فرنسا حائرة وتبحث عن وسطاء جدد مع الجزائر

فرنسا حائرة وتبحث عن وسطاء جدد مع الجزائر
فرنسا حائرة وتبحث عن وسطاء جدد مع الجزائر

أفريقيا برس – الجزائر. توجد السلطات الفرنسية في حيرة من أمرها بشأن كيفية التعاطي مع عقوبة الصحفي الرياضي الفرنسي، كريستوف غليز، والذي أدين بسبع سنوات سجنا نافذا، وقد بدأت في رحلة تسول جديدة، بحثا عن وسطاء جدد يحضون باحترام وثقة السلطات الجزائرية، علهم يحصلون على عفو جديد يبدو بعيد المنال هذه المرة.

أولى العقبات التي واجهت السلطات الفرنسية في التعاطي مع هذه المسألة، باعتبارها مضطرة للتنسيق مع هيئة دفاع الصحفي الفرنسي المدان، المشكلة من محامي جزائري هو عميروش باكوري، وآخر فرنسي يدعي إيمانويل داود، هو: هل يتم الطعن في القرار الصادر عن مجلس قضاء تيزي وزو، أمام المحكمة العليا، أم تفضيل عدم تقديم الطعن حتى يصبح القرار نهائيا بعد انقضاء الآجال القانونية؟ الأمر الذي يفتح المجال أمام البحث عن وسطاء لإقناع السلطات الجزائرية بإصدار عفو عنه.

وفي الأخير، قررت هيئة الدفاع تقديم طعن لدى المحكمة العليا، وهو ما نقله موقع مجلة “ماريان” اليمينية، عن هيئة دفاعه، الاثنين الثامن من ديسمبر الجاري، ما يؤشر على أن الجانب الفرنسي لم يتلق أي إشارات إيجابية من الطرف الجزائري بخصوص هذه المسألة، فقرر نهج المسار القضائي إلى غاية استنفاذ كافة مراحل التقاضي.

وجاء قرار الطعن لدى المحكمة العليا، بعد زيارة الصحفي الموجود بسجن تيزي وزو، من قبل محاميه الجزائري، عميروش باكوري، الأحد السابع من ديسمبر 2025، وفق ما جاء في المصدر ذاته، موضحا أن “هناك العديد من السبل القانونية التي قد تؤدي إلى إطلاق سراح كريستوف غليز”، على حد ما نقل عنه.

وهو ما أكده أيضا المحامي عميروش باكوري، في منشور له على حسابه في منصة “الفايس بوك”، حيث قال: “زرت (الأحد) موكلي، كريستوف غليز، الصحفي الرياضي الفرنسي المسجون في سجن تيزي وزو.. قضيتُ معه حوالي ساعة ونصف”.

وبالموازاة مع تضاؤل حظوظ حصول الصحفي الفرنسي المدان في قضية تمجيد الإرهاب على فرص للخروج من السجن، شرع الفرنسيون في رحلة البحث عن وسطاء يحظون باحترام وثقة السلطات الجزائرية من أجل التوسط على أمل العفو عن الصحفي السجين، استئناسا بنجاح وساطة الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاين ماير، في الحصول على عفو من الرئيس عبد المجيد تبون، لصالح الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، الذي أدين بخمس سنوات سجنا نافذا، بعدما أدين بتهم تتعلق بالإضرار بالوحدة الترابية للجزائر وإهانة هيئة نظامية.

وكانت الصحافة اليمينية الفرنسية الأكثر استنفارا واهتماما بمسألة الصحفي الرياضي المدان بالسجن في الجزائر، مقارنة بغيرها، ويبرز هنا المنبر الرئيس لصحافة اليمين، صحيفة “لوفيغارو”، التي دعت من خلال افتتاحية الجمعة المنصرم، كل من جزائري الأصل، أيقونة كرة القدم الفرنسية، زين الدين زيدان، وخليفته في الفريق الفرنسي، كيليان مبابي (أمه جزائرية)، إلى التدخل لدى السلطات الجزائرية من أجل إطلاق سراح الصحفي الفرنسي المدان، وبررت التركيز على اللاعبين سالفي الذكر دون سواهما بكونهما من أصول جزائرية.

وذهب أحد أبرز الوجوه اليمينية المتطرفة في فرنسا، ممثلا في رئيس بلدية بيزيي، روبير مينار، الذي انتخب في صفوف حزب مارين لوبان، إلى وجوب تدخل زين الدين زيدان، في قضية كريستوف غليز، في برنامج لإذاعة “أوروب 1′′، نهاية الأسبوع، متحدثا عن ما وصفه “الالتزام الأخلاقي”، لزيدان.

وقال روبير مينار الذي ولد في مدينة وهران لأبوين من الأقدام السوداء، والمعروف بهوسه بالجزائر: ” “كان من واجبه (زيدان) أن يعبر عن رأيه. هذه هي اللحظة التي يجب أن يقال فيها عدد من الأشياء”. وأضاف: “لن يهاجمه أحد، وبالتأكيد لن تهاجمه الحكومة الجزائرية. إنه رمز”.

ويبدو أنه من الصعوبة بمكان أن تجد فرنسا وسيطا آخر بثقل الرئيس الألماني، كما حصل في قضية بوعلام صنصال، ولذلك لجأ رموز اليمين إلى البحث عن حلول بديلة، يقينا من قبل هذه الأوساط بأن الوضع هذه المرة مختلف، والمهمة سوف لن تكون سهلة، وفق الكثير من المراقبين.

المصدر: الشروق

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here