أفريقيا برس – الجزائر. تفاعل سياسي مالي مع إعلان المجلس العسكري الانتقالي لبلاده رفع دعوى قضائية ضد الجزائر على مستوى محكمة العدل الدولية، التي أكدتها وزارة الشؤون الخارجية، اليوم، على أنها “محاولة لإلهاء الماليين وكسب قلوبهم بعدما أداروا ظهرهم له، وأشعروهم بعزلة شعبية وجماهيرية”.
وقال رئيس الحزب الاجتماعي والديمقراطي، إسماعيل ساكو، أن الحاكم العسكري للبلاد، أسيمي غويتا، يلعب على وتر الدعاية والاستفزاز في منطقة تحتاج الى السلم والأمن والاستقرار، مغتنما الفرصة لدعوة الماليين الذين لا يدعمونه في هذ المسار. كما دعا عبر إذاعة الجزائر الدولية، اليوم، مواطنيه لـ “فتح عيونهم والتحلي باليقظة والحذر في ما يسلكه غويتا”.
واستغرب السياسي المعارض، لجوء غويتا الى القضاء الدولي، بالرغم من أنه لم يعترف به ويتعامل مع قراراته بإنكار ويتهم الدول التي تحتضن مقراته بدعم الإرهاب، مذكرا بأنه المسؤول العسكري الانتقالي، يعمل على توقيف وملاحقة النشطاء بمجرد إبدائهم رفضهم له ولسلطة الأمر الواقع التي فرضها عبر الانقلاب ثم عبر دستور غير توافقي.
ودعا المتحدث الى التعبئة لإحداث التغيير السياسي المنشود من قبل الشعب وجعل مالي دولة تتعايش مع محيطها الحيوي ودول الجوار كالجزائر وموريتانيا وكوت ديفوار، معتبرا أن اختلاق مشاكل مع الجزائر أكبر خطأ ارتكبه.
وكانت الخارجية قد فندت منذ أسبوع أخبارا متداولة حول تقدم مالي بشكوى إمام محكمة العدل الدولية ضد الجزائر على خلفية اسقاط طائرة دون طيار خرقت مجالها الجوي.
وبعد نفي الوزير، كشف بيان وزارة الخارجية الصادر اليوم، قيام سلطات باماكو بإيداع الشكوى يوم 16 سبتمبر الجاري. وجاء في البيان “تسجل وزارة الشؤون الخارجية مفارقة صارخة في الخطوة المالية، إذ من الغريب أن تدّعي السلطة الانقلابية في مالي، التي داست على الشرعية والنظام الدستوري داخل بلدها، التمسك بالقانون على الصعيد الدولي وهي التي تنكرت له داخليا”.
وتابع البيان “إن لجوئها إلى محكمة العدل الدولية ليس إلا محاولة واضحة لتوظيف هذا الجهاز القضائي الأممي في البحث عن كبش فداء يبرّئها من مسؤولياتها في المأساة التي فرضتها على الشعب المالي الشقيق”.
كما أكدت وزارة الخارجية “إن هذه المناورة مكشوفة وفاقدة للمصداقية. والجزائر، التي تضع القانون الدولي في مكانة رفيعة وتحترم محكمة العدل الدولية أسمى احترام، ترفض الانخراط في هذه اللعبة وتدين طابعها المفضوح”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس
