أفريقيا برس – الجزائر. رسمت الجزائر وإيطاليا شراكة استراتيجية في القطاع الزراعي، من خلال مشروع متكامل لإنتاج القمح الصلب والبقوليات والبذور والعجائن بولاية تيميمون بالشراكة مع شركة بونيفيكي فيراريزي، باستثمار قدره 420 مليون يورو، في إطار خطة ماتاي لحكومة روما الموجهة للقارة الإفريقية.
وأوضح شرفة، في كلمة له، السبت، خلال حفل التوقيع على الاتفاقية الإطار مع الشريك الايطالية بالمركز الدولي للمؤتمرات، أن هذا المشروع المدمج يتعلق بإنتاج الحبوب والبقوليات على مساحة تقدر بـ36 ألف هكتار بولاية تيميمون، بقيمة إجمالية تقدر بـ420 مليون يورو، مشيرا إلى أنه يندرج ضمن المخطط الوطني الخاص بتطوير الشعب الاستراتيجية الذي يشمل الحبوب والبقوليات والنباتات السكرية والزيتية والبذور وكذا الحليب، المنبثق من التزامات وتوجيهات رئيس الجمهورية ومن مخطط الحكومة وكـذا الاستراتيجية القطاعية لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية بهدف تلبية الحاجيات الغذائية الواسعة الاستهلاك.
واعتبر شرفة أن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين جاءت لتعزيز علاقات الشراكة المتميزة التي تربط الجزائر وإيطاليا، مما يعكس الإرادة الثابتة والقوية لقائدي البلدين، اللذين يعكفان على تعميق هذه الشراكة في شتى المجالات، لاسيما من خلال العمل سويا لتجسيد مخطط ماتاي لإفريقيا، الذي أطلقته الحكومة الإيطالية.
ولفت الوزير شرفة إلى أن هذا المشروع المدمج لإنتاج الحبوب والبقوليات بالشراكة مع بونيفيكي فيراريزي الايطالية والصندوق الوطني للاستثمار، يعتبر ثاني أكبر مشروع زراعي وصناعي يجسد ميدانيا خلال فترة زمنية وجيــزة، بعد ذلك الموقع مع مجموعة بلدنا القطرية لإنجاز مشروع متكامل لتربية الأبقار الحلوب وإنتاج الحليب المجفف بولاية أدرار.
وشرح المسؤول الأول بقطاع الفلاحة أن المشروع خصص له مساحة قدرها 35.450 هكتار لزراعة القمح ومختلف أنواع البقوليات، بينما ستخصص المساحة المتبقية لتشييد مركب صناعي غذائي يتكون أساسا من مطحنة ومنشأة للتخزين ووحدة لإنتاج العجائن الغذائية، وغيرها من المرافق الحيوية للمشروع.
وسيتيح المشروع استحداث أكثـر من 6700 منصب شغل، منها ما يقارب 1600 منصب دائم ونحو 5100 منصب غيـر دائم، حيث سيحوز الطرف الجزائري على 49 بالمائة من المشروع، في حين ستؤول 51 بالمائة منه لصالح شركة بونيفيكي فيراريزي.
وعقب التوقيع، أوضح شرفة في ندوة صحفية مع وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات الايطالية، فرانشيسكو لولوبريجيدا، أن المشروع سينتج 170 ألف طن من القمح الصلب، و6 آلاف طن من العدس و11 ألف طن من الحمص، إضافة إلى العجائن.
من جهته، صرح الوزير الإيطالي لولوبريجيدا، بأن هذا اليوم مميز بالنظر لتوقيع شركة ايطالية كبيرة هي بونيفيكي فيراريزي، ما سيتيح خلق شراكة قوية بين بلدين من خلال مجال ذي علاقة بالأمن الغذائي، سيمكن من الإنتاج والتكوين والعطاء قيمة للمنتجات.
ووصف الوزير في حكومة جورجيا ميلوني أن هذا المشروع هو أول نتيجة ملموسة في قطاع الصناعات الزراعية الذي يهدف إلى الإنتاج من خلال مشروع يضع الراية الجزائرية، جنبا إلى جنب مع العلم الإيطالي.
واعتبر الوزير الإيطالي أن إفريقيا وأوروبا الجزائر وإيطاليا ركيزتان أساسيتان في مواجهة تحدي تطوير الأمن الغذائي الذي ينظر إلى المشاكل الكبرى ويعالجها ويحلها بمنطق الالتزام المشترك.
وقال في هذا الصدد “قبل إنريكو ماتيي، كانت شعوب أوروبا تنظر إلى إفريقيا بمنطق افتراسي، ونحن لا ننوي أن يعاد تكرار ذلك، ولكننا نعتقد من جهة أخرى أنه لا ينبغي التعامل مع إفريقيا بنظرة خيرية ترضي ضمائر قلة من سكان البلدان التي تعتبر أكثر تقدما”.
وشدد المسؤول الحكومي الإيطالي على أن الجزائر تمثل أكثر من أي بلد آخر في إفريقيا، شجاعة شعب استحق حريته، ويوم 5 جويلية هو اليوم الذي يرمز لتلك الحرية التي تم استعادتها، والمضي نحو اكتساب المزيد من القوة التي تستحقها الجزائر والتي يمكن أن تكون ركيزة لولادة وانطلاقة جديدة للقارة الإفريقية بأسرها.
وذكر قائلا “نحن نعتقد أن الجزائر لها دور استراتيجي تلعبه كدولة رائدة في هذه المنطقة من إفريقيا لتحقيق هدف تحسين الحياة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس