حزب التجمع ينتقد إغفال المسائل الحقوقية في إعلان الشراكة الموقع بين تبون وماكرون

12
حزب جزائري معارض ينتقد إغفال المسائل الحقوقية في إعلان الشراكة الموقع بين تبون وماكرون
حزب جزائري معارض ينتقد إغفال المسائل الحقوقية في إعلان الشراكة الموقع بين تبون وماكرون

أفريقيا برس – الجزائر. قال حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض في الجزائر، إن الإعلان من أجل شراكة متجددة مع فرنسا الذي توج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبلاد، أغفل المسائل المزعجة، وفي مقدمتها القضايا الحقوقية.

وأوضح الحزب العلماني التوجه، في بيان له وقعه رئيسه عثمان معزوز، أنه كما كان متوقعا، فإن إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة فرنسا والجزائر”، تجنب بعناية الحديث عن القضايا الحقوقية التي تغضب السلطات الجزائرية، مشيرا إلى ما وصفه بـ”الوضع المأساوي للحريات وحقوق الإنسان المتمثل في الإبقاء على أكثر من 300 سجين رأي في السجن والقوانين الصارمة التي تهاجم أبسط الحقوق”.

في مقابل ذلك، أبدى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، موافقته الضمنية على بعض ما ورد في الإعلان، وقال إنه يتمنى “ألا تذهب الوعود التي تشكل إطار هذا الإعلان سدى مرة أخرى، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة مسائل الذاكرة والتاريخ وكذلك تلك المتعلقة بالمساعدة الإنمائية”. وأكد الحزب على أن “كثافة الروابط الإنسانية والثقافية بين الجزائر وفرنسا، وهي جزء مهم من التاريخ والقرب الجغرافي، تملي على الجميع تفضيل تعاوننا وتبادلاتنا”. وفي اعتقاد الحزب الذي يعارض بشكل راديكالي السلطة الحالية، فإن التمثيل الوطني الشعبي الشرعي والقوي هو الشرط الوحيد لتسريع هذا التعاون لصالح البلدين والشعبين.

وفي سياق الجدل المتعلق بزيارة ماكرون، يختلف الانتقاد الذي وجهه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تماما عن تقييم حركة مجتمع السلم ذات التوجه الإسلامي والتي تمثل المعارضة في البرلمان للعلاقات بين البلدين. فبينما يؤكد الأول على الروابط الثقافية التي تجمع الجزائر بفرنسا، يطالب الثاني بقطيعة مع اللغة الفرنسية وما يعتبره الهيمنة الثقافية التي تريد باريس إبقاءها على فرنسا.

وحذر عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم في منشور له على صفحته الرسمية، من أن العلاقات الفرنسية في زيارة ماكرون عرفت نقلة تاريخية لصالح فرنسا من حيث الشكل والمضمون. وأبرز أن إمضاء الرئيس الجزائري على البنود المتعلقة بالذاكرة بالصيغة التي وردت بها هو إقرار بأن مسائل الذاكرة ليست يقينية بالنسبة للجزائر وأنها قابلة للنقاش، مشيرا إلى أن هذا التوجه هو توجه فرنسي معلن عنه قبل الزيارة تم الخضوع له. كما اعتبر مقري أن البنود التي يتضمنها اتفاق الشراكة المتجدد فيما يتعلق بالشباب والتربية والتعليم جاءت لتغيير انتماء الأجيال ضمن الرؤية الفرنسية، متسائلا عن دوافع هذه التوجهات وهذه التنازلات في هذا الفترة بالذات؟

ومن الجانب الرسمي، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن التقارب المسجل بين الجزائر وفرنسا بفضل زيارة الرئيس ماكرون سيسمح للبلدين “بالذهاب بعيدا”. وأبرز أن هذا التعاون سيمتد لخدمة إفريقيا كون الجزائر تعد إحدى أكبر القوى في إفريقيا. وأضاف عن الزيارة، أنها ممتازة وضرورية” سمحت “بتقارب لم يكن ممكنا لو لم تكن هناك شخصية الرئيس ماكرون نفسه”.

أما الرئيس ماكرون، فقال إن التوقيع على إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة سيضع أسسا لتعاون جديد بين الجزائر وفرنسا في العديد من المجالات، معلنا أن حكومتي البلدين ستجتمعان بالجزائر في الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى لقاءات وزيارات متبادلة من أجل ضبط أجندة التعاون بين البلدين.

وتوجت الزيارة التي دامت ثلاثة أيام وانتهت يوم السبت الماضي، بالتوقيع بالإضافة إلى “إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة” على 4 اتفاقيات تعاون ثنائية في مجالات الصحة والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي والتعليم العالي والشباب والرياضة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here