استقبل الجزائريون خبر وفاة نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الوطني، الفريق أحمد قايد صالح بكثير من الحزن، حيث شهدت البلاد موجة من الحزن على رحيل رجل قدم الكثير للبلاد، وأعادها مجددا إلى سكة الشرعية، حيث عرف كيف يرافق الحراك بسلمية، وتعامل مع المستجدات الحاصلة منذ 22 فيفري بقرارات جمعت بين الصرامة والليونة، وهذا وفقا لما تتطلبه المرحلة، كما وقف الجزائريون على خطاباته الدورية الموجهة للجزائريين، حتى أن بضعها كانت بعيدة عن الرسمية وحملت الكثير من العفوية التي تفاعل معها الجزائريون على نطاق واسع.
وقد غيب الموت الفريق أحمد قايد صالح بعد مشوار حافل من العمل ورفع التحدي، بدليل مساره الثوري الحافل بالتضحية، وحرصه على تطوير أداء المؤسسة العسكرية في مختلف المهام التي أوكلت إليه منذ الاستقلال إلى غاية توليه قيادة أركان الجيش، في وقت كان حضوره بارزا طيلة 2019، تزامنا مع حراك 22 فيفري المستمر إلى غاية نهاية السنة الجارية.
وبعيدا عن الصرامة التي يتحلى بها الرجال، وقف الكثير على الوجه الآخر لرئيس أركان الجيش، من خلال اتسامه بالكثير من العفوية والابتسامة التي تجمع في نظر البعض بين التسامح والمحبة، حيث لا يزال الجزائريون يتذكرون بعض خطاباته التي يستقبلها الشعب بكثير من التفاعل، خاصة تلك التي يتحدث فيها باللهجة العامية، حين يجمع بين مساره كمجاهد خلال الثورة التحريرية والتحديات التي مرت بها البلاد تزامنا مع الحراك الشعبي والتحولات التي ميزت هرم السلطة، وهي خطابات حملت في نظر المتتبعين الكثير من الصدق والتوصيف الدقيق، خاصة حين كان يحكي عن تضحيات الشعب خلال الثورة، وكيف كان يدعم المجاهدين بالمؤونة ومختلف الحاجيات، حيث كان يقول إن المجاهدين حين يواجهون المستعمر الفرنسي بلغة السلاح، فإن هناك من يستشهد وهناك من ينجو، أما المدنيون فيسددون الفاتورة غاليا من طرف الاستدمار الفرنسي نتيجة انحياز سكان الأرياف والقرى مع الثورة التحريرية.