عزوز بقاق: أزمة الجزائر وفرنسا ستترك ندوبا

8
عزوز بقاق: أزمة الجزائر وفرنسا ستترك ندوبا
عزوز بقاق: أزمة الجزائر وفرنسا ستترك ندوبا

ماجيد صراح

أفريقيا برس – الجزائر. في تعليقه على الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الجزائر وفرنسا، قال الكاتب والوزير الفرنسي السابق، ذي الأصول الجزائرية، عزوز بقاق إنها “أزمة خطيرة، تختلف عن سابقاتها، لأنها ستترك ندوبًا.”

ليضيف بقاق، وهو الذي شغل منصب وزير تكافؤ الفرص في حكومة دومينيك دوفيلبان من 2005 إلى 2007: “من المؤكد أن فرنسا فقدت نفوذها في إفريقيا، وهذه معطيات جديدة في علاقتها بدول المغرب، وخاصة الجزائر والمغرب، حيث اختار إيمانويل ماكرون بوضوح الرباط على حساب الجزائر من خلال اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. هذا النزاع، الذي يسمم العلاقات بين هذين البلدين الشقيقين والجارين منذ أكثر من نصف قرن، لا بد من إيجاد حل له. في غضون ذلك، وبالإضافة إلى اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، تتزايد التوترات بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية بشأن قضية التصاريح القنصلية المثيرة للجدل.”

عزوز بقاق قال إنه ومع حادث الطعن الأخير في ميلوز، وخاصة مع ما يسمعه الفرنسيون “عن ‘المؤثرين’ الجزائريين وما يروجونه من خطاب”، فغالبيتهم مصدومون.

“ليس من المفاجئ أن يقوم ‘التجمع الوطني’ وتيارات سياسية أخرى باستغلال هذه المسألة سياسياً لتأجيج الخطاب المعادي للجزائر. لكن ما يثير الاستغراب أكثر هو سماع رئيس الوزراء الفرنسي يوجه إنذارًا غريبًا للجزائر بخصوص إعادة مواطنيها المرحّلين، قبل مراجعة الاتفاقيات الثنائية: ‘سنمنحهم ما بين أربعة إلى ستة أسابيع…’ لماذا هذا التردد؟ هل هي أربعة أم ستة أسابيع؟ يجب أن يكون الموقف واضحًا”، يقول بقاق الذي يضيف أنه “من الجدير بالذكر أن فرانسوا بايرو رفض التصعيد، بينما يتبنى وزير الداخلية برونو روتايو خطابًا عدائيًا ضد الجزائر، متهمًا إياها بمحاولة ‘إذلال’ فرنسا. حيث قال: ‘لقد كنا لطفاء مع الجزائر، ولم ينفع ذلك… لقد حان الوقت لنوقف هذا التخاذل.’ كما يقال هنا بالفرنسية: ‘!Il a le seum’ (ما ترجمته للعربية: إنه يحمل ضغينة).”

تصاعد هذا الخطاب العدائي ضد الجزائر في عدد من وسائل الإعلام الفرنسية، في حين يتم التطبيع مع اليمين المتطرف، سيكون دون شك ذا تأثير على النقاش السياسي والانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2027.

“أنا قلق بشأن فرنسا في عام 2027′′، يقول لنا عزوز بقاق، وهو من الجيل الثاني لمهاجرين جزائريين، مضيفا أنه “في جميع أنحاء أوروبا، أصبح صعود اليمين المتطرف المناهض للهجرة والمعادي للإسلام حقيقة واضحة. لقد رأينا ذلك مؤخرًا في ألمانيا مع حزب “البديل من أجل ألمانيا“، وهو حزب مناهض للهجرة، حظي بدعم علني من إيلون ماسك.

في فرنسا، على مدار العشرين عامًا الماضية، انتشر ‘روح زيمور’ (نسبة إلى اليميني المتطرف إريك زيمور)، والتي تعتمد على إيقاظ وعي ‘الفرنسيين البيض الصغار’ الذين يشعرون بأن فرنسا تتعرض لـ ‘الاستبدال العظيم‘ من قبل المسلمين. لسنوات، عمل زيمور، الذي ينحدر من عائلة يهودية جزائرية، على ترسيخ هذا الخطاب في الرأي العام. واليوم، حتى زوجته، النائبة في البرلمان الأوروبي، تدخلت في الأزمة الفرنسية الجزائرية بادعاء كاذب بأن باريس تمنح الجزائر 800 مليون يورو كمساعدات تنموية. إنهم يستغلون كل الفرص لمهاجمة المستعمرة السابقة…”

حين سألنا بقاق، وهو الباحث في علم الاقتصاد والاجتماع، عن الإجراءات التي يمكن اتباعها للعودة لعلاقة هادئة بين الجزائر وباريس، أجاب: ‘”علاقة هادئة؟’ نحن وسط هستيريا سياسية، بينما تزدهر الاقتصاد الجزائري بفضل ارتفاع أسعار النفط والغاز، مما سمح له بجمع 73 مليار يورو من احتياطيات النقد الأجنبي، في الوقت الذي تعاني فيه فرنسا من دين عام يصل إلى 3,300 مليار يورو.

علاوة على ذلك، لا ينبغي أن ننسى أن أكثر من 3000 شركة فرنسية تعمل في الجزائر، بحجم تبادل تجاري سنوي يبلغ 13 مليار يورو. ومن اللافت للنظر أن مشاعر الكراهية والحقد لدى بعض الأطراف المعادية للجزائر تتجاهل هذه الحقائق الاقتصادية الواضحة. الاقتصاد هو الواقع الملموس! في إيطاليا، أدركت جورجيا ميلوني ذلك جيدًا. بينما تفقد فرنسا نفوذها في الجزائر، تقوم إيطاليا بالاستثمار هناك… رغم أن ميلوني نفسها تقود حزبًا يمينيًا متطرفًا!”

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here