دراسة تكشف هويات وخبايا المعادين للجزائريين في فرنسا

2
دراسة تكشف هويات وخبايا المعادين للجزائريين في فرنسا
دراسة تكشف هويات وخبايا المعادين للجزائريين في فرنسا

أفريقيا برس – الجزائر. أبانت دراسة من إعداد المؤرخ والصحفي جيريمي روبن شتاين، المختص في مكافحة التمرد والعنف السياسي، ومؤلف “الرعب والإغراء”، عن وجود علاقة بين منظري القمع الوحشي ضد الجزائريين إبان الحرب التحريرية، ومن يمارسون اليوم العنصرية ضد الجزائريين والجاليات المسلمة بصفة عامة في فرنسا.

هذه المقاربة لاحظها المؤرخ روبن شتاين، في حالة القاضي جون ماري أرغو، العامل بمحكمة اللجوء الفرنسية، الذي كان محل طعون من قبل زملائه في المهنة، كون “مواقفه من المرجح أن تثير شكوكا جدية حول حياده كقاضي لجوء”، وهي الطعون التي قوبلت بالتجاوب من قبل الجهات المعنية، بعدما تم الوقوف على منشوراته التي تحمل دلالات “معادية للإسلام ومعادية للهجرة ومؤيدة للجزائر الفرنسية”، وذلك استنادا إلى ما أوردته صحيفة “ميديا بار” ذائعة المصداقية.

ويعتبر القاضي جون ماري أرغو من الفرنسيين الذين تشبعوا بثقافة الاستعمار وإهانة واحتقار الشعوب المستعمرة، من والده العقيد أرجو، الذي كان قد شغل منصب رئيس أركان الجنرال ماسو في الجزائر، ومنظر ما يسمى بالحرب النفسية واستخدام التعذيب، قبل أن يصبح فيما بعد مسؤول منظمة الجيش السري الإرهابية.

ومن أقوال والد القاضي المطرود من محكمة اللجوء الفرنسية “أن الشعوب المستعمرة لا تستحق العدالة ومعاييرها المتحضرة”، ولم يلبث أن أصبح ابنه القاضي جان ماري أرجو، مدافعا كبيرا عن مثل هذه الأفكار، يقول المؤرخ جيريمي روبن شتاين في الدراسة، التي أوردتها “أوريون 21”.

ويتحدث المؤرخ عن والد القاضي المطرود، فيقول إنه “متورط في حرب الجزائر (الحرب التحريرية) وجرائم الجيش الفرنسي ومنظمة الجيش السري. في الواقع، كان أنطوان أرجو (1914-2004) عقيدًا مشهورًا ثم قائدًا كبيرًا للمنظمة اليمينية المتطرفة، اشتهر بأساليبه المثيرة للاشمئزاز بشكل خاص، بما في ذلك الإعدامات بإجراءات موجزة وعرض الجثث في الساحات العامة”.

ويضيف: “بطبيعة الحال، ليس هناك شك في إلقاء جرائم الأب على أكتاف الابن. إن الأمر لا يتعلق بالبنوة البيولوجية، بل الفكرية. في هذه الحالة، تم الكشف عن مفهوم أنطوان أرجو للعدالة على نطاق واسع في عمله الرئيسي، وحقيقة أن ابنه -الذي يدعي اتباع أفكار والده -قاضياً لا يمكن إلا أن يثير التساؤلات”.

ويعتبر أنطوان أرجود من منظري الحرب النفسية الفرنسية خلال الثورة التحريرية. فمنذ عام 1948، ألقى محاضرات حول هذه القضية في المدرسة الحربية العليا، يقول المؤرخ جيريمي روبن شتاين، قبل أن يوجه للعمل منذ العام 1956 ضمن جيش الاحتلال إبان ما سمي بـ”معركة الجزائر”، ولم يتوقف أبدًا عن تطبيق الأساليب الوحشية بحق الجزائريين عندما كان رئيسًا لأركان الجنرال ماسو في الجزائر العاصمة، وقد عرف يومها بـ”سياسة الإغواء والإرهاب”.

ومن بين ما اخترعه العقيد أرجو خلال حرب الجزائر: “الكوماندوس الأسود”، وهي وحدات بدوية يقودها ضابط غالبًا ما يكون غير مسلح ويتكون من رجال يقدمون خدمات تطوعية للسكان المحليين. وجرت التجربة في القطاع الذي كان يقوده الجنرال جاك باريس دي بولارديير.

ومن أبشع ما كان يقوم به المجرم أرجو، تصفية الجزائريين أمام الملأ، وكان يقول يومها: “لقد نفذت عمليات إعدام علنا، بهدف الحصول على أقصى قدر من الفائدة من وفاة رجل، على عكس العديد من رفاقي. إذا شئت، فإن إعدام رجل واحد علنا بين العرب له نفس تأثير إعدام عشرة رجال سرًا أو خلف جدران السجن. ولم أكتف بإعدامهم علنا، بل تركت جثثهم مكشوفة في الساحة العامة”.

وليس غريبا على القاضي المطرود بسبب عنصريته، والذي تربى في عائلة بهذا الكم من الإجرام أن يتمتع بالمصداقية في هيئة شعارها القسطاس، والأمثلة على ذلك كثيرة في التاريخ الفرنسي الحديث والمعاصر، فزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، شربت من عنصرية والدها، جون ماري لوبان، الذي ولغ كثيرا في دماء الجزائريين خلال الثورة التحريرية وبالضبط في “معركة العامة”، ضمن فرقة المظليين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here