخطورة انتشار فيروس كورونا فی الجزائر، ولا مُهتمين بصحة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وضاربين عرض الحائط جميع نداءات منظمة الصحة العالمية بالتزام المنازل، لتطويق الوباء قبل تمدّده أكثر، في انتظار إيجاد لقاح له.
وضرب هؤلاء نداءات “حراكيين” وسياسيين ونخب ومواطنين، عرض الحائط، وخرجوا متظاهرين، الثلاثاء، فيما يسمونه “حراك الطلبة”، والغريب أن غالبيتهم من الكهول والنساء وليسوا بطلبة، لأن الطلبة في عطلة منذ أسبوع.
وتفاجأ العقلاء لخروج متظاهرين، رغم نداءات متكررة من حراكيين أنفسهم، ونخب ومواطنين بتأجيل التظاهر إلى ما بعد “جائحة كورونا”، وكان المتظاهرون غير مرتدين كمامات واقية، وملتصقين ببعضهم، رغم تسجيل العاصمة عدة حالات من كورنا. وهو سلوك وصفه مواطنون، كانوا يراقبون المسيرة عن بعد ومرعوبون “بقمة اللاّوعي”..!!
لن نقدر على الفيروس وعلينا الحفاظ على أنفسنا
وفي هذا الصدد، اعتبرت التنسيقية الوطنية للجامعيين الجزائريين من أجل التغيير، والتي طالما أكدت انخراطها التام ضمن الحراك الشعبي السلمي منذ 22 فيفري 2019، وتجندها من أجل الانتقال الديمقراطي. ولكن، وحسب بيان التنسيقية، الذي تحوزه “الشروق”، فأمام خطورة الأزمة الصحية العالمية التي أحدثها فيروس كورونا الكوفيد 19، والتطورات السريعة التي تشهدها البلاد جرّاء تفشي الوباء، “فإنّ أعضاء التنسيقية الذين يدركون ما أحدثه النظام السياسي من أضرار على المنظومة الصحية العمومية الوطنية، والوضع المزري الذي هي عليه وباتفاق مع مجموعة الأطباء، يقترحون تعليق كل أشكال التجمعات العامة وخاصة منها تجمعات الجمعة والثلاثاء”.
وبدوره، ناشد وزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، الذي كان من الداعين للحراك في أيامه الأولى، المتظاهرين وقف خروجهم للشارع خلال هذه الفترة، حفاظا على صحة المواطنين.
كما توالت نداءات أطباء جزائريين، كانوا يتقدمون حراك كل جمعة، حيث دعوا المواطنين لتجنب الخروج في هذه الفترة العصيبة “وتعليق الحراك مؤقتا”، حيث كتبت صفحة الأطباء في الفايسبوك “الخروج للشارع بدعوى التظاهر في هذا الوقت بالذات، جريمة واعتداء على الصحة العامة”.
واستنكر مواطنون عبر الفايسبوك، خروج متظاهرين للشارع، فتساءل البعض: “الذي لا يفكر في سلامة أهله، لن يقنعني بأنه يتظاهر من أجل الوطن”، وكتب مواطن “تتصارعون على وطن قد تنتهون قبله..”. فيما وصف كثيرون من خرج في تظاهرة أمس “بعديمي المسؤولية تجاه المجتمع والأمة والأسر والآباء، والذين سيتسبّبون في فاجعة للوطن”. وكتب طبيب “العاصمة وبجاية العبث بعينه، إن كان هذا هو وعي الطلبة والجامعيين، فماذا تنتظر من العامة… الله هو المستعان”.