أفريقيا برس – الجزائر. بإعلان انسحاب مجموعة “فاغنر” الروسية رسميا من مالي، يتأكد صواب رؤية الجزائر حين شددت في العديد من المناسبات على رفض التدخل العسكري الأجنبي في منطقة الساحل، شأنه في ذلك شأن الوضع في ليبيا أيضا، من منطلق أن أي تدخل من هذا النوع لن يزيد الوضع إلا تأزما.
هذا المبدأ لم تحد عنه الجزائر قيد أنملة، لتؤكد على أولوية تفعيل حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية دون تدخل من الخارج يجر مناطق النزاع إلى منحدرات أخرى بدلا من الإسهام في تفعيل التسوية الودية بين أطراف العلاقة، وهو موقف الجزائر المتجدد الرافض للتدخل الأجنبي في إنهاء الصراعات والنزاعات في الدول الإفريقية، سبق تأكيده في منطقة الساحل وليبيا في أكثر من مناسبة.
وعبرت الجزائر، في وقت سابق، عن رفضها وجود قوات مرتزقة على حدودها، موازاة مع عدم دعم أي جماعات إرهابية في مالي والتأكيد على دعم السلام في المنطقة، فهي لا تهدف إلى وضع مالي تحت إدارتها بينما يشترك البلدان في مجتمع الطوارق، بالإضافة إلى التوجه الذي تبنته الجزائر من خلال وضع مخطط كامل للتنمية في شمال مالي يصل إلى ملايين الدولارات لقطع الطريق على من يحاول اتخاذ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية مطية للتدخل في البلاد.
هذا المبدأ لا يتعلّق بالوضع في منطقة الساحل فقط، بل هو مبدأ عام تؤمن به الجزائر وتدافع عنه كلما حدث نزاع في منطقة معينة، خاصة تلك الموجودة في القارة الإفريقية، كما هو الشأن بالنسبة للوضع في ليبيا الرافض للتدخل الأجنبي والمؤكد لدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى تنظيم انتخابات في ليبيا تحفظ وحدتها.
وطالما عبرت الجزائر عن موقفها هذا، تارة على لسان الرئيس عبد المجيد تبون وأخرى في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية أحمد عطاف، حيث قال إن الأزمة الليبية “ما كانت لتكون لولا التدخل العسكري الأجنبي وما كانت لتدوم لولا التدخلات الخارجية التي أسهمت في تغذية الانقسام بين الأشقاء الليبيين”.
وتؤكد هذه التصريحات على أن قناعة راسخة من الجزائر بأن جوهر الأزمة الليبية ولبّ الصراع في مالي يتمثل في التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، وهو ما جعل الجزائر ترفض رفضا تاما هذه التدخلات وتدعو لإنهاء جميع أشكالها وأساليبها وصورها في القارة السمراء، سياسية كانت أم عسكرية.
المصدر: الخبر
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس